حينما يستفز مشاعرك من تظن بأنه يفهمك أكثر من غيره ..!
في إحدى القنوات التي ذاع صيتها بسبب ما تبثه من برامج ثقافية و توعوية مميّزة ..
كان الضيف الذي سيقدم البرنامج جالساً على كرسي باهظ الثمن و أمامه طاولة مزيّنة بأزهار و ورود و تحف مطلية بألوان ذهبية و فضيّة الذي يشاهد أشكالها يدرك فوراً بأنها صنعت لتلبي رغبات الأثرياء الأوائل ..
مكان التصوير كان عبارة عن غرفة كبيرة تابعة لأحد القصور تتدلى من سقفها ثريّا من الكريستال الفاخر يلفت الإنتباه .. و في وسط الغرفة طاولة دائرية وضعت في منتصفها سلة سداسية الشكل تحتوي على عدة أصناف من الفاكهة ..
زوايا الغرفة لم تترك خالية بلا شيء .. فقد وضع في كل منها فانوس ضخم أشعل بواسطة الكهرباء حتى يمنح إضاءة خافتة .. و بالقرب من تلك الزوايا نافورة يخرج الماء من أعلاها ليصب في حوض يخرج منه دخان صناعي ..
مدة البرنامج لا تزيد عن الربع ساعة لكنها لا تكفي لتأمّل الديكور ..!
أمّا الهدف من إعداده و تقديمه .. فهو ذكر محاسن الفقر و الفقراء و حثّ الناس على مواجهة صعوبات الحياة و نقص المال و الثمرات بالصبر و تحمّل المشقة في زمن تغيّرت فيه القيم ..!
كذلك لم يخجل الضيف من نفسه حينما أخبر المشاهدين بأنه يبذل قصارى جهده ليكون قريباً من الفقراء والمساكين و أنه يدعو الجميع لفهم مشاعرهم و الوقوف معهم في محنهم ..!
|