بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مقدمة في موسيقا الشعر - البحر الطويل بقلم الكاتب الباحث: عصام طلعت

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-11-2010, 10:27 AM   #1
عصام طلعت
عـضـو
 
صورة عصام طلعت الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: السعودية
المشاركات: 35
مقدمة في موسيقا الشعر - البحر الطويل بقلم الكاتب الباحث: عصام طلعت

مقدمة في موسيقا الشعر - البحر الطويل بقلم /عصام طلعت (بهنباي - الزقازيق - الشرقية)
شكر وتقدير:
أشكر كل من ساهم برد على المقال السابق وسأشرع في إعادة المقدمة العروضية بأسلوب آخر يسهل على القراء فهمها وعنونت لها باسم أساس الشعر ثم أعقبتها بالحديث عن بحر الطويل.
أساس الشعر
أعلم أنّ أساس بناء الشعر شيئان: أحدهما مُركَّب من حرفين: إمَّا متحرّكٍ وساكنٍ، واسمه سَبَبٌ خفيفٌ، مثل لُنْ من فَعُولُنْ. وإمَّا متحرّكين، واسمه سببٌ ثقيل، مثل عَلَ من مُفاعَلَتُنْ.
والثاني مركَّب من ثلاثة أحرف: إمَّا متحرّكَين يتوسطهما ساكن، واسمه وَتدٌ مفروق، مثل لاتُ من مَفْعُولاتُ. وإمَّا متحرّكين يعَقبُهما ساكن، واسمه وَتِدٌ مجموع، مثل عِلُنْ من فاعِلُنْ.
وإذا اقترنَ السببان متقدّمِاً الثقيلُ منهما على الخفيف سُميَّ ذلك الفاصلةَ الصُّغرَى، مثل مُتَفا من مُتفاعِلُنْ. وإذا اقترن السبب الثقيل والوتد المجموع متقدّماً السبب على الوتد سُمَّي ذلك الفاصلةَ الكبرى، مثل فَعَلَتُنْ. ومنهم من سُمَّي الأولى فاصلة، والثانية فاضلة بالضاد المعجمة.
ثم إنه يَتركَّب منهما ثمانية أجزاء، تُسمَّى الأفاعيل والتَّفاعيل: اثنان منهما خماسيَّان، وستَّة سباعيّة. فأحد الخماسيين متركب من وتد مجموع، بعده سبب خفيف، وهو فَعُولُنْ. والثاني عكس هذا، أعني أنَّ سببه متقدّم على وتده، وهو فاعِلُنْ. ألا ترى أنك لو قلبت فعولن فقلت لُنْ فَعُو كان بوزن فاعلن. وكذلك لو قلبت فاعلن فقلت عِلُنْ فا كان بوزن فَعُولُنْ.
وأما السباعية فإنها على ثلاثة أصناف: منها ما هو متركب من سببين خفيفين ووتد مجموع، وهو ثلاثة أجزاء، وتسمى أركاناً أيضاً: أحدها سبباه متقدّمان على وتده المجموع، وهو مسَتْفعِلُنْ.
والثاني عكس هذا، أعني أن وتده متقدّم على سببيه، وهو مَفاعِيلُنْ. ألا ترى أنك لو قلت عِيْلُنْ مفا كان بوزن مُستَفْعِلُنْ. وكذلك لو قلت عِلُنْ مُسْتَفْ كان بوزن مَفاعِيلُنْ.
والثالث سبباه يكتنفان وتده، وهو فاعِلاتُنْ.
ومنها ما تركَّب من سببين: ثقيل وخفيف، وهو الذي يسمونه الفاصلة، ومن وتد مجموع. وهو جزءان: أحدهما وتده مقدّم على فاصلته، وهو مُفاعَلَتُنْ.
والثاني عكس هذا، أعني أن فاصلته متقدّمة على وتده، وهو مُتَفاعِلُنْ. ألا ترى أنك لو قلبت فقلت عِلُنْ مُتَفا وازنَ مُفاعَلَتُنْ. وكذلك لو قلت عَلَتُنْ مُفا وازنَ مُتَفاعِلُنْ.
ومنها ما تركَّب من سببين خفيفين ووتد مفروق، وهو مَفْعُولاتُ وحده.
فهذه هي الأصول التي بُنيَت أوزان العرب، عن آخرها، عليها، لا يشذّ منها شيء عنها. ولكلّ واحد من هذه الأصول فروع تتشعَّب منه.
