[لسـ المواطن ـان]

بسم الله الرحمن الرحيم
والعياذ بالله من الشيطان الرجيم يتبعها مني حمداً كثيراً لله ربي ورب العالمين والصلاة والسلام على حبيبي خاتم وإمامُ المرسلين محمد الصادق الأمين ورضوان الله عن صحابته الغر المحجلين وعن تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد
فالسلام مني عليكم إخوتي وأخواتي أجمعين .. .
قال صلى الله عليه وسلم :
"سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذّبَ فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّنُ فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة" رواه ابن ماجه وأحمد، وله رواية بلفظ: "السفيه يتكلم في أمر العامة ".
فهذا أيها الأحباب حديث إسناده صحيح معناه واقع في هذا الزمن يراه مصوراً أمامه وهذا يكون لمن حفظه منا مع الفهم الصحيح للمعنى .
لذا أردت أن نختبر فهمنا جميعاً لهذا الحديث الشريف بعد أن نسقطه على منابرٌ أظنها قد امتلأت بمن يطابق وصفهم ما جاء بهذا النص الكريم أعلاه .
علماً أن المنابر قد تعددت أشكالها ، وألوانها فليست المنابر مشروطة بالمساجد ..!! ولكن الصحيح اليوم أن في كل بيت من البيوت تجد منبراً من هذه المنابر .. فهي تكون في التلفاز والصحائف والإذاعة كما هي الحال في مجتمعنا الإلكتروني الذي هو نسخة لواقعنا .
فهذا الوقع يقول أننا تائهين ضائعين بين سفيه وتافه .. جعلوا من أنفسهم مفاتيح الحل والربط بلا استناد شرعي يقيّم مقالهم أو ولاءً فطري يصرفونه لخالقهم .. ولكن استنادً على شهواتهم اجتمعوا وأهل المطامع !!
فتراهم في كل منبر لهم موضع .. سواءً كان هذا المنبر إذاعة أو تلفاز أو أي وسيلة تكون يتبادلون أطراف الكلام عن كل شاردة ، وواردة .. !! عاقدين بها حوارات ولقاءات .. هي في الواقع خدّاعات ..!! يضنها الجاهل حق وصدق مقال .!! وهي بنظر غيره دعوى قبح وانحلال ..!!
فكلامهم في أمر المجتمع كثير ..!! وعن المرأة مقالهم لا يتعدى تحرير ..!! وإن كان عن أهل الخير فكلامهم جداً خطير ..!!
علماً أنهم في كل تفاهة يناطحون .. إما أن يخونون ، ويسفهون ، أو يكذبون ، و هم بكل هذا يصورون لنا الصالحين طالحين .. !!
فكم من مقال كتب ، أولقاء عقد بهذه الوسائل أو شاهدناه على أرض الواقع يناقش قضايا هامة ، وتخص أمرنا نحن العامة .. وبعض إن لم يكن كل أطرافه والمتكلمين لا يستند بكلامه إلا على هوا نفس أو شهوة ..!! لا على دليل شرعي أو فهم صحيح لما حوله ..؟
ولكن الأمر اليوم قد استفحل فصار أكبر ، و أشد من نطق الرويبضة أو التافه من الناس .. !! نعم .. فقد اجتمعت الرابضة بالرافضة .. فهاهم أمامي في بعض منابر الإعلام على الدين يتطاولون .. وفي شأني وشأنك يعبثون .. !!
فكلما أسمع هؤلاء أو أقرأ لبعضهم أجزم أنني عرفت معنى هذا الحديث مع يقين أننا في سنوات خداعات قد ُصدّق فيها الكاذب، وكُذّبَ فيها الصادق، وأتمن فيها الخائن، وخوّنُ فيها الأمين . وليس المعني أنا و أنت أو أنتِ بما لدينا من فقر في العلم والإطلاع ولكن طرح نريد به الخير لنا ولعامة الناس..!!
فهل تعتقدون أن هذا الفهم صحيح ..؟
فإن كان خطأ فالله أسأل لي ولكم من العلم أنفعه ، و من العمل أصلحه .

دمتم بخير وعافية