|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
12-01-2005, 11:44 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2004
المشاركات: 23
|
شبهات حول «المقاطعة»
يعترض البعض على المقاطعة مثلاً بحجة تضرر العمالة!
ــ القول بأن 'العمالة قد تضرر من جراء المقاطعة' كلمة حق يراد به باطل، فهذه الفئة المحدودة التي تفقد وظائفها لديها من الفرصة لتبحث عن عمل آخر، فتضرر هؤلاء إذاً ضرر محدود محتمل. أما أولئك الذين يقتلون في أراضينا المحتلة، وتنتهك أعراضهم، وتهدم بيوتهم. وتتلف ممتلكاتهم، ويزلزت كيانهم، فضررهم فظيع لا يحنمل، فمن لهم إذا خذلهم إخوانهم المسملون؟! وفي مصر، مثلاً، تبلغ قيمة الاستثمارات الأمريكية 3 مليار دولار، وتوظف 40 ألف عامل، في حين أن سوق العمل بها 29 مليون عامل، منهم 3 مليون بلا عمل، وعلي ذلك فان حجم المسرحين من الشركات الأمريكية لا يمثل 1% من حجم العاطلين عن العمل. كما أن هناك 'تدوير للعمالة في السوق، فعندما تغلق شركة أمريكية أو صهيونية تفتح أكثر من شركة وطنية تستوعب عددا أكبر من العمالة. ويكفي للدلالة علي بطلان هذه الشبهة أن الشركات الأمريكية تسببت في تسريح 1500 عامل من شركة (الإسكندرية للزيوت والصابون) وبعد مقاطعة المنتج الأمريكي انتعشت حركة الشركة واستقدمت عددا من العمالة التي سبق أن سرحتها. كما أن الخصخصة التي تنادي بها الحكومات وتطبقها في إطار (العولمة)، وتعميم (اقتصاد السوق)، وغير ذلك من المسميات البراقة للتستر على (الاستعمار الاقتصادي الجديد) تسرح العمالة أيضا بزعم المصلحة العامة، والحفاظ علي اقتصاد الدولة، حيث تم تسريح 180 ألف عامل في مصر، فلماذا التفرقة؟ ويعترض البعض على المقاطعة أيضاً بحجة تضرر الاقتصاد الوطني! ــ أما القول بان المقاطعة تضر الاقتصاد الوطني، فغير صحيح، بل هو تدليس قبيح، لأن الشركات الأمريكية والصهيونية لا تسهم في رفع مستوي الاقتصاد الوطني لأنها تركز، كما هو الحال في مصر مثلاً، علي المنتجات الاستهلاكية والترفيهية، ومعظمها كذلك معفي من الضرائب. فوجودها يعرقل السير في الطريق الصحيح: طريق الثورة الصناعية التي تعتمد على مصانع العدد والآلات، والصناعات المعدنية والكيميائية والإلكترونية والغذائية الأساسية. البعض يقول: (أنا أقاطع ومائه لا يقاطعون: فلا فائدة!!)، والبعض يقول: (العدو الأمريكي أضخم بكثير من أن يتأثر بمقاطعتنا، فلا جدوى منها) ــ فمثل هذا يقال له: أن المقاطعة عبادة لله عز وجل، وطاعة لأمره في تولي المؤمنين، ومعاداة الكفر الحربيين. وهل يسوغ ترك الصلاة لأن الكثيرين لا يصلون؟! فالفائدة الأساسية هي فائدة عقائدية إيمانية، قبل أن تكون تحقيق نصر أو مصالح دنيوية. على أن المشاركين في المقاطعة كثيرون جداً، كما يدل عليه الواقع، ومجموع مواقفهم أدَّى بلا شك إلي اثر، وسيؤدي في المستقبل إلى آثار أعظم، بإذن الله. والمقاطعة سلاح ناجع مجرَّب: جربته الهند بقيادة غاندي ونجحت في هز اقتصاد