ف فَعُولُنْ له ستة فروع: فَعُولُ، فَعُولْ، فَعْلُنْ، فَعْلُ، فَعُلْ، فَعْ.
فالأول: المقبوض. والقَبْضُ: إسقاطُ الخامس الساكن.
والثاني: المقصور. والقَصْر: إسقاط ساكن السبب وتسكين متحركة.
والثالث: الأثلم. والثَّلْم: أن تَخرِمَ سالماً والخَرْم: أن تُسقط أول الوتد المجموع في أول البيت. والسالم: الجزء الذي لا زِحاف فيه فيصير عُوْلُنْ، ويردّ إلى فَعْلُنْ.
والرابع: الأثرم. والثَّرْم: أن تَخرم مقبوضاً، فيصير عُولُ، ويردّ إلى فَعْلُ.
والخامس: المحذوف. والحَذْف: إسقاط السبب الخفيف من آخر الجزء فيصير فَعُو، ويردّ إلى فَعُلْ.
والسادس: الأبتر. والبَتْر أن يجتمع فيه الحذف والقطع. والقطع في الوتد كالقصر في السبب.
وفاعِلُن له فرعان: فَعِلُنْ، فَعْلُنْ.
فالأول: المخبون. والخَبْنُ أن تُسقِط ثاني سببه.
والثاني: المقطوع. صار فاعِلْ فردّ إلى فَعْلُنْ.
ومُسْتَفْعِلُنْ له أحد عشر فرعاً: مَفاعِلُنْ مُفْتَعِلُنْ، فَعَلتُنْ، مُستَفْعِلُ، مفَاعِلُ، مفَعْوُلُنْ، فَعُولُنْ، مُستفْعِلانْ، مفَاعِلانْ، مُفْتَعِلانْ، فَعَلتَانْ.
فالأول: المخبون. وقد ذكرنا الخَبْن. صار مُتَفْعِلُنْ، فردَّ إلى مَفاعِلُنْ.
والثاني: المَطويّ. والطَّيّ: إسقاط ساكن ثاني سببيه، وهو الفاء، فيصير مُسْتَعِلُنْ، ويردّ إلى مُفْتَعِلُنْ.
والثالث: المخبول. والخبل: أن يُجمع عليه الخبن والطيّ، فيصير مُتَعِلُنْ، ويردّ إلى فَعَلَتُنْ.
والرابع: المكفوف. والكفّ: إسقاط السابع الساكن.
والخامس: المشكول. والشَّكل: أن يجمع عليه الخبن والكفّ. فيصير مُتَفْعِلُ، ويردّ إلى مَفاعِلُ.
والسادس: المقطوع. صار مُستَفْعِلْ، فردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والسابع: المكبولُ، وهو المخبون المقطوع. صار مُتَفْعِلْ، فردّ إلى فَعُولُنْ.
والثامن: المُذال. والإِذالة: أن يُزاد على تعريته حرف ساكن. والُمعرَّى لقب الجزء السالم من الزيادة.
والتاسع: المُذال المَخبون. صار مُتَفْعِلانْ، فردّ إلى مَفاعِلانْ.
والعاشر: المُذال المَطويّ. صار مُسْتَعِلانْ، فردّ إلى مُفْتَعِلانْ.
والحادي عشر: المُذال المَخبول. صار مُتَعِلانْ، فردّ إلى فَعَلتَانْ.
ومَفاعِيلُنْ له سبعة فروع: مفَاعِلُنْ، مفَاعِيلُ، مَفاعِيلْ، فَعُولُنْ، مَفْعُولُنْ، فاعِلُنْ، مَفْعُولُ.
فالأول: المقبوض.
والثاني: المكفوف.
والثالث: المقصور.
والرابع: المحذوق. صار مَفاعِيْ، فنقل إلى فَعُولُنْ.
والخامس: الأخرم. والخَرْم: أن تخرم سالماً. صار فاعِيلُنْ، فردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والسادس: الأشتر. والشَّتْرُ: أن تخرم مقبوضاً فيصير فاعِلُنْ.
والسابع: الأخرب. والخَرْب: أن تخرم مكفوفاً. فيصير فاعِيلُ، ويردّ إلى مَفْعُولُ.
وفاعِلاتُنْ له أحد عشر فرعاً: فَعِلاتُنْ، فاعِلاتُ، فَعِلاتُ، فاعِلانْ، فَعِلانْ، فاعِلُنْ، فَعِلُنْ، فَعْلُنْ مَفْعُولُنْ، فاعِلِيَّانْ، فَعِليَّانْ.
