[رياض الصالحين]

وقفة تأمل


بسم الله الرحمن الرحيم


وبعد تحية أهل الجنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سأدخل في صلب الموضوع مباشرة ودون أي مقدمات ..


أنت وهو .. وأنتي وهي .. .. نحن بشر .. نعيش في هذه الدنيا .. نأكل ونشرب .. وننام ونصبح ..


لكن .. وقفت يوما مع نفسي فتأملت بعمق .. تألمت بشدة .. بحثت عن نفسي ..


وجدت نفسي أسير على هامش الحياة !! تعجبت كثيراً .. أين أنا .. فنظرت إلى الهامش نظرة احتقار ..؟؟



فقلت له أأنت الهامش ..؟؟ فقال بشفقة نعم .. فقلت له في غرور وهل أنت سعيد أني أسير عليك ..!!



فقال مبتسماً لا .. فثار غضبي


وقلت له و ماذا أعني لك أنا ..؟؟؟ فقال وهو معرض عني لا شيء أنت لا شيء ..!!!




اقشعر جسدي وأحسست أن ثمة شيء يخفى علي .. فقلت له ويحك فأنا مسلم ..


فقال لي بغضب وماذا قدمت للإسلام ..!!!!



ارتبكت قليلا ثم قلت له إني أصلي وأصوم .. فقاطعني قائلاً وماذا قدمت لك صلاتك .. وهل أمرتك بمعروف ونهتك عن منكر؟؟..



فقلت هاه هاه لا أدري ..

فقال كم اهتدى على يديك من ضال ؟؟ .. وكم أرشدت من ظالم ؟؟ .. وكم أمرت بالمعروف وكم نهيت عن منكر؟؟..


قلت لا لاشيء .. فقال ماذا قدمت لنفسك .. أحسست أن طامة جثت على جسدي المرتعد وأحسست أن هناك خلل


ذهبت مسرعاً وأنا خائف ونطقت بالشهادتين واغتسلت وصليت ركعتين اهتز بدني بشدة وهلت دموعي ..



ثم رجعت إلى الهامش فقلت له هل تعي ما تقول أيها الأحمق ؟؟..

حنى رأسه بوقار والتفت يمنه ويسره يرثي بها حالي ..


فقلت له أجب بسرعة ..؟؟


فقال لي بهدوء .. هل تحب الله ؟؟ كاد يغمى علي ..(( الله .. الله )) ..

هذه الكلمة عظيمة .. نعم أحبه .. والله إني أحبه ..



أردف قائلاً : وهل يحبك الله ..؟؟؟


غبت عن الوعي برهة من الزمن وقلت له برعشة ( لا أدري )

وأنا خائف لأنني طالما انتهكت حرمات الله وسكت عنها حينما تنتهك


فقال لي : قال عز وجل ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )




لا اله إلا الله كم مرت علي هذه الآية دون أن أعي معناها ..


فمسك يدي وقال : هون عليك إن الله يفرح بتوبة عبده .. واحفظ مني هذا الكلمات ..



أكثر من الاستغفار فربما توافق ساعة استجابة .. واستشعر عظمة الله أينما كنت .. واجعل من عاداتك عبادات ..



واشغل وقت فراغك بما ينفع .. واقرأ القرآن تعبداً لله .. واستشعر في الصلاة أنك في صلة مع ملك الملوك ..




زادت شحناتي وارتفعت معنوياتي .. وأحسست برغبة في العبادة ..



فشكرت ذالك الهامش وقلت له كم أنت أفضل مني .. لهذه الدرجة كنت غافلاً ..



فقال لي : لا شكر على واجب فمن واجبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..


وهذه ميزة أمة محمد ..


ثم أخذ بيدي وأدخلني عالم الحياة وعندها أفقت من تأملاتي على أصوات غناء منبثق من أحد سيارات المراهقين


أنبني قلبي بشدة واتجهت إليه فعندما رآني قام مسرعاً بإغلاقه .. يا إلهي لقد كنت أعاني الأمرين سابقاً وكنت أتلقى شتماً أحياناً..


شعرت أنني فبل ذلك كنت أنصح لنفسي .. ولكن عندما ذهبت لأنصح لوجه الله ألقى الله القبول .. فالهداية بيد الله ونحن مجرد سبب ..



نعم نحن لا نهدي أحداً هذا هو السر ..



التفت يمين وشمالا لأرى بعضاً من الذين يمشون على الهوامش فقلت لنفسي لابد أن لا أكون أنانياً وأبخل عليهم


فهم في أمس الحاجة إلى كما كنت سابقاً فيجب أن لا أكفر نعمة الله علي ..





إخواني هناك أشياء كثيرة تخالجني ولكن لا أريد أن أتعب مقلتيكم .. فأنا لست أهلاً للفلسفة ولكن أريد بقدر الإمكان خدمة هذا الدين العظيم..



نفعني الله وإياكم بما فيه الخير .. واستغفر الله من كل شر ..




والسلام خير ختام