|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
28-08-2010, 01:00 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 260
|
الشيخ موسى الحمد عن قرب
لئن وارى الثرى جثمان ذلك الرجل الصالح –نحسبه كذلك والله حسيبه, ولا نزكي على الله أحداً- فلن تغيب عنا سيرته الناصعة وأعماله البيضاء . هو الشيخ موسى بن حمد العليان , قارب التسعين من العمر . لن أسهب عن أعماله وتبرعاته الظاهرة فهي مسطرة بأحرف شامخة في مدونة التاريخ , ولكن سأركز في حديثي عن بعض الأعمال التي ربما تخفى على البعض. وفي اعتقادي أنها من الأسباب التي أعلـت ذكر الشيخ الراحل رحمه الله . ذلك الرجل الذي هتف للدنيا قائلاً هاأنذا , وانطلق وبدأ حياته من الصفر. قال لي ذات مرة مازحاً -وإلفه المزح- ونحن على العشاء : كل يا (فلان) واحمد الله على النعمة, والله ما أنسى يوم أنا واخوي سليمان نايمين بين التبن ما عندنا شيء نتغطاه! , وهذا مما يجعله يعرف للنعمة قدرها. الشيخ موسى رحمه الله بدأ تجارته من الكويت ومنها انطلق. وقد زامل في بداياته الشيخ صالح الراجحي وأخوه سليمان , ولازالت العلاقة بينهم . وقد كان وكيلاً للشيخ صالح الراجحي وقتاً ما على الأعمال الخيرية . ربما البعض لا يزال يذكر قصة مسجد الشلال بعدما استطاع الاخوان –ذلك الوقت- وعلى رأسهم الشيخ الزاهد عبدالله بن ابراهيم القرعاوي أن يحولوه إلى مسجد بدلاً من شلال. قال لي الشيخ موسى مرة انه بعدما انتهت الأمور وصدرت الموافقة على بناء المسجد , وعرفت التكلفه المقدرة –وكانت مليون وخمسمائة ألف- ذهبت إلى الشيخ صالح الراجحي. يقول و قبل أن نبدأ الغداء قلت للشيخ صالح : أبي منك مليون! وكنت في العادة اطلب مائة , مائتين .. يقول فقال لي الشيخ : (هها بس! مليون ) يقول قلت: شف , يا أنا رجال موثوق عندك فانا مانب طالع إلا بمليون والا قمت من الغداء وطلعت هالحين, وقلت له سالفة المسجد.. يقول وما طلعت إلا ومعي شيك بمليون ريال ودفعت الخمسمائة ألف المتبقية. حج الشيخ موسى كما أخبرني قرابة الخمسين حجة , ولازم مكة طوال رمضان لأكثر من خمسين سنة مضت , وكانت هذه عادته حتى في العام الماضي وقد كان متعباً أصر على أن يقضي رمضان في مكة . في الشيخ طهارة قلب وصفاء نية , ولقد سمعته والله أكثر من مرة وهو يقول : اللهم من سبني أو اغتابني أو شتمني فهو بحل. ولا يقبل بحال من الأحوال أن تتشمت أو تستهزئ أو (تتطنز) بأحد, خصوصاً إذا كان في مكة , كان يردد: المعافى بنعمه, ومن عوفي فليحمد الله. كان حمد الله وشكره دائما على لسانه , وخصوصاً أثناء الأكل, ولا أبالغ إذا قلت انه (بين كل لقمة وأخرى) يقول: الحمدلله.. الحمدلله, و كثيراً ما يأمر من حوله : (احمدوا ربكم على هالنعمة) . كان متواضعاً في مأكله وملبسه ومشربه ومسكنه . ومن أعظم ما يدخل السرور والبهجة على الشيخ حينما يذكر له أحد أولاده أو جلسائه أن الفقير الفلاني أو المريض الفلاني قد انتفع بتبرعك. ومن العادات المألوفة لديه وقت المطر أن (يستدني) الهاتف ويأخذ في الاتصالات مع بعض من يعرفهم من أقصى شمال المملكة وحتى حدود اليمن ليسأل عن المطر أين نزل؟ وهل هو (سيل بدو) أم (سيل حضر) وكلما سمع أن ثمت سيلا كثيرا فرح وحمد الله , ووالله أني أعرف أنه ليس له مصلحة دنيوية . حتى عرف عنه أولاده هذا الأمر, فيتسابقون على إخباره بأن المكان الفلاني جاه سيل والشعيب الفلاني مشى . كتبته على عجالة –وأعرف أني نسيت الكثير-, رغبة في إظهار بعض ما يخفى بعد وفاته رحمه الله, ولعل في هذا اقتداء به, أو دعوة صالحة صادقة تنفعه.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته , وتغمده بلطفه وفضله وبره . اللهم انه كان محسنا إلى خلقك فأحسن إليه وأكرم نزل ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد .
__________________
. لكــي تشـاركنـي صنـاعـة النجـاح فـي مجتمعـاتـنـا .. يشـرفنـي زيـارتك لموضـوعـي : ثقافة النجاح .. كيف يصنعها مجتمعنا؟! . موقع رائع لتستمع للقرآن وأنت تتصفح النت بصوت قارئـك المفضل..
http://www.tvquran.com |
الإشارات المرجعية |
|
|