فالأول: المخبون. وإنما يُسمَّى مخبوناً إذا وقع في أول البيت.
فأمَّا إذا وقع في حشوه فاسمه الصَّدْر. والصدر هو الذي خُبِنَ بالمعاقبة. والمعاقبة: أن يجوز إثبات الحرفين معاً، ولا يجوز إسقاطهما معاً. فالألف من فاعلاتن والنون منه، أو من فاعلاتن غيِره الواقعِ قبله يتعاقبان. فلك أن تقول فاعلاتن فا أو فاعلاتُ فا أو فاعلاتُنْ فَ. وليس لك أن تقول فاعلاتُ فَ. والجزء السالم من المعاقبة يُسمَّى بريئاً.
والثاني: المكفوف. وإذا كان بالمعاقبة فاسمه العجز.
والثالث: المشكول. ولا يخلو فَعِلاتُ من أن يقع في أول البيت، أو في حشوه. فإن وقع في أول البيت يُسمَّى المشكولَ العجز.
وإن وقع في الحشو يُسمَّى المشكولَ الطرفين، لأنه عوقب خبنه وكفه قبلاً وبعداً. وقد أجاز الخليل وأصحابة المعاقبة بين ساكني السببين الملتقيين، من آخر المصراع الأول، وأول المصراع الثاني. وأباها غيره.
والرابع: المقصور. صار فاعِلاتْ، فردّ إلى فاعِلانْ.
والخامس: المقصور المخبون. صار فَعِلات، فردّ إلى فَعِلانْ.
والسادس: المحذوف. صار فاعلا، فردّ إلى فاعِلُنْ.
والسابع: المحذوف المخبون. صار فَعِلا فردّ إلى فَعِلُنْ والثامن: الأبتر. صار فاعِلْ، فردّ إلى فَعْلُنْ.
والتاسع: المُشَّعث. والتشعيث: أن تُسقط أحد متحرّكي وتده.
فيصير فاعاتُنْ أو فالاتُنْ، ويردّ إلى مَفْعُولُنْ. أو أن تَخْبِنَ، وتسكن أول حرف من وتده، فيصير فَعْلاتُنْ، ثم يردّ إلى مَفعُولُنْ.
والعاشر: المُسبَّغُ. والتَّسبيغُ في السبب كالإِذالة في الوتد.
صار فاعِلاتانْ، فردّ إلى فاعِلِيَّانْ.
والحادي عشر: المُسبَّغ المخبون. فيصير فَعِليّانْ.
ومُفاعَلَتُنْ له ثمانية فروع: مَفاعِيلُنْ، مَفاعِلُنْ، مَفاعِيلُ، فَعُولُنْ، مَفْتَعِلُنْ، مَفْعُولُنْ، فاعِلُنْ، مَفْعُولُ.
فالأول: المَعصوب. والعَصْب: تسكين الخامس حتى يصير مُفاعَلْتُنْ، ويردّ إلى مَفاعِيلُنْ.
والثاني: المَعقول. والعَقْل: إسقاط خامسه بعد إسكانه، حتى يصير مُفاعَتُنْ، ويردّ إلى مَفاعِلُنْ.
والثالث: المنقوص. والنَّقْص: الكفّ بعد العَصْب، حتى يصير مُفاعَلْتُ، ويردّ إلى مَفاعِيلُ.
فالحاصل أن بين ساكني سببيه، بعد ما عُصب، معاقبةً.
فإسقاط الأول يسمَّى عقلاً. وإسقاط الثاني يسمَّى نقصاً.
والرابع: المقطوف. والقَطْف: الحذف بعد العصب، حتى يصير مَفاعِلْ، ويردّ إلى فَعُولُنْ.
والخامس: الأعضب. والعَضْبُ: أن تخرم سالماً، فيصير فاعَلَتُنْ. ويردّ إلى مُفْتعِلُنْ.
والسادس: الأقصم. والقَصْم: أن تخرم معصوباً. فيصير فاعَلْتُنْ، ويردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والسابع: الأجمّ. والجَمَمُ: أن تخرم معقولاً. فيصير فاعَتُنْ، ويردّ إلى فاعِلُنْ.
والثامن: الأعقص. والعَقْصُ: أن تخرم منقوصاً. فيصير فاعَلْتُ، ويردّ إلى مَفْعولُ.
