بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـتى يـؤدي الأدب رسـالته ..!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-07-2010, 04:30 PM   #1
دعبل نجد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: !!!
المشاركات: 2,024
حـتى يـؤدي الأدب رسـالته ..!

ربما تكون الأعمال الأدبية المعاصرة أُشبِعَت نقداً أدبياً ونظرةً بلاغية , لاهتمام النقاد والأدباء في هذا الجانب , وحتى تكون الأعمال الأدبية على مستوى ومعيار أدبي يستحق معه أن يُحْتَـفى بذلك العمل وبكاتبه ..
ولكن ما نراه غابَ أو غُيِّب عن الساحة الأدبية المعاصرة النظرة الإسلامية والحكم الإسلامي لكل عمل وذلك نتيجة هجمة العلمنة الأدبية التي طالت آثارها حتى بعض الكتاب المنتمين إلى التيار الإسلامي أو التيار المحافظ , وأصبح الأدباء يتنافسون بالإتيان بكل ما هو جديد ومثير حتى لو كان يخالف معتقدا ونصوصا شرعية , زاعمين أن الأدب فنٌّ لا تحده حدود ولا تحكمه قوانين ..
والصحيح أن الأدب لا يجوز أن يُسَيَّس أو يُحزَّب ولمصلحة معينة أو هدف غامض لأن الأدب في كل عصر يشكل لنا صورة لذلك العصر , نستطيع من خلاله أن نتعرف على الكثير الكثير مما نجهله أو مما لم تحط به أقلام المؤرخين .
أما عندما يكون الأدب مزيفا مغيِّبا لحقائق معينه لحساب جهات ذات نفوذ ما فهنا تكون الكارثة ويفقد الأدب روحه وهدفه ..
الشريعة الإسلامية لم تكن أبدا مقيدة للحريات أو محاربة للإبداع , إنما جاءت لتنظم هذه الحرية ولتعطي كل ذي حق حقه ولتحترم العقول ولتكرم الإنسان .
إن الحرية الأدبية لا تعني التعدي على حقوق الغير أو التنقص من الذات الإلهية أو تزييف الحقائق وتزيين الباطل والإتيان بما يخدش الحياء ! وعندما نقر لها بهذا فإننا هنا نصادر حريات الأشخاص ونتنقص من ذواتهم باسم حرية الأدب ..!!
إذن فالحرية المطلقة التي تتواجه مع حريات الآخرين وتحد منها يجب أن توقف عند حدٍّ معين ليس كبتاً لها أو حرباً عليها إنما حفاظاً على حريات الآخرين ..
ولم يوجد على مر العصور تشريع أو قانون يحفظ هذه الحريات ويحافظ عليها كما وجد في الشريعة الإسلامية التي كان أصل دعوتها إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , وتكريم الإنسان , وإنزاله في منزلته التي يستحقها , وتمنع التعدي على الغير بغير وجه حق وتحارب الخوض في الأعراض بشبهة وبغير شبهة وتنهى عن كل ما يزرع الحقد والضغينة بين البشر وغير ذلك من المبادئ الفاضلة التي جاء الإسلام بتأكيدها والحث عليها .
لذلك كان لزاما على الناقد الأدبي أن يحاول قدر ما يستطيع إيجاد خلفية شرعية يستطيع من خلالها أن يقوِّمَ العمل الأدبي الذي أمامه من منظور شرعي قبل أن يقوِّمه أدبيا ولغويا , أو في أقل الأحوال أن لا يصدر حكمه على أي عمل إلا بعد أخذ مشورة ورأي من يمتلك الخلفية الشرعية حتى لا يُمَرر ما يخدش في ديننا ومعتقدنا ..!
أخيراً .. إن أدبنا العربي المعاصر يحتاج إلى إعادة نخلٍ وكشفٍ وفحصٍ ولكن بأيدي أطباء شرعيين يكتشفون الزلة ويقوِّمون الخطأ وينبهون الغافل ..!
حتى يؤدي الأدب رسالته ..!
__________________
مَـنْ يـُعَـمّـَرْ يـَجِـدْ أَحِـبّـَاءَهُ فِـيْ الأَرْضِ أَوْفـَى مِمَّنْ عَـلَيْـهَا وَأَحْـنَـى ..!
دعبل نجد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)