|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-01-2005, 05:59 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2004
البلد: بلاد الإسلام
المشاركات: 167
|
وش أسوي بالكتب اللي عندي ؟؟؟
البعض منا يحب الكتب إلى حد الهوس والجنون , بل ويتلذذ بجمعها كتلذذ العاطلين بجمع الطوابع , حتى وصل الحال بأحدهم أن خصص أحد الأدوار في منزله للكتب , ولقد دخلت بيت أحد الدعاة فرأيت المجلس والصالة والغرف الأخرى تقريباً ثلاث غرف مليئة إلى السقف ولم يسلم من كتبه إلا المطبخ على أن فيه أجزاء متفرقة هنا وهناك , وأنا عن نفسي أعترف أني مادخلت مكتبة إلا وتأبطت معي كتاباً أو إثنين ( حسب الميزانية ) ولقد قالت لي زوجتي رعاها الله : ياأخي اقرأ الكتب التي عندك أولاً ثم قم بشراء ماتريد , ورغم إقراري بصحة دعواها إلا أنني أقول لن أندم على شراء الكتاب فربما أحتاجه يوماً ما , يحدثني من أثق به أن أحد الدكاترة المتعالمين باع مكتبته الضخمة بمبلغ ( 125000) مائة وخمسة وعشرين ألف ريال , على أنها تساوي الكثير , لقد أصبح جمع الكتب من موضات هذا العصر وللأسف , لاأتأسف على جمعها بل على إهمالها وعدم قرائتها , إن مثل الذين يجمعون الكتب ولايقرؤنها ولايستفيدون منها ( كمثل الحمار يحمل أسفارا ) نعم :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ... والماء فوق ظهورها محمول إن الكتب بين أيدينا فلماذا يقتلنا الجهل ؟ إنني أعترف وبأعلى صوتي أنني لاأقرأ كل الكتب التي عندي بل ولانصفها بل ولاربعها بل .... ولعلي أقف فقد استحييت والله , بالطبع أنا لاأعترض على وجود المكتبة في البيت , بل هي في نظري من الضروريات خصوصاً إذا كانت متنوعة تناسب جميع أفراد الأسرة , يقول عبدالرحمن الفرحان في كتابه ( عشاق الكتب ) وإنّ الكتاب والقلم لأعظم عامل في حفظ الأفكار والعلوم ونقلها من السلف للخلف ومن أمة لأخرى عبر العصور والأجيال , فإذا ضعفت الأمة وخفت نجمها , وبزّها في ميدان المجد والعظمة غيرها , بقيت الكتب والأسفار أعظم مورد وأصدق شاهد على سابق الأمة وماضيها , وأغرق العقل في لجّ من الكتب ... في الدين والعلم والتاريخ والأدب ملازماً كتب الماضــين يسألهـا ... ما أنتجت من فنــون أمــة العرب قال الجاحظ : الكتاب ميّت ينطق عن الموتى , ويترجم عن الأحياء , وهو مؤنس ينشط بنشاطك , وينام بنومك , ولاينطق إلا بما تهوى , ولايعلم جار ولاخليط أنصف ولارفيق أطوع ولامعّلم أخضع ولاصاحب أظهر كفاية ولاأقل جناية , ولاأبدأ نفعاً ولاأحمد أخلاقاً , ولاأدوم سروراً ولاأسلم غيبة ولاأحسن مواتاة ولاأعجل مكافأة ولاأخف مؤنة منه , إن نظرت فيه أطال إمتاعك وشحذ طباعك , وأكثر علمك وتعرف منه في شهر مالا تعرف من أفواه الرجال في دهر , يغنيك عن كدّ الطالب , وعن الخضوع إلى من أنت أثبت منه أصلاً , وأرسخ منه فرعاً , وهو المعّلم الذي لايجفوك وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة . إن هذا غيض من فيض وقطرة في بحر مما قيل في الكتاب وأهميته , فإن كنا نقرأ فهذه نعمة تستحق الشكر , وإن كنا لانقرأ إلا لماماً وهذا حالنا وللأسف , فعلام تبقى الكتب مكدّسة على رفوفها ؟ دخلت بيت أحد العوام فرأيت مكتبة عامرة , فقلت : ماشاء الله وش هالكتب ؟ فقال : أنا لاأعرف القراءة , لكن قالوا لي إن المكتبة من كماليات ملحق الرجال , قلت له : أقترح أن تبقي الكتب المهمة التي ربما تحتاجها أنت وأبناؤك مستقبلاً ومازاد ضعه في مكتبة أحد المساجد , وأعرف من الأقارب من لديهم مكتبات ضخمة في فنون شتى , يقول عن نفسه مرّت علي سنوات عجاف لم أقرأ فيها أي كتاب !!! والذي أصبو إليه من مقالي هذا ( اقتراح فكرّت به طويلاً علّه ينال استحسانكم , وهو أن من لديه كتباً زائدة عن حاجته أو انتهى من قرائتها , أو ضعفت همّته عن إطالة النظر فيها واستخراج الفوائد من فرائدها , أن يتبرّع بها ويجعلها وقفاً ينفعه بعد مماته ) فلو أرسلت إلى اليمن أو سوريا أو السودان أو غيرها من البلدان المحتاجة إليها , يقول أحد الذين زاروا اليمن وجدت مكتبة صغيرة في أحد المساجد تبرّع بها شاب في الجامعة تقارب عشرين كتاباً استفادت منها أكثر من ثلاثين حلقة , وكان بعض الشباب يأتون على الحمير لهذا المسجد رغم المشقة وبعد السفر من أجل هذه الكتب , ولقد رأيت بينها كتاباً تمزّق من كثرة الإستعارة والقراءة , , ولقدتبرّعت امرأة بكتاب صغير كان سبباً في إسلام رجل مفكّر أسلم على يديه المئات والمئات !!! أقـــول : فكّر في كلامي ملياً فربّ كتاب أوقفته استفادت منه أمم وأجيال ( أو علم ينتفع به ) . |
الإشارات المرجعية |
|
|