ومُتَفاعِلُنْ له خمسة عشر فرعاً: مُسْتَفْعِلُنْ، مَفاعِلُنْ مُفْتَعِلُنْ، فَعِلاتُنْ، مَفْعُولُنْ، فَعِلُنْ، فَعْلُنْ، مُتَفاعِلانْ، مُستفْعِلانْ، مُفاعِلانْ، مُفْتَعِلانْ، مُتَفاعِلاتُنْ، مُستَفْعِلاتُنْ، مُفاعِلاتُنْ، مُفْتَعِلاتُنْ.
فالأول: المضمر، والإضمار: أن تسكن الثاني. فيصير مُتْفاعِلُنْ، ويردّ إلى مُستَفْعِلُنْ.
والثاني: الموقوص. والوقَصْ: إسقاط الثاني بعد إسكاته. فيصير مُفاعِلنْ، ويردّ إلى مَفاعِلنْ.
والثالث: المخزول. والخَزْل: إسقاط الرابع بعد إسكان الثاني. حتى يصير مُتْفَعِلُنْ، ويرد إلى مُتْفَعِلُنْ، ويرد إلى مُفْتَعِلُنْ. فالحاصل أنه يلتقي بعد الإضمار سببان: فيتعاقب ساكناهما.
والرابع: المقطوع. صار مُتَفاعِلْ فردّ إلى فَعِلاتُنْ.
والخامس: المقطوع المضمر. صار مُتْفاعِلْ فردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والسادس: الأحذّ. والحَذَذَ: سقوط الوتد المجموع. حتى يصير مُتَفا، ويردّ إلى فَعلُنْ.
والسابع: الأحذ المضمر. صار مُتْفا، فردّ إلى فَعْلُنْ.
والثامن: المُذال.
والتاسع: المُذال المُضمر.
والعاشر: المُذال المَوقوص.
والحادي عشر: المُذال المَخزول.
والثاني عشر: المُرفَّل. والتَّرفيل: زيادة السبب الخفيف على تعريته حتى يصير مُتَفاعِلاتُنْ.
والثالث عشر: المُرفَّل المُضمر.
والرابع عشر: المُرفَّل المَوقوص.
والخامس عشر: المُرفَّل المخزول.
ومَفْعُولاتُ له أحد عشر فرعاً: فَعُولاتُ، فاعِلاتُ، فَعِلاتُ، مَفْعُولانْ، فَعُولانْ، فاعِلانْ، مَفْعُولُنْ، فَعُولُنْ، فاعِلُنْ، فَعِلُنْ، فَعْلُنْ.
فالأول: المخبون. صار مَعُولاتُ، فردّ إلى فَعُولاتُ.
والثاني: المَطويّ. صار مَفْعُلاتُ، فردّ إلى فاعِلاتُ.
والثالث: المخبول. صار مَعُلاتُ، فردّ إلى فَعِلاتُ.
والرابع: الموقوف. والوقف: أن تسكن آخر متحركي وتده المفروق، فيصير مَفْعُولاتْ، ويردّ إلى مَفْعُولانْ.
والخامس: الَموقوف المَخبون.
والسادس: المَوقوف المَطويّ.
والسابع: المكسوف بالسين غير المعجمة، والشينُ تصحيف.
والكسف: أن تحذف آخر متحر كي وتده المفروق. فيبقى مَفْعُولا ويردّ إلى مَفْعُولُنْ.
والثامن: المَكسوف المَخبون.
والتاسع: المَكسوف المَطويّ.
والعاشر: المَكسوف المَخبول.
والحادي عشر: الأصلم. والصَّلْم: أن تسقط الوتد المفروق. فيبقى مَفْعُو، ويردّ إلى فَعْلُنْ.
ولا نريد أن الفروع، المذكورة عند كل أصل، أينما وقع جازت فيه. وإنما يجوز فيه بعضها أو كلّها، في بعض المواضع، دون بعض. ويتضَّح لك جليَّة ذلك إذا استقريتَ أبيات الشواهد. لكنِ المرادُ أنّ كلّ أصل منها هذه فروعه، على الإطلاق.
ولا يكون له فروع وراءها.
تركيب بحور الشعر
وقد سلكوا في تركيب بحور الشعر، من هذه الأجزاء الثمانية، أربعة طرق: أحدها: أنهم كرَّروا الجزء الواحد بعينه، من غير أن يُصحِبوه غيره. وذلك في جميعها، ما خلا واحداً وهو مفعولات.
ف فعولن ثماني مرات يسمى المتقارب.
و فاعلن ثماني مرات يسمى الرَّكْض.
