[جدس البأس]

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(ألغام في مكتبات بعض طلبة العلم)

درج الكثير ممن تعدت إهتماماتهم النطاق التقليدي الشائع لطلب العلم الشرعي أو الثقافي الإسلامي
على إقتناء الكتب ذات الوجهات المختلفه والمتقاطعة المتعارضة أحياناً
وهذا أمر حسن
إن أحسن إستغلاله
وأمنت غائلته
وملكت أدوات النقد والقراءة المطلوبة
وفوق هذا كله الإيمان الصادق الثابت


ولكن ما يغفل عنه الكثير من هؤلاء أن هذه الكتب تركة باقية بعدهم
وقد يكون من خلفهم ذرية أو ورثة تربت وجبلت على القراءة وحبها
ولمَا يشتد عودهم بعد
فتكون مثل هذه الكتب كالزيت الذي سكب على النار.

ولايخفى على القارئ الكريم الخطر الذي ينتج عن القراءة مفتوحة الإتجاهات غير المدعمة بالقوة العلمية والتربوية المناسبة

وعلى ذلك أضرب بعض الأمثلة:
(1)
أحدهم في مكتبته مؤلفات عبد الله القصيمي كاملة ونصر حامد أبو زيد والصادق النيهوم وأدونيس وهادي العلوي وغيرهم الكثير
إضافة إلى حشد كبير من الروايات والكتب التي تمثل الإتجاهات الفكرية المنحرفة بختلف أطيافها
وهي بحد ذاتها كلفت مبالغ طائلة وجهد لجمعها وقراءتها وما إلى ذلك

لم ينتبه هذا الرجل لما أنبه عنه الأن إلا من أشهر قليلة ، فجعله ذلك يغير من وصيته لما بعد موته ويعيد ترتيب مكتبته من جديد .
حيث جعل هذه الكتب في مكان مخصص وأوصى أن تدفع بعد موته لأحد المشائخ الذين يهتمون بهذه المجالات مع أخذ التعهد بعدم ترك هذا الشيخ لها بلا تنبيه عنها لمن بعده.

(2)
أحدهم إشترى مكتبة لأحد المتوفين بسعر زهيد وجد فيها كتاباً قيمته لاتقدر بثمن حتى أنه عرض عليه فيه أكثر من عشرة الآف ريال ...
مع أن المكتبة بأكملها لايزيد ثمنها عن ثلاثة الآف ريال...

وليس هذا الشاهد

بل ما وجد في هذه المكتبة من كتب المذاهب المنحرفة ككتب الشيعة والأشاعرة والقدريين والفلاسفة وغيرهم
ولا أشك في توجه الرجل رحمه الله إذ هو معروف بالخير والصلاح وهو من طلبة العلم وكان إقتنائه لهذه الكتب على سبيل الرد وتبيين الخطر والتبصر بها

ولكن هب أن هذه الكتب وقعت في يد من لايحسن أن تقع في يده مالنتيجه برأيكم؟


(3)
وهذه سمعت بها ولم أتأكد منها أن أحدهم قرأ كتاباً في مكتبة أخيه والذي هو بدوره يحضر الماجستير في المذاهب ومن بعد هذا الكتاب إنفتحت على هذا الشاب عوالم لم تكن خطرت على باله فحدث مالم تحمد عقباه فيما بعد...


وقصارى القول وهجيراه
أن بعض طلبة العلم يوجد في مكتباتهم من هذه الكتب الشيئ الكثير و أظن والله تعالى أعلم أن الذمة لاتبرأ بتركها بلا تنبيه وإرشاد.

تنبيهان مهمان :

(الأول)
أن هذه الكتب سبب رئيس في إنحراف كثير من الشباب عن جادة الصواب خاصة إذا توفر معها بعض الصفات النفسية وضعف الإيمان والتربية وقلة العمل الصالح أسأل الله الكريم بمنه أن يتجاوز عنا...

(الثاني)
يجب الحذر والتحذير من الكتب الشرعية التي تطبعها بعض دور النشر وعلى رأسها دار الكتب العلمية في بيروت والتي إشتهرت بالسرقات العلمية جهاراً نهاراً والتصرف بحواشي بعض المؤلفات والنيل من خلالها من عقيدة السلف أهل السنة والجماعة بالرغم من أن الكتب التي تطبعها هي كتب أهل السنة والجماعة.
وكتبها منتشرة في أوساط طلبة العلم والمكتبات في كافة أرجاء المملكة.

مع العلم أنه ليس كل كتب هذه الدار على هذه الصفة بل هناك بعض الكتب التي تنشر من خلالها لأول مرة.
وإن تعجب فاعجب لغفلة الكثير من طلبة العلم عن هذا التلاعب بل قد تجد من يدافع عن هذه الدار وخدمتها الجليلة للعلم وأهله.

ومن الدور كذلك:
مؤسسة الكتب الثقافية بيروت
دار الجنان بيروت
دار المشاريع للطباعة والنشر والتوزيع بيروت وغيرها

وأخيراً
ألا يحق لي أن أطلق على هذه الكتب ألغاماً قابلة للإنفجار في أي وقت

حبي وتقديري للجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته