[أبو لطيف]

هذه الحلاوة التي كان لها تاريخ حافل عند آبائنا وجداتنا لها طعم خاص وذوق فريد في ذاك الزمن ربما لأنه لا يُعرف غيرها وكانت رمز للترف والبذخ إلا في العيد ولذا كان الناس وخاصة العجائز رحم الله المتوفى وأطال في عمر من تبقى منهن كنّ يحرصن على إهداء صغار السن من هذا الحلاو وربما غيره من الملبس والعوعو والقريض لكن يبقى حلاو الشكليت هو المهيمن فحين تعطيك الجدة " جِمع " ومن كانت كريمة تعطيك" جمعين "ربما يكون بينها حلاوة شكليت فأنت في ذاك اليوم أسعد إنسان
فاهٍ لزمن مضى ليتنا عرفنا قيمة هذه الحلاوة فلربما قمنا بتحنيط واحدة منها حتى تبقى ذكرا لتلك الليالي الجميلة والأيام الخوالي .
أردت من هذا التذكير بتلك الأيام ومن هذا العنوان أن ألفت الأنظار إلى بعض الأمور التي نحتاجها في العيد وهي مسألة التهادي فيما بين الجيران في مثل هذه الأيام فلا تسأل عن شعورك بالألف والمحبة حين يحصل مثل ذلك لا سيما بين الصغار ويُستثنى من ذلك الشروخ والطعطعان حتى لا يخرج علينا من يقول " فتحت علينا باب " لأن هذه الطعطعانات من الأشياء الدخيلة وهي وإن كانت بذات قيمة وتعبر عن الفرح إلا أنها في كثير من الأحيان تؤدي إلى الترح ولعل من يريد أن يلعب بها يحرص على الابتعاد عن داخل الأحياء حتى لا يحصل له بدل حلاو الشكليت دعوة من أمهاتنا .
إذا لم توجد حلاوة الشكليت في هذا الزمن فهناك ما هو أحسن منها وهي الابتسامة والمعايدة فلنحرص على أن نبتسم ومن لا يستطيع فليحاول وليفتح شفتيه مقدار "2" سم على الأقل وإن حاول ولم يستطع فليمسك برطمه الأعلى بمصيدة ثياب والأسفل بمصيدة أخرى ويمسكهما بيده وأنا متأكد أنه سيستطيع ويقهر الصعاب وقد قيل :
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى * فما انقادت الآمال إلى لصابر
أردت من هذه الكليمة إن جاز تصغيرها نصيحة إخواني وأحبابي وقد ضمنتها طرفة حتى لا تكون مملة وأسأل الله أن يجعله عيد خير وصحة وسلام للجميع