|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
11-08-2010, 07:20 AM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
وقفات قرآنية في شهر القرآن ..
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وقفات مع بعض الآيات التي وفقني الله تعالى للتأمل فيها أثناء قراءة للقرآن خلال هذا الشهر الكريم , وخاصة في صلاة التراويح , مبتدئا من أول القرآن الكريم . أسأل الله تعالى أن ينفع بها , وأن يجعله عملا خالصاً لوجهه الكريم : الوقفة الأولى : استحقار الناس وازدراؤهم : قال الله تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} (13) سورة البقرة وقفت ملياً أتأمل هذه الآية , فوجدتُ أن احتقار الناس وازدراءهم صفة من صفات المنافقين , وأن من يحتقر الناس بشيء عاد عليه , وكان هو أولى به من غيره , فالآية الكريمة تتحدث عن المنافقين الذين قال الله فيهم أول الآيات من سورة البقرة : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} (8) سورة البقرة . فالمنافقون لما قيل لهم : آمنوا كما آمن الناس , كان ردهم فيه ازدراء واحتقار لغيرهم ممن خالفهم , فقالوا : " أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " فجعلوا المؤمنين سفهاء , في قمة الاستهتار والسخرية , فجاء الرد الصاعق عليهم من السماء : " أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء " في جملة مؤكدة بعدد من المؤكدات اللغوية : حرف الاستفتاح : ألا , ثم حرف التوكيد : إنّ , ثم الإتيان بضمير الفصل : هم , مما يفيد الحصر , فإذا قلت مثلا : إنك أنت الكريم , فمعناه : لا كريم إلا أنت , وكما قال تعالى : {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ } (14) سورة طـه وقوله تعالى : {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8) سورة آل عمران . ثم يأتي العقاب الآخر , بأن هؤلاء هم السفهاء ولكن لا يشعرون ولا يعلمون بأنهم سفهاء , وأشد العقاب أن تكون معاقباً وأنت لا تشعر , وأعظم السخرية بك أن يراك الآخرون غبياً سفيها وأنت لا تعلم , وهذه حال المنافقين : سفهاء ولكن لا يعلمون . كتبه : علي الحامد في 1 / 9 / 1431 هـ
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|