بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » | ضَيَــاعٌ | بَيْنَ سَفَه المُرَاهِقَات وَغَفْلَةِ الأمَّهَات ..!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-11-2010, 08:02 AM   #1
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
| ضَيَــاعٌ | بَيْنَ سَفَه المُرَاهِقَات وَغَفْلَةِ الأمَّهَات ..!



| ضَيَــاعٌ | بَيْنَ سَفَه المُرَاهِقَات وَغَفْلَةِ الأمَّهَات ..!

قَالَ اللهُ تَعَالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
وَقَالَ عَزَّ وَجَلْ : { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ }
وَقَالَ سُبْحَانَه : { إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ }


طُوبَى لِمَنْ كَانَ ثَمَرَةُ فُؤَادِهِـ زِينَة حَيَاتِهِ

***

إِنَّ التَّرْبيَةُ الصَّالحِةُ في بِنَاءِ الأُسْرَةِ هِيَ الخُطوَة الأوَلى في وَضْعِ اللَّبِنَةِ لأسُسِهَا لِتَكُون الحَيَاة مَبْنيَّة عَلى قَوَاعِدَ ثَابِتَةٍ لا تَصْدَى مَعَ مُرورِ الأيَّاَّمِ وَاغْبِرَارُهَا فِي زَمَنِ الفِتَنِ وَالشَّبُهَاتِ ، وَ لا تَتَآكَل وَتَهْتَزّ عِنْدَ أَيِّ عَثْرَةٍ تَقِفُ أَمَامَها ..!
وَ التَّربِيَةُ هِيَ الأمَانَةُ العُظْمَى التي في رِقَابِ المُربِّينَ وَأَهْلِ المَسْؤُوليَّة ، لأَنَّ المَشَقَّةَ في التَّربيَةِ في مَرَاحِلهَا الأُولَى مِنْ عُمْرِ الإنْسَانِ تَكْسِيهِ رَاحَة دَائِمَة بَعدْهَا وَأمَانٌ وَالعَكْسُ كَذلِكَ لِمَنْ هَانَتْ عَليْهِ المَسؤوليَّة .


إِنَّ الإحْسَانَ في التَّربيَة ، وَالبُنيَةِ الصَّالِحَة في ذَلِكَ لَتُعطي ثَمَناً عَظيمَاً للمُربّي ، وَخُصُوصاً فِي ظِلِّ زَمَنٍ كَثُرَت بِهِ المُغْريَاتُ والمُلْهيَات ، وَبِمَا أَنَّ المَرأة هِيَ اللَّبِنَةُ الأسَاسيَّة في التَّربيَةِ في بَيْتهَا حَتَّى لِزَوْجِهَا مِنْذُ أَنْ تَكُونَ زَوْجَةً وَ أُمًّا فَهيَ المَدْرَسَةُ العُظمَى التي تَسْتَطيعُ أَنْ تُغَيِّرَ مَجْرَى الحَيَاةِ كَقُبْطَانٍ يَتَحَكَّمُ بِمَرْكبَهِ حَيْثمَا يَشَاء ، وَلِذَلِكَ جَاءَ في الحَديثِ عَنْ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال : [ مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ الله رَعِيَّةً يَمُوت يَوْمَ يَمُوت وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّة ] لِمَا في ذَلِكَ الأَثَرَ العَظيمِ في النُّفوسِ مِنْ هَؤلاِءِ الرَّعيَة رِجَالاً كَانوا أم إِنَاثًا عَلى مَنْ هُم أَمَانَةً في أَعنَاقِهم ، فَالغِشُّ في التَّربيَةِ الدِّينيَّة وَالأخْلاقيَّة وَالاقْتِصَاديَّةِ وَ الاجْتِمَاعيَّة .

وَقَدْ جَاءَ في بَعْضِ الأحَاديثِ خَصَّتْ بِهَا عِظَمِ تَربيَةِ الفَتيَات مَا لَمْ يَحْصُل للأبْنَاءِ ، لِعَظَمِ شَأنِهنَّ فِيْ إِرْكَازِ عِمَاد الحَيَاةِ ، وَقَدْ قَال النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : [ مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهـِ البَنَاتِ بِشَيءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرَاً مِنْ النّار ] وَقَال صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : [ مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ الجَنَّة كَهَاتَيْن ] وَأَشَارَ بِأُصْبِعَيْهِ " وَ الإِحْسَانُ للفَتَاةِ يَكوُنُ قَائِمَاً عَلى تَرْبيَتِهَا وَ عَدَم الغَشِّ عَليْهَا وَ إِهْمَالُها ، وَهَذا مَا وَقَعَ مِنْ كَثيرٍ مِنْ المُربيّينَ دُونَ الشُّعورِ بِذَلِكَ إِلا حِينَ ظُهورِ الخَلل .

إِنَّ الفِئَاتَ العُمْريَّةُ لَتَتَغيَّرُ مَعَ البِيئَةُ حَوْلَهَا ، وَتَتَأَثَّرُ بِكُلِّ مَا يَلفُّ بِيئَتَهَا خُصُوصَاً إِذا كَاَنَتِ العُقولُ عَلى شَخْصيَّةٍ مُتَذَبذِبَةٍ لا تَسْتَطيعُ مُجَابَهَةَ الوَاقِعِ وَلا حَتى الوُثُوقُ بِنَفْسِهَا ، وَ العُقُولُ تَتَصَرَّفُ عَلى حَسَبِ مُعْطَيَاتِ أَعْمَارِهَا ، وَ لِذَلِكَ كَانَ لِزَامًا عَلى المُرَبّي أَنْ يَجْعَل عَقْل ابْنه أَو ابْنَتِهِ سَابِقَاً أَعْمَارَهُم ، بِالنُّضُوجِ والرَّزَانَةِ لِيَتَخَطَّى حِينَهَا أَشَدَّ المَرَاحِلِ والعُمريَّةِ وَأنْكَاهَا وَهي مَرْحَلةُ المرَاهقَة .

