بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ذكـريَـات . . جـدَاريـّـة . . !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-08-2010, 03:04 AM   #1
د / ماسنجر
طائر .. أتعبته الهجرة
 
صورة د / ماسنجر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
ذكـريَـات . . جـدَاريـّـة . . !




| ذكرَيَات .. جِـدَاريّة

تدويناتٌ سريعَة .. باتت على أصباغ جدران الحَارة ..
بألوانها المختلفة ، السوداء والحمراء والزرقاء .. وربما البيضاء !
يكتبون مشاعرهم بعجلةٍ تُخفيهم عن أعينِ البشر ..
ربما تتعثر المعاني ، وتختلط الأحرف ، وتُنسى نقطة ..
وقد ينثرون ألوانهم تحت الدجى ، تحت حرارة الشمس وسمائمها ، تحت المَطر ..

*
لم تترك تلك الألوان إلا أثر المشاعر على قلوبنا ..
نعم إنها أشبه بالجنونِ ، جنون البشر عندما يهيمون على تقبيل الجدران ..
لكنه عمل منسقٌ تنسيقاً رُوحيّاً يَعبث بقلبِ المقصودِ ..
وإن لم يكن هوَ ! .. فإن هذه الذكريات تعبث بكل من سوّلت له مشاعره ورمته في بحر الحُب ! ..

*
نزل من سيارة صاحبه ، رجّ قلمه الخاص بعد أن تلثم ليُخفي معالم وجهه ..
لا يدري أنه يُخفي مشاعره ، وخواطره ، ويُخفي حقيقة قلبه ..
رفع أكمامه ومد يده من جهة اليمينِ وكتَب :
لا تسألوني وش اللي سيّر ايديني .. على جدار الحواري بأحرُفٍ عجلَه ! ..
التفتَ وبسرعةٍ مجنونة ركب وسارا ..
صدى السيارة يبتعد .. حتى تلاشَت ..

*
لن نسألك لمَ كتبت هذا البيتَ ورحلت ، ولا ما هي الأسباب .. ولا أي شيء ..
لأنك ببيتك اليتيم الوحيد .. الذي لفظته لنا هُنا وهرَبت ! تركت لنا أشياء كثيرة ..
تخبرنا أنكَ حَزين ، متألم ، هناك أمر خلف تلك الكتابة ، كتبتها وأنت خائف من أعيننا ..
تريد أن تُوقفَ عين ذاك القلب المشتاق ، ربما تكون تسلقت الأضلاع الشائكة .. !
زرعت قنابل على قلوبهم .. والمؤكد أنك جعلتني أنشئ ورقةً كاملة عنك أيها الأديب المجهول !

*
عبثوا بألوان الحارة ، وساروا على زخارفها بأقلامهم المجنونة ، وكتبوا حتى كُتبوا ..
حتى كُتبوا ضمن الذين ينتظرون الساعة الثانية ليلاً .. ليكتبوا مشاعرهم بأسلوبٍ غير حضاريّ ..
هؤلاء .. عندما يرمون تلك اللفافة التي تخفيهم .. ويرمون تلك الأصباغ النافخة !
ويتركون رفع الأكمام .. ولا يدفعون سيارتهم بغضبٍ مُسلّي !
ويجلسون على كُرسيٍ وطاولة يسيرة ، قد تكون بالية ، ما بها ما يُوقف ثباتها !
ويضعون أمامهم ورقة وقلم .. ثم يرفعون أيديهم ليضعوها بكل هدوء !
سينسجون لنا روايات عظيمة ، وقصائد شامخة ، وأبيات يتيمة ومؤلمة وموجعة ..
سيخرجون لنا بلونٍ من ألوان الأدب العربي الحاضر ..
سيناقشون الحب وربما يشتمونه بأسلوبهم الذين يرون ..
سيُقوّمهم الحَرف العربي ، ويزين أفكارهم ، ويدافعون عن الفضيلة ..
سيخبرنا ذاك الشاعر المجهول .. لماذا كتب ؟! ، ولماذا اتسخ الجدار من يديهِ ؟! ..
وهل يملك غير ذاك البيت ؟ .. وما هو الجَديد ؟ ..
أعتقد أنه سيقول :
سأصدر كتاباً بعنوان : ذكريات .. جدارية !

*
تملكون لوحة مفاتيح ، بأسلوبٍ حضاري ، بفكرٍ هادئ ..
ألوانها متعددة ، وخطوطها متناسقة ، وزخارفها شتى ..
في الساعة الثانية صباحاً ..
فماذا ستكتبون ؟



د / ماسنجر
صباحٌ الشوق .. لليالٍ ماضيةٍ هُنا


علّق عليها مباشرة | زوايَا


__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]

سَلمان

آخر من قام بالتعديل د / ماسنجر; بتاريخ 02-08-2010 الساعة 03:18 AM.
د / ماسنجر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)