بريطانيا، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. وجربته كوبا مع أمريكا فلا يعرف شعبها ما يسمي بالمنتج الأمريكي أبداً، وجربته اليابان مع أمريكا بتلقائية ووعي الشعب الياباني جعل العم سام يقوم بجولات مكوكية أكثر من مرة يستجدي فتح السوق الياباني وتشجيع شراء المنتج الأمريكي. ثم إنه من الخطأ أن يظن أن القصد من المقاطعة هو فقط، وحصراً، إلحاق الضرر الاقتصادي فعلياً بالعدو. بل إن المقاطعة تستهدف أولا، وقبل ذلك: (أ) المحافظة على شخصيتنا وهويتنا، وتعزيز ثقتنا بالنفس، بمجرد ارتقائنا إلى مستوى قول كلمة: (لا لأمريكا)، فنطبق عملياً إيملننا بقوله، جل جلاله، وسما مقامه: }إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ v كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَاوَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ v لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{، (المجادلة؛ 58:20-22). (ب) إضعاف هيمنة أمريكا علينا، ومنعها من التحكم بمصيرنا، خصوصا في المجالات الثقافية والإجتماعية، عن طريق رفض كل ما هو أمريكي. (ج) تربية اولادنا على العزة الإسلامية، تربية تجعلهم لا يرون في الكافر المستعمر نموذجا متفوقا عليهم إلى الإبد، وتدريبهم على تحدي الصعاب، وعلى عشق الحرية، وعدم الخضوع للطواغيت والجبابرة. وتحطيم أسطورة أن النموذج الأمريكي هو النموذج الأفضل والأقوى، كما يزعم الإعلام العميل المضلل. (د) المشاركة في شرف محاربة العدو اقتصاديا، وإضعاف جبهته، مهما كانت نسبة ذلك الإضعاف، وبغض النظر عن النتائج، وذلك لتحصيل أجر المجاهدة. (هـ) إحداث التناقضات داخل جبهة العدو، وتحريك فئات في داخله تتأثر من مقاطعتنا لها لتبدأ بمساءلة حكوماتها عن الحقيقة، ولماذا يتعرضون للمقاطعة، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من إضعاف الدعم الأمريكي للعدو الصهيوني، وربما مراجعة السياسات الأمريكية العدوانية. البعض يقول: (إن الشركات المحلية العاملة بأمتياز: توظف عمالة إسلامية أو عربية أو محلية، وتستهلك منتجات محلية، ورأسمالها محلي، فكيف نقاطعها ونسبب الأذى لأنفسنا؟!) هذه الشبهة من أقوى الشبهات التي يروج لها لأن هناك مستثمرين وطنيين، دفعوا ملايين الدولارات للشركات الأمريكية مقابل أمتيازات استعمال اسمها في بلاد المسلمين، ولأن هناك عمالا محليين يعملون في هذه الشركات. وفي بعض الحالات، مثل حالات الشركات العاملة في مجال المطاعم والوجبات السريعة مثلا، فإن هذه الشركات تستهلك مواد اولية عربية مثل: الدجاج واللحوم والخبز، وهي بذلك تشغِّل مزارع وأفران عربية، فإذا قاطعناها فإننا نكون بذلك قد أثرنا على المستثمرين والعمال والمزارعين. بل وصل الحال إلى حد قول بعض الخونة من فقهاء السلاطين أن القائمين على المقاطعة فسقة منحرفون، بخلاف أصحاب تلك الشركات الذين هم حماة الاقتصاد الوطني، والمتصدون للدفاع عنه، وللقضاء على البطالة، ... الخ. فنقول لهؤلاء المفتونين أولاً: إن أمريكا عدو محارب لأمتنا الإسلامية، وهي ليست جديدة على ممارساتها العدائية، والإحتلال الصهيوني الذي تدعمه أمريكا مثلا، قائم قبل ان تبدأ أي من هذه الإمتيازات نشاطها في عالمنا الإسلامي، فلماذا يذهب هؤلاء المستثمرون إلى شركات العدو، ويقيمون معه الإتفاقات، وينقلون مشاريعه إلى بلادنا، خلال صراعنا معه، رغم ما في هذه المشاريع من خطر علينا؟ وأين كان اهتمامهم بالأمة والوطن، وأبناء الوطن، آنذاك، أم أن وطنيتهم استيقظت فقط عندما نادينا المقاطعة، وبدأت مصالحهم الأنانية الضيقة في التأثر؟ ونقول ثانياً: يزعم هؤلاء انهم يحلون مشاكل البطالة بتشغيل آلاف العمال في مؤسساتهم. نحن هنا لا نريد الإطالة ونقول فقط، إن أمريكا وبالأموال العربية في معظم الأحوال، قتلت وتقتل آلافاً أكثر في اراضينا المحتلة مباشرة في أفغانستان والعراق، وبمساعداتها للكيان الصهيوني الخبيث، ودعمها للأنظمة العميلة، ومن أرباح الضرائب التي تأخذها من مثل هذه الشركات التي اشترى هؤلاء المدعون أمتيازاتها. إن وجود آلاف من العاطلين عن العمل أفضل بكثير، وأقل ضرراً على الأمة من خسارة آلاف من القتلى المسلمين. ثم إن هناك استثمارات من انواع أخرى لتشغيل هؤلاء الذين يتباكون على تشغيلهم، ما دامت رؤوس الأموال موجودة، فلماذا اللجوء إلى هذه الإستثمارات الأمريكية بالذات؟؟ إن هذا لا يمكن إلا أن يعني: «موالاة» أمريكا، والوقوف إلى جانب أمريكا، وهو اصطفاف جبهوي غير معلن، لأن نتائجه هي دعم الإقتصاد الأمريكي، ثم الصهيوني بالتبعية، بالإضافة إلى نقل الثقافة الأمريكية المدمرة إلى مجتمعاتنا. فعلى من يختار هذه «الموالاة» أن يتحمل نتائج اختياره. وأفضل برهان على الشكوك التي تحيط بهذا «الموالاة»، والنوايا السيئة التي لا تخلو منها، يظهر تماما في أن أمريكا تدعم في المدن الصناعية المؤهلة، كل من يتعامل مع اسرائيل من الإستثمارات فتعفيه من الجمارك إذا صدر إلى أمريكا، شريطة ان يكون قد ادخل في منتجاته ما لا يقل عن 8% من المدخلات (الإسرائيلية). إن الأمر أوضح من الشمس في رابعة النهار. وقد يحتج بعض هؤلاء، خصوصا اصحاب الإستثمارات في مجال الوجبات السريعة، ان كل ما في استثماراتهم محلي، عربي، أو إسلامي، ولا يوجد إلا الإسم الذي استورد من أمريكا: فهم يشغلون السوق المحلية، فقط لا غير. ونحن نقول ان السوق المحلية لن تتأثر بوجود أو غياب استثماراتهم، لأن كمية الطعام المستهلك تعتمد على السكان وليس على شكل تقديم الوجبات، وان زبائن الوجبات السريعة، لن يتوقفوا عن الأكل إذا لم يجدوا امامهم مطعما من مطاعمهم، بل سيذهبون إلى مطعم محلي آخر ويأكلون فيه. وهذا يعني انهم سيأكلون ويشغلون السوق المحلية، دون أن تذهب نسبة مما يدفعون إلى أمريكا ثم إلى العدو الصهيوني. ثم نسأل هؤلاء: مادام كل شيء محلياً، فلماذا لا تسمون منتجاتكم اسما عربياً أو إسلامياً أو شرقياً... اليس اسم (كباب) أجمل وأفصح من اسم (همبرغر) مثلا؟! تابع |
الإشارات المرجعية |
|
|