و مستفعلن ست مرات يسمى الرَّجَز.
و مفاعيلن ست مرات يسمى الهَزَج.
و فاعلاتن ست مرات يسمى الرَّمَل.
ومتفاعلن ست مرات يسمى الكامل.
ومفاعلتن ست مرات يسمى الوافر.
والثاني: أنهم أزوجوا بين جزأين، كأنّ كل واحد منهما هو الآخر. وذلك إزواجهم بين مستفعلن ومفعولاتُ، لأنهما على نسق واحد، في تقدم السببين، وتأخر الوتد. لا فرق بينهما إلاَّ أن وتد ذلك مجموع، ووتد هذا مفروق. وهذا بمنزلة تكريرهم الجزء الواحد، كما هو. ف مفعولات وإن فارق سائر الأجزاء، في أنْ لم يكرّر وحده، فقد كِرّر مع جزء لا يكاد يبُاينه.
ومستفعلن مستفعلن مفعولات مرتين يسمى السَّريع.
ومستفعلن مفعولاتُ مستفعلن مرتين يسمى المنسرح.
ومفعولاتُ مستفعلن مستفعلن مرتين يسمى المقتضب.
والثالث: أنهم أزوجوا بين خماسيّ وسباعيّ، لو حذف من السباعيّ ما طال الخماسيّ لم يتباينا، في الوزن. وذلك إزواجهم بين فعولن ومفاعلين؛ ألا ترى أنك لو حذفت لُنْ من مفاعيلن وجدت مَفاعي جارياً على فعولن. وبين مستفعلن وفاعلن؛ ألا ترى أنك لو حذفت مُسْ من مُستفعلُن وجدت تَفْعِلن جارياً فاعلن. وبين فاعلاتن وفاعلن؛ ألا ترى أنك لو حذفت تُنْ من فاعلاتن جرى فاعلا على فاعلن.
ف فعولن مفاعيلن أربع مرات يسمى الطويل.
و فاعلاتن فاعلن أربع مرات يسمى المديد.
و مستفعلن فاعلن أربع مرات يسمى البسيط.
والرابع: أنهم أزوجوا بين سباعيَّين، لو رددتهما إلى الخماسيّ، بحذف سبب من كل واحد منهما، توازنا. وذلك إزواجهم بين فاعلاتن ومستفعلن؛ لأنك لو حذفت تُنْ من فاعلاتن ومُسْ من مستفعلن، بقي فاعلا وتَفْعِلُنْ متوازنين. وبين مفاعيلن وفاعلاتن، لأنك لو حذفت لُنْ من مفاعيلن، وفا من فاعلاتن، بقي مفاعي وعلاتن متوازنين.
ف فاعلاتن مستفعِ لُنْ فاعلاتن مرتين يسمى الخفف.
و مستفعِ لُنْ فاعلاتن فاعلاتن مرتين يسمى المجتث.
ومفاعيل فاعِ لاتُنْ مفاعيلُن مرتين يسمى المضارع.
ثم إن بعض هذه البحور يشابك بعضا ًبأن ينفكّ هذا عن هذا. ومثال ذلك أنك لو عمدت إلى الوافر فزحلَفْتَ وتده الواقع في صدر البيت إلى عجزه. فقلت: عَلَتُنْ مُفا، عَلَتْنْ مُفَا، عَلَتُنْ مُفا،عَلَتُنْ مُفا،عَلَتُنْ مَفا،علتن مفا وجدت الكامل قد انفكّ عن الوافر. وكذلك لو زَحلفتَ الفاصلة الأولى من الكامل إلى العجز، فقلت: عِلُنْ مُتَفا، عِلُنْ مُتَفا، عِلُنْ مُتَفا، عِلُنْ مُتَفا، عِلُنْ مُتَفا، عِلُنْ مُتَفا وجدت الوافر منفكاً عن الكامل.
وهذه الشبكة الفكَّية بين الطويل والمديد والبسيط، وبين الوافر والكامل، وبين الهزج والرجز والرمل، وبين السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتثّ، وبين المتقارب والركض.
وهذه الدوائر تطلعك على كيفيّة الأمر، في فكّ بعضها عن بعض. وصورةُ المتحرّك شِبهُ ميم، وصورةُ الساكن شِبهُ ألف.
