[د/ بريدة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مسألة محل العقل مسألة خلافية بين العلماء

فمنهم من قال لا ليس محل العقل في القلب بل في الرأس ثم سرد الأدلة

ومنهم من أثبت ذلك و أخذ بظاهر الآيات و ظاهر الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن العقل محله القلب

وقد أحترت في هذه المسألة ثم يسر الله لي أن أسأل معلم في الكلية وأجابني جواب شافي قال:

العقل لا تأخذه أنت مسألة حسابية بل هو قوة إدراكية في القلب مثل البصيرة وهكذا ...

وهذا الرأي أرى أنه رأي موفق والعلم عند الله وهذا الكلام يرتاح إليه القلب وأنا أرتحت إليه

سأقرب المسألة أكثر بمثال لأن الأمثلة مفاتيح الفهوم

أقول لو وضعت لكم هذا الشكل ( ♥ ) ما الذي يتبادر الى أذهانكم ؟ بكل تأكيد سيتبادر ( الحب )

بل الحب يرمز له بقلب وكل من تغناء بالحب ما قال تعبت يدي أو تعب خشمي إنما تعب قلبي لذلك من رأئ حبيبته يقول فز قلبي فز الخفوق وهكذا

قال الشاعر يوم شفته فز قلبي وانتشى ... إلخ والقصائد في هذا الباب كثيرة جداً المهم ما نريد أن نصل له هو
أن الحب محله القلب ولا شك في ذلك وهذا يحس به كل من جرب الحب إذا رأئ حبيبته لا يتحرك إلا القلب وتتسارع نبضاته

السؤال هنا لو أتينا الى رجل يعشق فتاة ويحبها حب شديد ثم فتحنا صدره وألقينا نظره على قلبه هل نرائ الحب ؟!

الجواب لا ... رغم أن الجميع إتفق على أن الحب محله القلب !!

كذلك العقل محله القلب وإن لم نرى ذلك في أعيننا إذ أن العقل والله أعلم ليس ملموس إنما هو قوة إدراكية كما ذكر لي معلمي ومثل بذلك البصيرة والنور الذي في القلب وهكذا ...

أيضاً أيها الأحبة الكرام ألم يقل الله عز وجل عن الكفار ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) الآية
قالوا أهل العلم أن الران هو الذنب بعد الذنب حتى يصبح رانا ...

المقصد أن الكافر إذا ران على قلبه لا يرى الحقائق كما يراها صاحب القلب الطاهر من المعاصي والذنوب ...

لذلك أيها الأحبة ذكر بن تيمية أن المسلمين هم أصدق الناس إلهاماً وأسرع الناس وصول للحقيقة أو كما قال رحمه الله ثم ذكر قول الله عز وجل ( والذين إهتدوا زادهم هدى وآتآهم تقواهم ) الآية

أنا قصدت من ذكري لقول بن تيمية هو أن المسلمين هداهم الله للإيمان فلما هداهم وهدى قلوبهم للحق بدئوا يرون الأمور على حقيقتها و أسرع وصولاً للحقيقة وهذا هو الواقع ويحس به المؤمن ويرى ذلك حقيقة
إذا المدار على القلب وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم قد شق صدره مرتين مره عندما كان يلعب مع

الصبيان وهو صغير صلى الله عليه وآله وسلم والمرة الثانية في حادثة الأسراء والمعراج ... فكما قال علماؤنا المدار على القلب

وهنا أخذنا بالآيآت والحديث وأتفقت الآيآت و أتفق الحديث مع الواقع والحقيقة والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا الى يوم الدين .