[قاهر الروس]

وَثَائِقْ وِيْكلِيْكس وَخَونَة إِعْلامِنَا السُّعودي ؟!

قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى : [ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ ]
لَو لَمْ يَنْقَطِعْ الوَحْيٌّ بِانْقِطَاعِ النُّبوَّةِ ، لأَصَابَ مُنَافِقُو إِعلاْمِنَا مَا أَصَابَ مُنَافِقُو المَدينَةِ كَمَا وَصَفَهُ اللهُ تَعَالى فِيْ كِتَابِهِ ..!

***

وَثَائِقُ ويْكِلِكس تِلْكَ التَّي غَمَرَتْ العَالَمَ بِسَكَتَاتٍ قَلْبيَّةٍ حَدَّ الإمَاتَة ، وَ التي كَشَفَتْ النِّقَابَ عَنْ وُجوهـٍ عَارِيَةٍ بِالقُبْحِ مَمْسُوخَة تَضْحَكُ أَمَام إِعْلامِهَا ، وَ تَبْكي بَيْنَ جُدْرَانِ مَكَاتِبِهَا ، ذَلِكَ الحَالُ الذي صَفَعَ الوُجوهـَ بِحِذَاءٍ مُمَزَّقْ ، كَأنَّهُ يَقُولُ للعَالَمِ لَمْ وَلَنْ يَكُونُ هُنَاكَ ثِقَةٌ بَعْدَ اليَوْم ..!

بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ حَقيقَةِ هَذهـِ الوَثَائِقِ مِنْ عَدَمِهَا ، وَمَنْ المَسْتَفيدُ مِنْهَا وَالمُدَبِّرُ لَهَا ، لَكِن مَا يَهِمُّنَا مِنْهُ هُوَ حَالُهَا ..!

سِيَاسِيًّا .. أَظْهَرَتْ لَنَا هَذهـِ الوَثَائِقُ أَنَّ العَالَمَ أَجْمَعُ عَنْ بَكْرَةِ أَبيهِ كُلُّهُ يَتَبَاكَى تَحْتَ أَسْتَارِ البَيْتِ الأبْيَضْ وَبَيْنَ حِجرِ البِنْتَاغُون وَ أَمَامَ مَقَام سَيِّدَتُهم كلينتون ..!

عَقليًّا .. حَكَتْ هَذهـِ الوَثَائِقُ الوَضْع المُزري لِغَالبيَّةِ الدُّول – وَخَاصَّة – الدَّول المُسْتَضْعَفَة وَالتي كَأنَّهَا بِحَاجَةٍ لِطَبيبٍ نَفْسَاني وَنِسخَة طِبقَ الأصْلِ لِمُجَمَّع " شِهَار " ..!

شَرعيًّا .. وَبِمَا أَنِّي لَسْتُ بِرَجُلِ دِينٍ وَعَالِمٌ بِأُصُولِ الشَّريَعَة ، لَكِنِّي لا أَظُنُّ أَنَّ شَرْعًا طَاهِرًا نَزيهًا يَرْضَى وَيَقْبَلُ بِشَيءٍ يُدْعَى الخِيَانة ..!

كَمَا تَعَلَّمُتُ مِنْ السَّيَاسَةِ بِأنَّهَا لِعْبَةٌ قَذِرَة يُبَاعُ في الشَّرَفُ مِنْ أَجْلِ المَالْ ، وَتُنْحَرُ فيهَا الأخْلاقُ مِنْ الأَجْلِ الخِيَانَة ، وَ تُدَنَّسُ طَهَارَةُ الأدْيَانِ مِنْ أَجْلِ تَشْريعَاتٍ بَشَريَّة ، فَشُكرًا لِويكليكس الذَّي أَرَاني وَاقعيًّا مَا تَعَلّمت ..!