كيفية تقطيع الأبيات
وكيفية تقطيع الأبيات أن تَتَّبع اللفظ، وما يؤدّيه اللسان، من أصداء الحروف، وتُنكّبَ عن اصطلاحات الخطّ جانباً، فلا يُلغى التنوين، ولا الحرف المدغم، ولا واو الإطلاق، ولا ألفه، ولا ياؤه، لأنها أشياء ثابتة في اللفظ. وتلغى ألفاتُ الوصل الواقعة في الدَّرج، وألف التثنية التي لاقاها ساكن بعدها، وغيرُ ذلك مما لا يلفظ به. وأن تنظر إلى نفوس الحركات مطلقة، دون أحوالها.
وهذه أبيات البحور السالمةُ الأجزاء، المُعرَّاتُها، كتبتها على الصورة التي يجب أن يكون عليها التقطيع، اختصاراً للطريق إلى الوقوف على كيفيته.
طويل:
سقللا هر بعيأم معمرن وإنمحت ... مغاني هما سححن منلوب لهططالا
مديد:
بينهممش بوبتن تصطليها فتيتن ... ماجنوفي هاولا مثلشخبش شائلي
بسيط:
نار لقرى أوقدو قصر نلغا شيكمو ... نيرانكم خيرها نالقرى مُوقده
وافر:
وعندكمو مصادقمن وقائعنا ... فمالكمو لدى حملا تناثبتو
كامل:
وإذا صحو تفما أقص صرعن ندن ... وكما علم تشمائلي وتكررمي
هزج:
لقد شاقت كفلأ حدا جأظعانو ... كما شاقت كيوملبي نغربان
رجز:
دار نلسل مي إذ سلي مي جارتن ... قفر نتري أاياتها مثلززر
رَمَل:
أانساتن ناعماتن فيخدورن ... قاتلاتن بلعيونل فاتراتي
سريع:
إننبنعب دلقيسعن نجدنسارَ ... ما أنجدت أصحابهو إللاغار
منسرح:
إننلهما ملقرملل ذيزرتهو ... ألفيتهو كالبحرلل ذييزخرو
خفيف:
حلل أهلي ما بيندر ني فبادو ... لي وحللت علوييتن بسسخالي
مضارع:
رمتقلبي يومحزوى بعينيها ... فأصمتهو نافذاتن منننبلي
مقتضب:
خففت عبس عن أرضها فستبدلت ... قومنجار همبلعشا ياساغبو
مجتث:
لا تسقني خمرعامن وسقنيها ... دهرييتن عتتقت في عهد أادم
متقارب:
فأمما تميمن تميمب نمررن ... فألفا هملقو مروبي نياما
ركض:
حاربو قومهم ثمملم يرعوو ... لصصلا حللذي خيرهو راهنو
أبيات شواهد
وإذ قد فرغتُ عن ذكر الأصول وفروعها، وعن تركيب البحور، والدوائر، والأشعار بكيفيّة التقطيع، لم يبق عليّ إلاَّ سوق أبيات الشواهد، ليُعرف بها الجائز في بناء كلّ بحر من غير الجائز، ولتستبين مواقع الفروع المذكورة من الأصول.
وأقدّم قبل أن أسوقها، ألقاباً شتَّى، لا بدَّ من الإِحاطة بها: فأول أجزاء المصراع الأول صدر، وآخرها عروض. وأول أجزاء المصراع الثاني ابتداء، وآخرها ضربٌ، وعَجُزٌ، وقافيةٌ عند بعضهم. والمتوسَّط من الأجزاء في المصراعين حَشْو.
ولا يجوز الخرم، عند الأكثر، إلاَّ في الصدر. وقد جوَّزوا في الابتداء، كقوله:
فَلمَّا أتاني، والسَّماءُ تَبُلُّهُ ... قُلت لهُ: أهلاً وسَهلاً ومَرحبَا
وقد جمع الآخر الأمرين جميعاً، في قوله:
لكنْ عُبيدُ اللهِ لمّا أتيُتُه ... أعطىَ عطاءً، لا قليلاً، ولا نَزْرا
والموفور: الذي لا خرم فيه.
وأما الخزم بالزاي فلا يكون، بالاتفاق إلاَّ في الصدر. وهو زيادة حرف، كقوله:
وإذا أنتَ جازيتَ أمرأَ السّوءِ فِعلَهُ ... أتيتَ من الأخلاقِ ما ليس راضيا
أو حرفين، كقوله:
قد فاتَنِي، اليَومَ، من حَدي ... ثِكَ، ما لَستُ مُدْرِكَهْ
أو ثلاثة أحرف، كقوله:
إذا خَدِرَت رِجلي ذكرتُكِ، يا ... فَوزُ، كيما يَذهبُ الخَدَرُ
أو أربعة أحرف، كقوله:
اشْدُدْ حيازِيمَكَ، للَموتِ ... فإنَّ الموتَ لاقِيكا
فإذا خالف الصدر سائر أجزاء البيت بحزم أو زحاف سمّي ابتداء. وإذا خالفت العروض سائر أجزاء البيت بنقصان أو زيادة لازمة سميت فصلاً. والضرب إذا كان كذلك سميّ غاية. وإذا زيد على آخر الضرب زيادة ليست منه سمَّي زائداً. وإذا لم تلحقه هذه الزيادة سمي مُعَرّى.
وإذا توالت في الضرب أربع حركات واقعة بين ساكنين، ك فَعَلَتُنْ إذا وقعت ضرباً بعد جزء آخره نون ساكنة، كقولك: مستفعلن فعلتن، ف فَعَلَتُ أربع حركات متوالية، قد توسطت بين نون ساكنين، سمّي المتكاوس. وإذا توالت فيه ثلاث حركات، بين ساكنين، ك مفاعلتن ومفتعلن، سمّي المتراكب. وإذا توالى فيه متحركان بين ساكنين، ك متفاعلن، سمّي المتدارك. وإذا كان فيه حرف متحرك بين ساكنين، ك مفاعيلن، سمّي المتواتر. وإذا اجتمع فيه ساكنان، ك مستفعلان، سمّي المترادف.
وكلّ واحد من العروض، والضرب، إذا خالف الحشو، بسلامة، أو زحاف، سمّي معتلاًّ. وكذلك المصراع الذي يقع فيه. وإذا كان مثل الحشو سمّي البيت حشواً.
وإذا سلم العروض والضرب من الانتقاص، وهو الحذف اللازم، سمّي الصحيح. وكل جزء سقط ساكن سببه، أو سكّن متحرّكه، سمّي مُزاحَفاً. وإلاَّ فهو سالم. وكل جزء ترك فيه حرفان منه زائدان على الاعتدال فهو المتمَّم، كما جاء فاعلاتن في الضرب الأول من الرمل، وعروضه فاعلن.
ويسمَّى المصراع الأول صدراً وعروضاً، والثاني عجزاً وضرباً، وقافية عند بعضهم.
وكل مصراع يستوفي دائرته فهو التام. وإذا لم يأت الانتقاص على جميع جزئه الأخير فهو الوافي. وإذا أتى عليه فهو المجزوء. وإذا أتى على جزأين منه فهو المنهوك. والبيت المعتدل: الذي استُوفي مصراعاه من خير خُلف بين أجزائهما. والمشطور: الذي ذهب شطره. والمخلَّع: مسدّسُ البسيط. والمراقبة بين الحرفين: إلاَّ يجوز سقوطهما، ولا ثبوتهما معاً، كما في فاء مفعولات وواوها في المقتضب. والمعاقبة: ما يجوز ثبوتهما معاً، ولا يجوز سقوطهما معاً، كما بين سببي مفاعيلن في المضارع.
& باب الطويل &
الطويل
هو في البناء مثمّن، كما هو في الدائرة. وله عروض واحدة مقبوضة، وضروبها ثلاثة: السالم: مقبوض العروض سالم الضرب:
أبا مُنذِرِ، كانتْ غُروراً صَحيفَتي ... فلم أُعطِكم في الطَّوعِ مالي، ولا عِرضِي
مقبوض العروض والضرب:
ستُبدِي لكَ الأيَّام ما كنتَ جاهلاً ... ويأتيكَ بالأخبارِ مَن لم تَزوّدِ
مقبوض العروض محذوف الضرب:
أقيموا، بَني النُّعمان، عنَّا صُدُوركم ... وإلاَّ تُقيموا، صاغرينَ، الرُّؤوسا
وفعولن الواقع قبل الضرب المحذوف، لا يكاد يجيء إلا مقبوضاً، كقوله:
وما كلُّ ذِي لُبٍّ بمؤتيكَ نُصحَهُ ... وما كلُّ مُؤتٍ نُصْحَهُ بلَبيتِ
ولا يجوز الحذف، في سائر الأجزاء، إلاَّ أن يكون البيت مصرَّعاً، فيقع في عروضه. وقد جُوّز في عروض البيت، غير المصرَّع، كقوله:
