موقف طريف
تنتابني أحياناً نوبات كرم مفاجأة تقضي على مافي جعبتي من نقود ويكون محظوظاً من يرافقني وقتها , أذكر أنني كنت مرة أقرأ في كتاب فجآتني إحدى نوباتي تمشي على استحياء فعرفت مقصدها فنظرت في كمي فإذا الدراهم قد اختنقت من طول حبسها فوضعت الكتاب جانباً وذهبت إلى أمي الغالية وكانت تعد للسحور فحلفت أيماناً مغلظة أن لاتصنع السحور فسعادتي.. سيتكرم عليكم هذه الليلة فدعت لي الوالدة أطال الله في عمرها على الخير , كنت في الجامعة وكنا في الصيف اجتمع الإخوة والأخوات لحضور المأدبة , دخلت عليهم وأنا أتعثر من ثقل الأكياس هبوا جميعاً لما رأوني ليحملوا عني الأغراض فيكفيني إخراج المال الذي خرج مع الأنفاس , وضعوا الأطباق أمامهم والدعوات والثناء الجميل على هذا الكرم الحاتمي تنهال علي من كل حدب وصوب , كان السحور ( بروستد ) مع البطاطس حزنت كثيراً لما رأيت نهمهم وشراهتهم في الأكل ولاأدري أهو حب في الأكل أو حنقاً على دراهمي , قلت في نفسي اللهم أبدلني خيراً منها , ناموا بعد صلاة الفجر إلى الظهر لما قاموا لم يستطيعوا الكلام من شدة العطش نظر بعضهم إلى بعض قال أخي الأكبر والله ياأنا عطشان ؟ قالوا جميعاً أجل حنا , كانت دورات المياه ( أعزكم الله ) كلها مشغولة من كثرة الإستحمام يخرج الأول فيدخل الآخر انقلب البيت رأساً على عقب أبي لايرد علي السلام أمي لم تستخدم الهاتف ذلك اليوم وبقية الإخوة هذا يستحم وذاك تحت المكيف اثنان من الصغار افطروا ..لما رأيت وجوههم قلت لهم هل أحضر مرطب الشفهاه ؟ قالوا اسكت وإلا علمنا أبوي, قلت لا أبسكت إلى العيد... الحقيقة كان يوماً مأساوياً بالنسبة لهم وكنت أسمعهم يدعون علي الله لايعيد .... ولاسحوره لاعمره يجيب شئ قلت في نفسي ( مايحتاج وصاه ) انتظرنا الأذان بفارغ الصبر أتصدقون لم يكن على السفرة لاقهوة ولاتمر .. ( كان عليها سبع جيكات ماء وعشرين كأس ولي الدينمو ) لا..وأبشــركم
وقيمة ســـحوري
|