|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-01-2005, 02:33 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2004
البلد: جزيره العرب
المشاركات: 2,443
|
مواقف وعبر من حياة إمام الجهاد الشيخ عبد الله عزام
إن الأمة أحيانا قد تنهض برجل واحد يكون بمثابة أمة، فقد أعز الله دينه بأبي بكر يوم الردة، والإمام أحمد بن حنبل يوم فتنة خلق القرآن، وإني على يقين أن عقيدة الجهاد كادت تصبح في وجدان الأمة نسيا منسيا لولا أن الله تعالى قيض لها في القرن العشرين إمام الجهاد الشهيد عبد الله عزام- رحمه الله- الذي رسم لها الطريق من خلال مواقفه العملية في ميادين الجهاد، ومن خلال فتح باب الجهاد على أرض أفغانستان .
وحياة الشهيد كلها صفحات مشرقة، بل مواقفه كلها عبر، وفي هذا المقال سنقف على بعض المحطات في حياة الشهيد عزام للذكرى، فإن الذكرى تنفع المؤمنين: أولا : يوم أن كان الشهيد مدرسا في الجامعة الأردنية، وفي أحد الأيام خرج من بيته قاصدا مدينة عمان لأمور تهم الدعوة،فوقف على جانب الطريق ينتظر سيارة، وفجأة وقفت سيارة أمامه <خصوصية>، فقال له السائق: إلى عمان، فقال الشهيد:نعم، فقال له:تفضل، فركب الشهيد حتى إذا وصل صاحب السيارة منطقة العبدلي عرج إلى جهة اليمين ميمما شطره دائرة المخابرات، فقال له الشهيد إلى أين ؟! أنزلني هنا فأنا ذاهب إلى وسط المدينة، فقال له السائق: نريد أن نشرب معك فنجانا من القهوة، فعرف الشهيد أنه رجل دولة ، فدخل السائق دائرة المخابرات، وإذا بمسئول في انتظاره ، قال له: يا شيخ نريد أن نتكلم معك، قال تفضل، قال له: أنت تهاجمنا على المنابر وتتكلم علينا في محاضراتك ودروسك، فقال الشهيد: نحن أمرنا الله أن نبين الحق للناس ولا نكتمه، فقال له المسؤول: اذا نفصلك من العمل، قال الشهيد: الأرزاق بيد الله، قال المسئول: إذا نسجنك، قال الشهيد: حتى لو سجنتموني لن أسكت، وسأتكلم داخل السجن، وانتهت المقابلة بقول المسؤول للشيخ نأمل ياشيخ أن تخفف من صلابة موقفك). ويوم أن وقف أحد المسؤولين في دولة عربية يناقشه حول عقيدته، وقد أحس الشهيد منه أنه يريد المداهنة (ود وا لو تدهن فيدهنون) قال له الشهيد: عقيدتي ؟! قال نعم: قال له: عقيدتي هي الإخوان المسلمين . وفي موقف آخر لمسؤول كبير على مستوى أمير !! أراد أن يجس صلابة الشهيد، فقال له: ياشيخ أنا أريد الآن أن أسمعك كلاما قاسيا ، فما كان من الشهيد إلا أن واجهه بلطمة قوية،قال له: الذي يربطني بكم هذه الورقة، وقد استخرجها من جيبه وقال له: إن شئتم فخذوها، فما كان من المسؤول إلا أن وقف وقفة إجلال وإكبار للشيخ وقبل رأسه مكبرا فيه هذه العزة. وبذلك جدد الشيخ عزام مواقف السلف الأول من الصحابة رضي الله عنهم، فكان خير خلف لخير سلف، وإن هذه المواقف تذكرنا بموقف ابن تيمية الذي قال لجلاديه: ماذا تفعلون بي؟! إن سجني خلوة، وإن نفيي سياحة، وإن قتلي شهادة . ثانيا : عندما فصل الشهيد من الجامعة الأردنية بدأت أمه تبكي ظنا منها - في النظرة القريبة للأمهات - أنه قد قطع رزقه، وبدأت تلومه على هذا وتقول له: (أما يرضيك يا عبدالله أن تكون مثل الدكتور الفلاني ....