[GX 2005]

كتب (سلطان المهوس )-

مثير للإعجاب والتقدير ما تقوم به أمانة منطقة القصيم فيما يخص العمل المتطور بمدينة التمور ببريدة فقد أصبح هاجس تطوير مدينة التمور وحشد المال والبشر لإنجاح مهرجان التمور أمرا يفرض الإحترام لدرجة أن المواطن في بريدة يتمنى أن يكون في كل حي وشارع مهرجان مثيل كي تتحمس الأمانة وتصلح الشوارع وتقوم بأعمال السفلته لشوارع لم تذق طعم التطوير منذ عشرين عاما أو أحياء لم يصل لها الأسفلت أصلا وأن وصلها فهو بيد شركة (معفنة) تقوم بالتخريب والعمل الرديء الذي تتم الموافقة عليه من قبل المراقبين فالمال مال الدولة ولن يدفع أحدا من قياديي الأمانة شيئا إن فسد الطريق بعد شهرين ..!!

ليس هذا صلب الموضوع الذي أريد أن أنطلق من خلاله لمعالجة مرض استشرى وأمانة القصيم مسؤولة عنه مسؤولية كاملة وهو المبالغة في تقييم نجاح مهرجان التمور ببريدة لدرجة الكذب على المتلقي بإعلان أرقام زوار غير واقعية ومبالغ مليونية مضحكة ولك أن تتخيل عزيزي القاريء أن أرقام المبيعات المليونية اليومية تختلف من مطبوعة صحفية وأخرى تبعا للمزاج أو تأجيج مكامن الحماس للعاملين بالمهرجان الذي أصبح سلاحا مناسبا للعمالة الشرق آسيوية للظفر بالمال ..!!
في يوم تدشين المهرجان قرأت في إحدى الصحف أن مبيعات اليوم الأول فاقت ثمان وعشرين مليون ريال وهنا أتحدى أن تعلن لجنة المهرجان عن تفاصيل دقيقة تثبت حقيقة هذا الرقم والذي يهدف للضحك على المواطنين حتى يقتنعوا بأن قيمة التمر غالية ويضطروا للشراء بمبالغ مالية عالية رغم أن الواقع يثبت أن ما يتم عرضه هو أكثر بكثير جدا من عمليات الشراء حيث يضطر الكثير من الباعة للإستسلام والبيع بأقل الأسعار لكن شرط أن لايتم ذكر ذلك بالإعلام ..!!

ولا أنسى المسرحيات الكوميدية التي يتفنن بها بعض العاملين بالسوق حين يجتمعوا للتحريج على سطل (سكري) ليصل سعره لثمانمائة ريال أو أكثر بمشاركة الألة الإعلامية التي تم استئجارها بمكافآت مالية وإعلانية فقط للضحك على الناس وسلب جيوبهم بالباطل وتقمص دور البطل المصنوع كما هو الحال بدور السينما ..!!

في محافظة عنيزة يحصل الفعل ذاته وذلك رغبة في الظهور بدور التميز والجماهيرية فحضور خمسمائة شخص لافتتاح مهرجان الصيف يعني خمسين ألف في وسائل الإعلام ولا أدري هل نحاسب مسؤولي ذلك المهرجان أم معلمي الرياضيات بعنيزة والذين غثونا بجيل بليد من الإعلاميين لايعرف الفرق بين الخمسمائة والخمسين ألف ..!!

لاأريد أن استرجع قصة التضليل التي حصلت في مهرجان تمور عنيزة وتحديدا من قبل وسيلة إعلامية هدفت للنيل من مهرجان بريدة للتمور بعد أن فبركت أحاديث صحفية لمواطنين من بريدة تسيء لتمور بريدة وتمتدح تمور عنيزة وهذه القصة تستحق أن يتم تدوينها للتاريخ حيث تبقى وصمة عار على من فعلها وللتذكير فقد كانت (عاجل) قد كشفت خفايا القصة بكاملها وساهمت بفضح أبطالها..!!

قبل أيام أعلن مسؤولي مهرجان تمور عنيزة عن تدشين (بورصة) للتمور وبحسب وسائل الإعلام فهي بورصة عالمية وقد استطاعت أن تنفذ صفقات بيع بالملايين وكم كنت أتمنى أن يتم عرض تفاصيل تلك الملايين التي أصبح ذكرها مثل شربة الماء ..!!

الكذب والتضليل للمتلقي والمسؤول يحتاج إلى تدخل جاد وحازم من قبل هيئة الرقابة والتحقيق أو وزارة التجارة أو هيئة السياحة فالتطبيل المبالغ فيه وفرد عضلات التميز الوهمي هو وسيلة من وسائل قمع المواطن والحيلولة دون دفعه القيمة الواقعية لمنتج متوفر وبكثرة حيث يكابد تجار التمور بمساعدة المسؤولين بالأمانة لضخ معلومات مزيفة عن الأسعار للتربح الغير مشروع وفي شهر رمضان ولاحول ولاقوة إلا بالله..!!

اتركوا الكذب واصدقوا مع الله أولا ثم الناس الذين هم خلق الله ودعونا من مسرحية البورصة وصفقات الملايين اليومية الوهمية فما ارتفع شأن أمة بالكذب إلا وكان الفشل حليفها مهما طال الزمن ..!!

قبل الطبع :

(لا يزال الرجل يكذب و يتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا)

منقول,,