[رَآحِلـﮧ]

..





بخطوات متثاقلة .. أعياها الزمان .. خطت خطواتها نحو ذلك الكرسي الذي إعتاد قربها منه ..

جلست على الكرسي بعد أن ساعدتها الخادمة بأنفاسها المتقطعة بدأت تشكي تعبها وعدم رغبتها بالمجيء

وأنها مجبرة وإلا فعجوز في مثل سنها ليس لها مكان سوى بيتها هكذا تقول كلما قدمت لزيارة أحد ..

بدت صامته ترقب من حولها فقط لاتنمبس ببنت شفة إن تذكرها أحد وأتى اليها ليمازحها ويحدثها قليلا ..

ثم سرعان ما ينسجم من حولها بأمورهم وحكاويهم فتعود لصمتها ..!

أما حالها في بيتها التي ترغب في البقاء فيها فهو الصمت المطبق ..

قد يتسأل البعض أين أبنائها وبناتها ..؟

هم كثر ولكن ألهتهم الدنيا عن تلك الأم الرؤم ..

فذاك ابنها يحسب بأنه بتوفيره لكل شيء تحتاجه يبرها ..

أما الأخر فكأن به يقول أسكنتها معي وذلك ليبر بها وهو لا يعلم عن حالها يجلس قليلا معها وينبش عن

الماضي الذي تعيشه ثم يذهب ليتركها تصارع صمتها باقي يومها ..

ولا يعلم هل هو بالتحدث عن ماضيها يسعدها أم يفتح جروحا قد تناستها ..

أما تلك المسكينه رأت نفسها أبر بنت بأمها فهي تزورها في كل أسبوع مرة بضع ساعات ثم ترحل ولا تسأل حتى الزيارة القادمة ..

وأما الأخرى المصون الله أعلم بحالها من غفلتها عن والدتها ..

يغيبون كثيرآ ولا تفتقدهم إعتادت ذلك منهم ..

ربآآآه حال تلك المرأة يدمي الفؤاد ..

أنا على علم أن هناك من هم أشد حالا من تلك الأم ..

ولكن هي همسة أود أن أوصلها للأعزاء هنا إستوصوا بأمهاتكم خيرآ فهن حينما يتقدمن في العمر تكن

حاجتهن لكم أشد فعملوا قبل أن تندموا ..

وتذكروا بأن البر الذي لايوافق هواك >>كما يقول العامة ..

رزقنا واياكم بر والدينا وأطال على أعمارهم على زيادة عمل صالح ..

وغفر لمن مات منهم ..

هنا بعض بوح لما يجول في الخاطر ..


..