[لسـ المواطن ـان]

لكل إنسان فلسفته بهذه الحياة , ولكل مجال في حياتنا فنّه .. أجاده من أجاد ويخفق فيه كثير.. ولهذا وجد التميّز ، والفارق.. ففي جميع نواحي هذه الحياة أجد أبحر من الفنون .. !
حتى الغيبة والنميمة لها فلسفتها عند أهلها وأيضاً لها فنون .. !! فأسأل الله لي ولكم السلامة منها ومن أهلها .
فمن هذه الفنون أن يبدأ أحد المغتابين كلامه أمامك باالمديح ، والثناء على الشخص المراد اغتيابه أو الضحية إن صح التعبير ..!

فيبدأ بذكر العلامات الواضحة بهذا الشخص ويمتدحها موهماً السامعين أنه يثني ويمتدح أو ناقداً يأتي بالشر والخير معاً ..!! فالبداية ظاهرها المديح حتى تأتي تلك الكلمة التي هي عبارة عن (( تحويلة أو منعطف خطر )) ..!!

(( لكن ))

ولكن حرف ناسخ وأداة إستدراك في اللغة .. استطاع بعض المتمرسين الذين تفننوا بهذه الكبيرة من كبائر الذنوب .. أن يجعلوا من لكن منطلقاً لبوابة تبدأ من خلالها الطعنات ..!!
فهذا تراه أمام رئيس في العمل أو بين الزملاء .. أو نراه في بعض المجالس .. ونسمع هذه الكلمة دائماً ما تأتي على لسان المُغْتاب بعد مديح بسيط ثم تأتي الآثام من كل جانب ..!!
فيكون فلان ذاك الغافل في بداية الكلام " طيب القلب مهذب ويصلي " . ولكن راعي سفر أو متعاطي .. !! أو أي شي يراه هذا المغتاب أو الباهت عن الناس خفي .. !! أما المدح فكان بكل ما يراه الناس وظاهراً إليهم ..!!
فلربما لاحظ أحدكم هذا الفن في الغيبة .. أو أن لكن سمعت في أحد المسامع .. وبهذا الشكل أو المجال أتت .. !!
فل نحذر أحبتي / أخواتي من هؤلاء الذين يدسون سموهم بيننا خلف هذه الكلمة أو غيرها .. فنسيء الظن بالغير .. أو ربما تناقل البعض منا قولهم ، وهذا الكلام منهم.. ولكن دون مديح أو استدارك تحت مظلة (( يقولون )) فيكون ذاك قد تفنن بالغيبة وعلى ناقلها يكون ذنب الكذب والبهتان .
حماني الله وإياكم من هذا الداء وأهله .. وكفانا بما يشاء شرهم .
بحفظ الله أترككم .