والدكتور الفلاني...؟! وبدأت تعدد له مجموعة من المدرسين في الجامعة، فسكت الشيخ ولم يتكلم، وتكلم والده الذي أجابها قائلا ويحك !! ماذا يفعل غدا أمام ربه في العلم الذي أودعه الله في صدره . وبدأت الضغوط من الناس على الدولة لإعادته إلى الجامعة، وقد استجاب بعض المسؤولين يومها لهذه الرغبة بشرط واحد: أن يدخل الدكتور المفصول ( الشهيد ) إلى محاضراته على الطلبة ولايتعرض لشيء خارج المحاضرة، وبشرط أن لايرفع رأسه ولا يلتفت يمينا ولا شمالا !! وجاء الناس وهم فرحون مستبشرون بهذه الرغبة الأكيدة، وأخبروا الشهيد بها، فرفض الشهيد هذا المطلب وقال: إذا ما الفرق بيني وبين المدرسين في كلية الإقتصاد أو كلية العلوم ...أو غيرها ؟!! وهذا الموقف يذكرنا بعزة العز بن عبد السلام الذي ضرب بمواقفه أروع الأمثلة . ثالثا : استقالته من وظيفته مرتين وتفرغه للجهاد: ضرب الشهيد بمواقفه العملية أروع الأمثلة للدعاة يوم أن أمسك الدنيا بيده وطرحها من قلبه فاستقال من وظيفته في المرة الأولى وهو في الأردن، وتفرغ للجهاد على أرض فلسطين، وهذا الموقف هو التفسير العملي من الشهيد للآية: " وفي السماء رزقكم وما توعدون " (الذاريات: 22) وللآية: " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " (هود: 6) وترجم الآية القرآنية: ؛وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا« (آل عمران: 541) يوم أن انطلق يحمل السلاح يجاهد على أرض أفغانستان بعد أن جاهد على أرض فلسطين . وقد ضرب الشهيد مثالا رائعا آخر يوم أن قدم استقالته من الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد وتفرغ للجهاد في أفغانستان ليقول للعلماء والدعاة: أما آن لكم أن تخرجوا الدنيا من قلوبكم وأن تمسكوا بها بأيديكم، وأن تحرصوا على الموت كحرصكم على الحياة ؟ وقد خاطب العلماء بقوله بقدر ما يزداد عدد العلماء الشهداء بقدر ما تنهض الأجيال من رقادها وتنقذ من ضياعها وتستفيق من سباتها). وشتان شتان بين من ينطلق من عقيدته لا إله إلا الله فيأكل بها خبزا ،وبين من يقدم رأسه هدية وفداء لـ لا إله إلا الله ، شتان بين من يمتطي هذه الكلمات وهو يمضغها كي ينفخ جيبه وبطنه من ورائها وبين من يقدم الروح والجماجم والأشلاء في سبيلها . لقد خاطب الشهيد عزام العلماء بدمه الحار بعد أن خاطبهم بالمداد ليقول لهم الدم الزكي الطاهر: إن أردتم أن يعود للدين مجده، وإن كنتم جادين في تغيير واقعكم فما عليكم إلا أن تلحقوا بي في هذا الطريق حيث الجهاد والإستشهاد . فالجهاد وحده هو طريق العزة والمنعة والتمكين للمؤمنين في الأرض، وإلا فالذل واقع عليكم لا محالة: ولا يبني الممالك كالضحايا ولا يدنــى الحقوق ولا يحق وللحرية الحمــراء باب بكــل يد مضـرجـة يدق ذهب الشهيد إلى ربه تاركا الأمانة الثقيلة في رقاب العلماء والدعاة في الأرض، ويظن بعض المخدوعين ذوي النظرة الضيقة القريبة أن حياة الشهيد <إمام الجهاد> قد انتهت، وأن الموت قد فغر فاه وابتلعه ومضى بسرعة كبيرة لا يلوي على شيء - وأنهم ناجون من الموت الزؤام -، ولكن أصحاب القلوب الني رة الذين نبتت البصيرة في قلوبهم يدركون - أكثر من غيرهم - أن هذا العملاق سيبقى علما بارزا وطودا شامخا لمن أراد أن يسلك نفس الجادة التي سلكها . (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) رواه مسلم برقم 3762. ** من موقع لهيب المعركة
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|