|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2009
البلد: المريدسية
المشاركات: 17
|
سياسة المملكة
هذه الكالمات مقتبسة ومختارة اقدمها لكم
بسم الله الرحمن الرحيم من يقرأ سياسة المملكة منذ المؤسس الملك عبد العزيز وحتى الملك عبد الله بن عبد العزيز، مروراً بالملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، سيجد أن المملكة اتخذت من القرارات المستقلة، والجريئة، وربما المُناكفة للغرب، ولأمريكا على وجه الخصوص، ما عجز عن اتخاذه كل من يدّعون أنهم أساطين التمرد على السياسات الغربية، والأمناء على تراث العرب والمسلمين. كلنا يعرف قرار الملك فيصل - رحمه الله - بقطع النفط عن أمريكا في السبعينيات من القرن الميلادي المنصرم؛ ويروي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كيسنجر أنه عندما التقى الملك فيصل في جدّة عام 1973م في محاولة لثنيه عن وقف ضخ البترول، رآه متجهماً, وأراد أن يستفتح الحديث معه بدعابة؛ فقال: إن طائرتي تقف جثة هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود , فهل تأمرون جلالتكم بإمدادها بالوقود ؟.. يقول كيسنجر: فلم يبتسم الملك، بل رفع رأسه نحوي، وقال: وأنا أمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت؛ فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية؟ خطاب الملك السعودي بعد حضر النفط عن الغرب ويروي لي واحدٌ من كبار الدبلوماسيين السعوديين قصة للملك فهد - رحمه الله - يقول: عندما استوردت المملكة من الصين صواريخ (رياح الشرق) احتجّت أمريكا وحاولت التصعيد. وفي إحدى زيارات مبعوث الرئيس الأمريكي (فيليب حبيب) للمملكة عام 1988، في مساعيه آنذاك لحلحلة القضية الفلسطينية التقى الملك فهد، وكان في معيته السفير الأمريكي (هيوم هوران) في الرياض. وبعد انتهاء لقاء حبيب بالملك، قدّمَ السفير الأمريكي مذكرة احتجاج على شراء الصواريخ الصينية، وطالب بالسماح لفريق من الولايات المتحدة بالاطلاع على هذه الصواريخ وتفتيشها. عندها انفعل الملك فهد، وثار وغضب، واعتبر أن هذه المذكرة تدخلاً سافراً في شؤون المملكة وسياساتها، فطرد على الفور السفير الأمريكي من مجلسه، وأبلغ أحد المسؤولين، بترحيل السفير الأمريكي من المملكة فوراً، وألا يبيت تلك الليلة في الرياض؛ ولم يجدوا طائرة لتنفيذ أوامر الملك إلا رحلة كانت متجهة إلى الخرطوم، فتم ترحيل السفير الأمريكي إلى خارج المملكة عن طريق الخرطوم، وبقي منصب السفير شاغراً لمدة شهرين، حتى عيّن البيت الأبيض سفيراً آخر! ويبقى السؤال: هل يتجرأ أحد الزعماء (الثوريين)، والمتاجرين بقضايا العرب والمسلمين في المنطقة، على اتخاذ مثل هذين القرارين اللذين اتخذهما الملك فيصل والملك فهد رحمهما الله؟.. ومع ذلك تبقى علاقات المملكة بأمريكا استراتيجية؛ ولكن عندما تتطلب مصالحنا، أو استقلال قراراتنا الحزم، فإن المصلحة تتقدم على هذه العلاقة؛ حتى وإن وصلت لقطع النفط عن الغرب كما فعل الملك فيصل رحمه الله، أو طرد السفير الأمريكي من الرياض إثباتاً لاستقلال القرار السعودي كما فعل الملك فهد رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|