[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم
( الوطن والمواطن شراكة بلا بنود )
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
وبعد:- إن علاقة المواطن بوطنه وثيقة الصلة بحيث لا تحتاج عقد يحتوي بنوداً تعكس ما الذي لي وما الذي علي. ومالذي قدم لي حتى اقدم له . بل هو اندماج تغيب فيه الثنائية فهل يتصور وطن بلا مواطنين أو مواطنين بلا وطن.. وبنظرة سريعة إلى بلاد المهجر التي حوت أطيافاً متعددة من ثقافات ونظريات وفلسفات يدرك المشاهد مدى الاستيعاب ولكنها سريعة الانفصال.. أما حين يندمج المواطن في وطنه وينتمي إليه بصورة أعمق حين يكون مهبط الوحي ومنارة الهدى للبشرية فهذا يؤكد مزيد التفاني في الخدمة والبذل والفداء.
هذا الهم المشترك قامت به كل جهة بحسبها علمية أو إعلامية أو فنية أو اجتماعية, ومن أهم من يمثل الدور المشترك المساجد و التعليم والاعلام عبر منابر الجمع والمحاضرات والندوات ولعل من آخرها وأبرزها ( دورة فقه الانتماء والمواطنة), والمقامة في مدينة بريدة في الفترة 7-9/11/1430 هـ, وما شهد ته من إثراء علمي تأصيلي ففي قائمة من شارك فيها الشيخ الدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان, وكان ختامها متألقاً بكلمة صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندربن عبد العزيز آ سعود.
والتي كان في ثناياها طمأنة سموه الحضور على المستوى الرائد الذي يحظى به خطباء المنطقة من عمق الطرح ومراعاة أحوال ومستوى الحضور, وهي ثناء ومسئولية في الوقت نفسه حين يكون الطرح والمعالجة عبر قواعد تأصيلية بعيدة عن التجاذبات والانفعال, في ظل أنظمة واضحة وأدوار متبادلة متكاملة من الجهات , فطالما تلقى الخطباء توجيهات تعنى بالمرور والنظافة والعادات الحميدة والمخالفات العقدية كالسحر والشعوذة, والموقف من الانحرافات الفكرية المتطرفة والسلوكيات المفرطة, كل ذلك شعور بأهمية المنبر ودور الخطيب.
وهذا الانسجام بين القطاعات الحكومية والأنشطة الاجتماعية يحقق وحدة الرسالة والهدف ويختصر المشوار في الوصول, لئلا تأخذ بنا شطحات الأهواء ذات اليمين أو الشمال, ولعل من فرائد فوائد كلمة سموه قوله "إننا دولة دعوة قبل أن نكون دولة نفط", وهذا تكريس لمفهوم الدولة ذات الأصول الجذرية العميقة في فلسفة معناها ومبناها. وحين نحظى في القصيم بهذا الشرف فإننا مدعوون إلى المزيد من السعي لتحقيق تلك المقاصد الشرعية وتصحيح المفاهيم المغلوطة ودحض الشبهات النفاثة من خلال ما يقدم من توعية وتوجيه ونصح, عبر المنابر المتعددة والوسائل المتاحة المباحة.. سدد الله الخطى وبارك في الجهود. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. صالح بن عبد العزيز التويجري جامعة القصيم , المجلس البلدي