انتظار الفرج
لا تضق ذرعا فمن المحال دوام الحال ، وأفضل العبادة انتظار الفرج ، الأيام دول ، والدهر قلب والليالي حبالى ، والغيب مستور والحكيم كل يوم هو في شأن ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا وان مع العسر يسرا . فلا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض واجر عظيم .
من الذي يفزع إليه المكروب ، ويستغيث به المنكوب ، و تصمد إليه الكائنات ، وتسأله المخلوقات ، وتلهج بذكره الألسن ، وتألهه القلوب انه الله لا إله إلا هو .
وحق علي وعليك أن ندعوه في الشدة والرخاء ، والسراء والضراء ، ونفزع إليه في الملمات ، ونتوسل إليه في الكربات ، وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين ، حينها يأتي مـدده ، ويصل عونه ، ويسرع فرجه ، ويحل فتحه ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) فينجي الغريق ، ويرد الغائب ، ويعافي المبتلى ، وينصر المظلوم ، ويهدي الضال ، ويشفي المريض ، ويفرج عن المكروب ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) .
وان عبدا يجيد فن الدعاء حري أن لا يهتم و لا يغتم ولا يقلق ، كل الحبال تتصرم إلا حبله ، كل الأبواب توصد إلا بابه ، وهو قريب سميع مجيب ، يجيب المضطر إذا دعاه . يأمرك وأنت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد الماجد – بان تدعوه (ادعونى استجب لكم ) إذا نزلت بك النوازل ، و ألمت بك الخطوب فالهج بذكره ، واهتف باسمه ، واطلب مدده وأساله فتحه ونصره ، ألح عليه ، الزم بابه ، انتظر لطفه ، أحسن ظنك فيه .
|