[بندر 1430]

بالرغم من ضعف الإتصال لديّ و الذي حرمني من التواصل الدائم مع هذا المنتدى و غيره لعدة أيام مضت إلا أني قررت الكتابة عن موقف أرهقني التفكير به ..

هناك من الناس من لا تعجبهم الحياة بدون إظهار السخرية على غيرهم و الإستهزاء بتصرفاتهم حتى وإن كانت تلك التصرفات طبيعية و لا عيب فيها ..

كنت أظن في السابق و حتى عهد قريب بأنها صفة ملازمة لمرضى النفوس لكني و مع الأسف إكتشفت بأنها تحولت إلى وسيلة سهلة للتسلية و تفريغ الشحنات لإيذاء مشاعر الناس حتى بالنسبة للأصحاء ..

و حتى لا تظلّ كلماتي غير واضحة المعنى و مفهومه فإني سأخبركم عن موقف حصل بيني وبين أحد الأصدقاء قبل أيام قليلة مضت ..

كنّا في رحلة بريّة قصيرة .. بين بريدة و حائل .. قررنا أكل وجبة الغداء بعد صلاة الظهر مباشرة حتى يكون لدينا متسع من الوقت للتنزه بعيداً عن مكان التخييم .. كانت الوجبة عبارة عن كبسة لحم (تيس) لذيذة لكنها كانت مليئة بالدهن الذي كان مصدره في الغالب الذبيحة نفسها ..

ولأن هناك من الناس من لديه طقوس خاصة في البرّ فإنه لا يريد لأحد أن يخالفها أو يسيء إليها بشيء من التصرفات غير المقبولة على الأقل بالنسبة إليه .. أحد الحضور كان ينصحنا بإستخدام التراب كوسيلة للقضاء على الدهن من اليدين بعد أن ننتهي من غدائنا .. لكني و بعض أصدقائي رفضنا فكرته و أخبرناه بأننا نفضّل إستخدام الصابون ..

تُرى .. كيف كانت ردة فعل ذلك الذي كان ينصحنا بإستخدام التراب؟

تصوروا .. بدأ يطلق ضحكات الإستهزاء و السخرية و يتلفظ علينا بأننا .....!

حاولنا تهدئة أنفسنا بأنفسنا و تقبلنا كلماته بصدور رحبة .. إلا أنه إستمر في تحقيره لنا حتى أضطررنا للإنفصال عنه أثناء التنزه و بعض من كانوا معنا قرروا العودة لبريدة بسببه ..!

هذا الموقف وكما أنه أثر في نفسي كثيراً أيضاً شدّ ذاكرتي إلى الوراء حيث تعرضت لأقسى من تلك الهجمات من قبل بعض أشخاص غسلت تمراً أمامهم قبل أن أبدأ بأكله ولم يترددوا في الضحك و الإستهزاء ..!

بالله عليكم .. أليس ذلك الموقف و غيره من المواقف المشابهة سبباً في دعوة بعض الذين فرغت قلوبهم إلا من تحقير الناس في تعديل نظرتهم لهم و إرغامهم على التعايش مع من حولهم بكل إحترام؟!