جَزىَ اللهُ عَبساً، عَبس آلِ بَغيضٍ ... جزاءَ الكلابِ النَّابحاتِ، وقد فَعَلْ
وقد روُي عن المفضَّل قوله:
ثيِابُ بَني عَوفٍ طهَارَى، نَقَّيةٌ ... وأوجهُهُم، عندَ المَشاهدِ، غُرَّانْ
المزاحف: مقبوض:
أتطلُبُ مَن أُسودُ بِيشةَ دُونَهُ ... أبو مَطَرٍ، وعامرٌ، وأبو سَعْدِ؟
مكفوف:
شاقتْك أحداجُ سُليمى، بعاقلٍ ... فعَيناكَ، للبَينِ، تَجودانِ بالدمعِ
أثرم:
هاجَكَ رَبَعٌ، دارسُ الرَّسمِ بِالّلوى ... لأسماءَ، عَفَّى آيَهُ المُورُ، والقَطْرُ
أثلم:
لكنَّ عبدَ اللهِ لمّا أَتيتُهُ ... أعطَى عطَاءً، لا قليلاً ولا نَزْرا
وهو على ثمانية أجزاء
( فعولن مفاعلين فعولن مفاعلن ** فعولن مفاعلين فعولن مفاعيلن ) وله عروض واحدة وثلاثة أضرب
فعروضه أبدا مقبوضة ما لم يصرع ووزنها ( مفاعلن )
وضربها الأول سالم ( ووزنه مفاعلين ) وبيته
( أبا منذر كانت غرورا صحيفتى ** ولم أعطكم فى الطوع مالي ولا عرضي )
تقطيعه
أبا من
فعولن
( سالم \
ذرن كانت
مفاعيلن
سالم \
غرورن
فعولن
سالم \
صحيفتى
مفاعلن
مقبوضة \
ولم أع
فعولن
سالم \
طكم فط طو
مفاعيلن
سالم \
عمالي
فعولن
سالم \
ولا عرضي
مفاعيلن
سالم ) / / مصرعه
( ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ** لفد زادني مسراك وجدا على وجد )
والضرب الثاني مقبوض كالعروض وبيته
( ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار من لم تزود ) تقطيعه
ستب دي
فعولن
( سالم \
لكل أي يا
مفاعيلن
سالم \
مماكن
فعولن
سالم \
تجاهلن
مفاعلن
مقبوضة \
ويأتي
فعولن
سالم \
كبل أخ با
مفاعيلن
سالم \
رمن لم
فعولن
سالم \
تزو ودي
مفاعلن
مقبوض )
مقفاه
( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل )
/ / والضرب الثالث محذوف ووزنه ( فعولن ) وبيته
أقيموا ابني النعمان عنا صدوركم ** وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا ) تقطيعه
أقي مو
فعولن
( سالم \
بنن نع
مفاعيلن
سالم \
نعن نا
فعولن
سالم \
صدوركم
مفاعلن
مقبوضة
وإل لا
فعولن
سالم \
تقي موصا
مفاعيلن
سالم \
غري نر
فعولن
سالم \
رؤوسا
فعولن
محذوف )
مصرعه
( لمن طلل أبصرته فشجاني ** كخط زبور في عسيب يماني )
الزحاف ( فيه )
يجوز في ( فعولن ) ( في البيت كله ) القبض وهو حذف نونه فيبقى ( فعول )
ويجوز فيه في أول ( البيت ) خاصة الثلم وهو حذف فائه فيبقى ( عولن ) فينقل في التقطيع إلى ( فعلن )
ويجوز فيه أيضا الثرم وهو اجتماع الثلم والقبض فيبقى ( عول ) فننقله إلى ( فعل )
ويجوز في ( مفاعيلن ) القبض وهو حذف الياء فيبقى ( مفاعلن )
ويجوز فيه الكف وهو حذف النون فيبقى ( مفاعيل ) ولا يجوز
حذفها جميعا
ولا يجوز شيء من الزحاف في عروضه ولا ضربه بيت القبض
( سماحة ذا وبر ذا ووفاء ذا ** ونائل ذا إذا صحا وإذا سكر )
وبيت الثلم والكف ( فعلن )
( شاقتك أحداج سليمى بعاقل ** فعيناك للبين تجودان بالدمع )
بيت الثرم ( فعل )
( هاجك ربع دائر الرسم باللوى ** لأسماء عفى آية المور والقطر )
أخوكم عصام طلعت
دعواتكم لابني يوسف المعوق الله يشفيه
انتظروني مع البحر المديد
عصام طلعت غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)