العابرة وحكايا البوح !

**سُمية** · 22-10-2010, 08:59 AM

في الساعة 3 فجراً كنت أتصفح كتاباً للدكتور : عبدالكريم بكار
وبينما أنا أقلب صفحاته وقعت عيني على قوله تعالى [ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ]
وكأنها رحمة من ربي عندما قرأت ماكتب عن عظيم هذه الأية

ليكون خبر هذا الصباح برابط في صندوق المحادثة مخبراً بهذا الحدث

هل تعلمون ماذا يصنع الفقد؟
إنه يجعلك تملك قوّة لا يمكن أن توهب، وتنظر لكل مايجري بقلبٍ هادئ مُطمئن، وعندما يجتمع مع الفقد وحدة فلا تسأل عن الطبائع التي يكتسبها السلوك، فالروح تقوى من جانب وتضعف من جانبٍ آخر، لكن الأكيد أن الجسد ينفصل عن الروح، ويصبح كلاهما يعيشان في عالمٍ آخر. يعلمك الفقد، كيف تصبح " ساجداً " في صلاتك، وروحك قد خفّت من كل أثقالها، ويجعلك مؤمن إيماناً عميقاً لا يقبل الشك بسنن الله في الأرض، كما يعطيك رسالة أن تواصل الدرب في حياتك، فلا يمكن بعدها أن تتراجع خطوة للوراء، لأن الأفكار حينها تلبست بالأموات، والأموات لا يكذبون!
يعلمك الفقد حياةً أخرى، مختلفة تماماً عن السابق، فكم من شخص غيّر " الفقد " بوصلته إلى الأحسن، وقد كان غافلاً في الحياة وأحلامه لا تتجاوز يومه البسيط، لكن الفقد " غيّر " بوصلته نحو الأعلى، وجعله يسمو ويرتقي.

/

هذا الصباح أصبح الأفق أكثر ضيقاً حينما فقدت روح العطاء. وفقدت روحي القدرة على الحديث حينما شعرت بالضعف.. ومع ذلك كله فإن من الناس، من لو غابت معرفاتهم ، فإن عطائهم لايغيب.. هي معنا على الدوام.
أعلم أن مصيبة الفقد موجعة، لكن تبقى النهايات مشرقة، فالقصص لا بد لها من نهاية، حتى السماء والأرض سيأتي يوم وتفنى، ولا يبقى شيءٌ في حياتنا، هذه هي سنّة الله في أرضه

/

وهكذا بدأت معرفتي بها كما كانت نهايتها .. من أجل الخير وقضيّته، فقضية العطاء لا يمكن أن تقبلها المساومة عندها
إنها ثقافة العلم والبذل والعطاء التي فقدت في عصرنا ..

/

حقاً أن الفراق سنة من سنن الله في الأرض، فوضع مكان اللقاء في موطن محكوم عليه بالفناء من العبث، هناك مكان " وحيد " لا يمكن أن يكون بعده أن أيّ فراق، والحرص على الاجتماع فيه هو أعظم وأوثق روابط الإخاء قلت لها ذات مرة سألتقي بكِ قريباً فأجدها ترد بدون تردد.. في الجنة !

/

هنا أقف حيث للذكرى شجى و للروح معراج تصعد فيه إلى محراب التجلي ..
اللهم برّد مضجعها ، و بلل سحـائب مغفرتك عليها ، و مزون رحمتك عليها
ذهب الذين تحبهم ،
و بقيت وحدك خلفهم ، ذهبوا .. فإمـا أن تكون أو لا تكون .

22-10-2010, 08:59 AM	#1
سُمية ذَات فوق المُلكية ! تاريخ التسجيل: Apr 2008 البلد: على أكتاف الغيم ! المشاركات: 2,071	العابرة وحكايا البوح ! في الساعة 3 فجراً كنت أتصفح كتاباً للدكتور : عبدالكريم بكار وبينما أنا أقلب صفحاته وقعت عيني على قوله تعالى [ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ] وكأنها رحمة من ربي عندما قرأت ماكتب عن عظيم هذه الأية ليكون خبر هذا الصباح برابط في صندوق المحادثة مخبراً بهذا الحدث هل تعلمون ماذا يصنع الفقد؟ إنه يجعلك تملك قوّة لا يمكن أن توهب، وتنظر لكل مايجري بقلبٍ هادئ مُطمئن، وعندما يجتمع مع الفقد وحدة فلا تسأل عن الطبائع التي يكتسبها السلوك، فالروح تقوى من جانب وتضعف من جانبٍ آخر، لكن الأكيد أن الجسد ينفصل عن الروح، ويصبح كلاهما يعيشان في عالمٍ آخر. يعلمك الفقد، كيف تصبح " ساجداً " في صلاتك، وروحك قد خفّت من كل أثقالها، ويجعلك مؤمن إيماناً عميقاً لا يقبل الشك بسنن الله في الأرض، كما يعطيك رسالة أن تواصل الدرب في حياتك، فلا يمكن بعدها أن تتراجع خطوة للوراء، لأن الأفكار حينها تلبست بالأموات، والأموات لا يكذبون! يعلمك الفقد حياةً أخرى، مختلفة تماماً عن السابق، فكم من شخص غيّر " الفقد " بوصلته إلى الأحسن، وقد كان غافلاً في الحياة وأحلامه لا تتجاوز يومه البسيط، لكن الفقد " غيّر " بوصلته نحو الأعلى، وجعله يسمو ويرتقي. / هذا الصباح أصبح الأفق أكثر ضيقاً حينما فقدت روح العطاء. وفقدت روحي القدرة على الحديث حينما شعرت بالضعف.. ومع ذلك كله فإن من الناس، من لو غابت معرفاتهم ، فإن عطائهم لايغيب.. هي معنا على الدوام. أعلم أن مصيبة الفقد موجعة، لكن تبقى النهايات مشرقة، فالقصص لا بد لها من نهاية، حتى السماء والأرض سيأتي يوم وتفنى، ولا يبقى شيءٌ في حياتنا، هذه هي سنّة الله في أرضه / وهكذا بدأت معرفتي بها كما كانت نهايتها .. من أجل الخير وقضيّته، فقضية العطاء لا يمكن أن تقبلها المساومة عندها إنها ثقافة العلم والبذل والعطاء التي فقدت في عصرنا .. / حقاً أن الفراق سنة من سنن الله في الأرض، فوضع مكان اللقاء في موطن محكوم عليه بالفناء من العبث، هناك مكان " وحيد " لا يمكن أن يكون بعده أن أيّ فراق، والحرص على الاجتماع فيه هو أعظم وأوثق روابط الإخاء قلت لها ذات مرة سألتقي بكِ قريباً فأجدها ترد بدون تردد.. في الجنة ! / هنا أقف حيث للذكرى شجى و للروح معراج تصعد فيه إلى محراب التجلي .. اللهم برّد مضجعها ، و بلل سحـائب مغفرتك عليها ، و مزون رحمتك عليها ذهب الذين تحبهم ، و بقيت وحدك خلفهم ، ذهبوا .. فإمـا أن تكون أو لا تكون . __________________ العقل ترقية ، والمال تنمية ؛ وكلاهما لاغنى للأمة عنّها .. ! سُمية آخر من قام بالتعديل سُمية; بتاريخ 22-10-2010 الساعة 09:05 AM.