قصة واقعية من بريدة القديمة
هذه قصة حقيقية سمعتها بأذني من أحد النساء الكبيرات بالسن وقد حصلت في أحد أحياء بريدة القديمة حينما كانت كل البيوت في بريدة من الطين ومتقاربة بعضها من بعض .
والقصة هي أنه في أحد الأيام عزم واحد من أهل هذه الحارة شخص آخر على العشاء وكان العشاء في ذلك الوقت يقدم بعد صلاة المغرب مباشرة ، فقام هذا الرجل واشترى رجل خروف كاملة وقال لامرأته اقرصي لنا على هذه اللحمة للعشاء فقامت المرأة بطبخ هذه اللحمة وقرصت القرصان بالمقرصة وعندما انتهت من الطبخ قبل المغرب بقليل وضعت القرصان في حلة كبيرة ووضعت اللحمة عليها وغطت هذه اللحمة بالمقرصة ونعرف ثقل هذه المقرصة حيث أنها من الحديد الثقيل . وقامت هذه المرأة تصلي بعد أن أذن المغرب لكي تنتظر زوجها وضيفه ، ولكن الذي حصل أن جاء قط كبير وكانت القطط في الماضي لها جراءة وقوة كبيرة لقلة الطعام لدى الناس حيث كان الناس لا يرمون شيئاً من الطعام . فحين شم هذا القط اللحم استغل انشغال هذه المرأة بالصلاة فسحب المقرصة من فوق الحلة وأخذ اللحمة رغم أنها كانت حارة جداً وثقيلة بالنسبة له ثم قفز على أعلى الجدار واخذ يتنقل من بيت إلى آخر وهو يسحب هذه اللحمة . وكان في أحد بيوت هذه الحارة امرأة فقيرة تصلي المغرب في حوش منزلها وكان لها أولاد وليس لديها شيء من الطعام في تلك الليلة لكي تطعم أطفالها . وعندما انتهت من الصلاة أخذت تدعوا الله أن يرزقها ، وفي هذه الأثناء وصل هذا القط إلى جدار منزلها وأخذ منه التعب كل مأخذ حيث كانت اللحمة كبيرة عليه عند ذلك لم يتحمل المزيد من حملها فسقطت منه اللحمة على المصلى فأخذتها هذه المرأة وحمدت الله وأكلت اللحمة هي وأولادها . أما الرجل وضيفه حينما حضرا إلى المنزل وطلب العشاء من زوجته أخبرته بما حصل فأرغى وأزبد عليها وقدم العشاء لضيفه بدون لحم . وبعد عدة أيام حصل عزيمة قهوة لبعض نساء هذه الحارة فأخبرتهن زوجة صاحب العزيمة بالقصة التي حصلت عليها عند ذلك ضحكت المرأة الثانية وقالت ( جزاه الله خير جابه لي واكلته أنا وعيالي )
وانتهت القصة
|