إِنَّ المَشَاكِلَ تَتَفَاقَمُ فِي هَذهِـ المَرْحَلة حِينمَا يَجْتَمِعُ سَفَهُ المُرَاهِقَات بِغَفْلَةِ الأمَّهَات ، وَيَضيعُ عُمرُ الفَتَاةِ بَيْنَ سَرَادِيبِ الحَيَاةِ المُظْلِمَةِ لاسِيَمَا حِينمَا يُخَيِّلُ الشَّيْطَانُ وَيُزَيِّنُ طَريقَهُ بِعَيْنَها ، وَتَكُونُ الفَتَاةُ ضَحيَّةَ وَالِديهَا وَتَصَرُّفَاتِهم حِينمَا يُلْقي كُلَّ وَاحِدٍ مْنهم حِمْلَهُ على الآخَر .

إِنَّ الطَّيشَ الذي يُصَاحِبُ الفَتَاةَ لِحَظَةَ اشْتِداد شَبَابِهَا وَنُضُوجهَا لَهو نَاتِجٌ عَنْ تَربيَةٍ هَشَّةٍ في بِدَايَةِ مَرَاحِلِ حَيَاتِهَا وَوَعْيَهَا ، وإِنَّهُ لَمِنَ الغِشِّ في التَّربيَةِ أَنْ يُوكَل الأمْرُ لِمَنْ لا يُبَالُونَ بِثَمنِ حَيَاةِ أَبْنَائِنَا وَمَبَادِئهم وَأخْلاقِهم إِمَّا عَنْ طَريقِ خَادِمَات أَو بَيْنَ أَحْضَانِ قَنَواتٍ فَضَائيّات ، لِتَنْخَرَ في العُقُولِ بِسُمِّهَا لِتُفْسِدَهَا .

إِنَّ الخَطَأ الكَبير التي تَقَعُ فِيهِ الأُمُّ في تَنْشِئَتِهَا لابْنَتِهَا ، هُوَ كَسْرَ الحَاجِزِ في عَيْنِ ابْنَتِهَا بِكَثيرٍ مِنْ الأُمورِ بِقَوْلِهَا [ مَا زَالَتْ صَغيرَة ] ، وَهَذا مَا هَدَمَ كَثيرَاً مِن ْالحَيَاءِ عِنْدَ الفَتَيَات ، فِي اللِّبَاسِ وَ المُعَامَلَةِ وَ الأخْلاق ، وَلو أَنَّ المَرأةَ عَلَّمَتْ ابنَتَهَا فِي صِغَرِهَا وَحَشَّمَتهَا بِلِبَاسِهَا لَمَا خَرَجَتْ بِسُوءِ حَالٍ في كِبَرِهَا ، فَكَمَا أَنَّ العِلمَ في الصّغرِ كَالنَّقْشِ عَلى الحَجَرِ فَالتَّربيَةُ كَذلِك .

وَلا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الوَالِدَانِ ثِقَةً لأبْنَائِهَما في تَعَامُلاتِهمَا ، وَ أَخْلاقِهمَا وَتَصَرُّفَاتِهما ، وَأنْ يُبْطِنوا مَا بَيْنَهُمَا مِنْ سُوءٍ تَفَاهُمٍ وَمَشَاكِل يُعَانونَها ، فَإنَّ ذَلِكَ أَقْرَب لِيَكوُنَ القَبُولَ مِنْهم أَسْهَلُ وَأنْقَى وَأسْمَى ..!

يَا مَعْشَرَ المُرَبِّين .. عَلَّموا أَبْنَائَكُم الفَضِيلَةِ ، وَقَوِّمُوهُم عَلى الخَيْرِ والأخْلاقَ النَّبيلَة، وَحَبِّبُوا إليْهمُ الطَّاعَةَ وَ كُرْهَ المَعْصِيَةِ ، وَلا تَنْسَوا مَا قَالَهُ المُربيِّ الأوَّل للأمَّةِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم [ الحَيَاءُ لا يَأتي إلا بِخَيْر ] فَمَنْ رَبَّى رَعيَّتَهُ عَلى ذَلِكَ فَقَدْ غَرَسَ في قُلوبِهِم شَجَرَةَ الصَّلاحْ .

قَالَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ : " مَنْ كَسَاهـُ الحَيَاء ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسَ عَيْبَهُ "
وَقَالَ بَعْضُ البُلَغَاءِ : " حَيَاةُ الوَجْهِ بِحَيَائِهِ كَمَا أَنَّ حَيَاةَ الغَرْسِ بِمَائِهِ "

قَالَ أَحَدُهم : أَحْيُوا الحَيَاءَ بِمُجَالَسَةِ مَنْ يُسْتَحَى مِنْهُ, وَعَمَارَةُ القَلْبِ: بِالهَيْبَةِ وَالحَيَاء فِإِذَا ذَهَبَا مِنْ القَلْبِ لَمْ يَبْقَ فِيهِ خَيْر.

***

أَصْلَحَ اللهُ لَكُم نِيَّاتكم وَذريَّاتكم

* هُنَاكَ الكَثيرُ وَلكنِّي أَخْشَى الإطَالَة
أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!

آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 09-11-2010 الساعة 08:19 AM.
قاهر الروس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)