[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

يواجه دين الله اليوم مؤمرات و مكائد ، و لأن بلادنا مكان مقدس و له ثقله الشرعي و خصوصيته الحضارية ، كان له نصيب كبير من هذه الاعتداءات و الممارسات العدوانية ، و يأتي السؤال : كيف نقاوم هذا التشويه عبر الوسيلة المتاحة للكل ( الإنترنت ) .. هذا ما اجتهدت في قوله عن دورنا في هذه الشبكة ( الإنترنت ) في برنامج ساعة حوار بتقديم د/ فهد السنيدي و الضيف الكاتب أ/ حسن مفتي ، أترككم مع نص المداخلة ، و قد حررتُ ما يلزم تحريره .

" حينما نتحدث عن الإنترنت فإننا يجب أن نعود قليلاً إلى الوارء لنتذكر أن هذه الشبكة كانت في أحد الأيام حصرية لدى البنتاغون ، ثم بعد بضع سنين قليلة أصبحت مرتعًا لكل الفئات ، من مثقفين و غير مثقفين ، و صغار و كبار و مقتدرين و غير مقتدرين ، حتى اضطرت وسائل الإعلام الأخرى من الصحف و القنوات و المجلات و الإذاعات ، إلى إيجاد مساحات في هذه الشبكة . إذاً هي قُطبُ وسائلِ الإعلام ، و هي التي أصبحت تتحكم و تسيطر عليها .

من هنا نشأت ممارسات و عمليات من التشويه ، إما بقصد و مؤامرة و إما بسذاجة و غفلة ، سواء من الداخل أو من جهات خارجية من فئات أو طوائف .. بل حتى أصبحت منظمات ..! من هنا يأتي استشعارنا لما يجب أن نتقدم به تجاه هذا التشويه الذي يشاكس هويتنا الدينية ، و ينازعنا في خصوصيتنا الثقافية ، و دورنا في هذه البلاد كقادة لأمةٍ الكل يتطلع إليها .

أعتقد أن بث الوعي يقوم على ركيزتين .. و بث الوعي بشأن هذه القضية و شأن هذه الشبكة و تأثيرها ، هو أول حل بعد استشعار عظم التبعة و عظم التأثير على الأسس و الثوابت و غيرها .. يجب أن يكون الوعي من جهتين :

الأولى : رد عاديات الزعزعة كواجب شرعي ووطني و حضاري من خلال تمثل القيم في الطرح ضد المخالفين . الذين يحاولون اجتثاث القيم أو يشوهونها من غير قصد .
الثانية : لا أقول الهجوم أو الغزو ، لكن بذل الوسع و الطاقة للوصول إلى كل مرتاد لهذه الشبكة ، سواء من داخل محيطنا الجغرافي و الثقافي أو حتى من الخارج ، عن طريق المواقع العالمية ؛ لأننا و الحمد لله لا ينقصنا أهل المعرفة بالأمور الفنية ، كما أننا نملك من يمكن أن يُخاطب أهل اللغات الحية في العالم .. نقدم لهم هذا الإرث الحضاري العظيم و الصبغة الحقيقية التي غابت مع كل أسف عن وسائل الإعلام الأخرى لما احتكرها البعض .

يجب أن يكون لكل شخص مشروع خاص إما بمفرده أو حتى بالاندماج مع مؤسسات لها عناية بهذا الجانب ، في الأنترنت – الحمد لله – رأينا نماذج حية قدمت شيء مشرق باسم بلادنا .. في اليوتيوب .. هذا الموقع يتأرجع بين الثالث أو الرابع عالميًا رأيت بعض الشباب لهم جهود فردية ، و تعليقات بالآلاف ، و الذين يُعلقون من خارج محيطنا ، يُبدون انطباعهم عن هذا التصور الجديد الذي أخذوهـ عن الإسلام أو عن هذا البلد ، يُخالف بعض الأفكار التي كانت انقدحت في أذهانهم بسبب بعض المؤثرات الخارجية .

أخيراً أقول : الوعي بأننا أصحاب رسالة ، مع الوعي بما أحدثته ثورة الإنترنت ، يجب أن يكون هو الهاجس الذي يبعثنا للمزيد من العطاء و البذل الفكري و التواصل الحضاري مع الأمم الأخرى يكون هذا هم شخصي ، ننمي ذواتنا على هذا و على استشعار هذا الأمر و المضي فيه ، و ننمي كذلك الذين يدخلون من أبنائنا و طلابنا لندفع هذا الشر المحدق بنا ، و في نفس الوقت نبتدئ نحنُ الأممَ الأخرى بخطاب " .

::: المداخلة في جزء من الحلقة :::

::: نموذج مشرق :::

أخوكم / عبدالله