|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
06-12-2004, 11:33 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2003
البلد: :: المملكة العربية السعودية ::
المشاركات: 1,017
|
الدعوة إلى الله .. وقفات وتأملات ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ثم أما بعد : الدعوة إلى الله ؛ موضوع مهم يجدر الحديث حوله ، والتكلم عنه ، لا سيما في هذا الوقت الحاضر ، والعصر الراهن .. ولكن لها شروط ، ولها أحكام ، ومنها : الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن .. يقول الله عز وجل : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) . وهذا ظاهر جلي لمن درس سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم . فهذا الشاب أتى ليستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا .. فانظر يا رعاك الله إلى حلمه وحكمته فماذا قال له : قال له : أترضاه لأمك ؟ فكان الشاب عاقل فقال وبكل تأكيد : لا . فقال صلوات ربي وسلامه عليه : وكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم . ثم بدأ يتدرج به لأخته ثم عمته وخالته وهكذا . فلم ينهره رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، بل فتح صدره له ، وأزال العقبات من طريق سؤاله ، فجعله يسأل عما أشكل عليه ، ويبحث لمشكلته عن حل شرعي صحيح . إن علينا نحن أيها الإخوة في الله أن ندعو إلى الله عز وجل في كل وقت وفي كل حين .. فالداعية : ليس له دوام محدد ، ولا مدة معينة ، ولا أجل مسمى .. وليست الدعوة إلى الله مقتصرة على فلان وعلان ، لا ؛ بل كل يدعو بما علم .. فالعلم هو السلاح الأول والأقوى في يد الداعية ، وقد قال جمع من العلماء : أن الإنسان إذا علم محرما نهى عنه ، وإن علم مشروعا أو واجبا دعى إليه وأمر به . كذلك أيها الأحبة : إن الدعوة ليس لها طرق محددة ، ولا قوانين مقننة ، بل كل يدعو ، وإن أوصدت في وجهك الأبواب فاعلم أن من يعمل لله لا يستطيع أحد إيقافه .. فإن منعت من الكلام فلن تمنع من الخلق الحسن والتعامل الطيب .. وهكذا ... وكذلك يجب على الداعية أن لا يطلق الأحكام المفتوحة على كل أحد ( يا مبتدع - يا فاسق ... ) فإن الناس ليسوا على وتيرة واحدة , ولا على طبقة معينة ، بل لو دخل أحدكم على قرية أهلها جاهلون ، وعليهم من البدع والمعاصي ما الله به عليم ، ثم بدأ بتبديعهم وتكفيرهم وما إلى ذلك لطردوه وأساؤوا إليه ، بل يؤصل قبل كل شيء .. فإن التأصيل هو قبل كل شيء ، حتى تقبل دعوته ، وتنفتح لها الصدور ، وتنتشر في الآفاق .. وكذلك على الداعية أن يحسن الأسلوب ، ويتقن التعامل اللطيف ، فإن ذلك أدعى إلى تطبيق ما يقول .. فلو أن أحدكم وجد شخصا عليه معصية .. ثم نهره وزجره أمام الناس ، وأغلظ له القول ، لربما عاند وكابر وأصر على منكره . ولو أنه أمسك به جانبا .. وكلمه من جانب العقل والدين ، ونصحه .. لقبل ذلك العاصي دعوته .. ولو من سبيل المجاملة .. إذا : ندرك جميعا أهمية الأسلوب الحسن والتعامل الجيد في خدمة الدعوة ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، وقدوة مهمة ، فلنرى خادمه الذي خدمه عشر سنين وهو أنس بن مالك رضي الله عنه ماذا يقول ؟ يقول : والله ما كهرني ولا نهرني , ولا قال لشيء فعلته لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفلعه لِمَ لَمْ تفعله ؟ أو كما قال . فهذا من طيب أسلوبه بأبي هو وأمي صلوات ربي عليه وسلامه .. ومن الأمثلة على الأسلوب الحسن في الدعوة إلى الله : 1 ) الشخص المدخن - عافانا الله وإياكم - : نأتي إليه ونستأذنه بوجه بشوش في بضع دقائق نقتطعها من وقته المهم .. ثم نسأله : لو أن شخصا أهداى آخرا سما ، والآخر يعلم أنه سم وأكله ، ماذا تقول ؟ سوف يحكم عليه تلقائيا : ( مجنون .. خبل .. ) ثم أشر إلى السيجارة وعيناك عليها فقط .. ثم انصرف .. ----------- المثال الثاني للشخص المدخن : فإن رأيته تجاوب معك فابدأ معه الحوار التالي : هل تعلم أن الدخان هو البضاعة الوحيدة التي يحذر منها على علبها ؟ لماذا ؟ هل تعلم أن التدخين سبب رئيس للسرطانات ؟ كم لك سنة تدخن ؟ لنفترض سنتين . كل يوم كم تشرب من علبة ( باكيت ) ؟ لنقل باكيت واحد فقط . كم قيمته ؟ لنفترض أنه 5 ريالات . ثم اضرب عدد أيام السنتين 370 يوم × 5 ريال لكل باكيت يوميا = 3650 ريالا أهدرها خلال سنيتن ليمرض نفسه بها .. -------------- 2 ) الشخص المسبل - عافانا الله وإياكم من الإسبال - تذهب إليه وتستأذنه بوجه بشوش أن تستقطع جزء من وقته الثمين وتسأله السؤال التالي : لو أن أحدا لديه قطعة قماش ، واعترضت طريقه عصابه ، وسألته القماش أو إلقاءه في نار وإحراقه ، فاختار النار وإحراقه مقابل بقاء القماش زهيد الثمن .. فماذا تقول عنه ؟ مباشرة سيحكم عليه أيضا : ( مجنون .. خبل .. ) ثم أشر إلى اسباله .. وتحريم الإسبال .. وأن عاقبته النار .. لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ) أو كما قال نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم .. --------------- وكذلك تستمر في عرض المسألة بمثال تمرره على عقولهم وتطلب الحكم حتى يحكموا على أنفسهم .. والطرق كثيرة لا حصر لها .. فليست حصرا على أحد أو ملكا له .. أيضا من الضروريات : كسر الحاجز المتوهم بين أهل الاستقامة وغيرهم .. كإلقاء السلام .. والابتسامة .. وعمل الخير لهم .. لعل في ذلك تأليفا لقلوبهم .. وطردا للخوف المتوهم عن قلوبهم .. اسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يجعل هذا العمل البسيط المتواضع خالصاً لوجهه الكريم .. وأن يجعله حجة لنا لا علينا .. وأن يوفق الجميع لاتباع الخير .. وعمل الصالحات .. واجتناب المحرمات .. ونسأله الهداية إلى الصراط .. والثبات على الأمر .. والعزيمة على الرشد .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أخوكم في الله : أبو عمر السحيم يوم الاثنين ليلة الثلاثاء الموافق 23-24 / 10 /1425 آخر من قام بالتعديل أبوعمر السحيم; بتاريخ 06-12-2004 الساعة 11:38 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|