صُلْبُ المَوْضُوعِ وَلُبّه :

مَا أَنْ بَدأتِ الوَثَائِقُ تَنْهَالْ ، حَتَّى وَكَأنِّي بِتِمْثَالِ إِعلامِنَا السُّعودي المُحْتَلُ – فَكَّ اللهُ أَسْرَهـُ – قَدْ أُصيبَ بِحَالَةِ إِغْمَاءٍ وَخَذْرَفَةٍ وَرُعْبٍ خَوْفَ أَنْ يُكْشَفَ سِتَارُ وَجْهِهِ – إِنْ بَقيَ لَهُ مِنْ وَجْهِ – فَكُلُّه عُوْرَة ، وَتَذَكَّرْتُ حَالَ المُنَأفِقينَ الذينَ أَخْبَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالى أَنَّهُم بِحَالَةِ رهْبَةٍ وَوَجَعٍ مِنْ أَنْ تُنَزَّلَ آَيَةً تَكْشِفُ عَمَّا في قُلوبِهِم ..!

إِعلامُنَا لا أَحَدَ يَجْهَلُ لِمَنْ يَتبَعْ وَمَنْ هُو الذي يُوجِّهُهُ وَمِنْ أَيْنَ يَأخُذُ تَعَاليمَهُ ، وَ لأنَّهُ قابِعٌ تَحْتَ وَطْأَةِ إحتلالِ الخَونَةِ مِنْ أَبْنَاءِ هَذهِـ البِلادِ – حَمَاهَا الله – مِمَّنْ بَاعوا دِيَارَهُم وَدينَهُم مِنْ أَجْلِ أَفْكَارِ أُمِّهِم وَقِبْلَةِ مَنْهَجِهم " البيت الأَبْيَضْ " ، هَاهوَ وَيكليكسْ يُوجِعُهم فِي أَوَجِّ نَشْوَتِهِم تَحْتَ عِنْوَان " الدراما الأميركية تغير المجتمع السعودي " كَمَا عَرَضَهُ مَوْقِع الجَزيرَة نِتْ بِمَوْضُوعٍ طَويل .

وَمِمَّا جَاءَ في بِدَايَةِ الوَثيقَةِ التِّي كَانَتْ مِن السَّفَارَة الأمْريكيَّة في المَملَكة : " وتسرد برقية صنفت تحت خانة "سري" وأرخت في 11 مايو/أيار 2009 مجريات لقاءات بين دبلوماسيين ومسؤولين إعلاميين في السفارة الأميركية من جهة، ومسؤولي تحرير ومديري قنوات تلفزيونية من جهة أخرى، لمناقشة التوجهات الأيدولوجية وإجراءات وزارة الداخلية السعودية ضد الصحفيين الذين لا يلتزمون بالتوجهات الجديدة التي اعتمدها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

وتحدث في اللقاءات أشخاص -حذفت أسماؤهم وبقيت صفاتهم- عن أهمية الدور الذي تلعبه البرامج والمسلسلات الأميركية المدبلجة التي تبث على قنوات "أم بي سي" في تغيير توجهات وثقافة المجتمع السعودي، بطريقة عجزت عنها الدعاية المباشرة التي تنتهجها قناة الحرة وماكينات الدعاية الأميركية.

وبحسب أحد المتحدثين السعوديين، فإن البرامج الأميركية التي تبث على قنوات "أم بي سي" هي الأكثر شعبية بين السعوديين، وفي نظرة على الدورة البرامجية لشهر ديسمبر/كانون الأول تتبين المساحة التي تحتلها هذه البرامج على مدار اليوم.

وأشار إلى مدى تأثير مسلسلات مثل "ربات بيوت يائسات" (Desperate Housewives) وبرنامج ديفد ليترمان وأصدقاء (Friends) التي تبث -مع ترجمة عربية أسفل الشاشة- على الشعب السعودي، فلم تعد ترى في أنحاء المملكة بدوا ولكن أطفالا باللباس الغربي. "


وَهُنَا يظْهَرُ جَليًّا مَا قَالَهُ سُمو وَزِيرُ الدَّاخليَّةِ -حَفِظَهُ اللهُ- قَبْلَ وِيكليكس بِأنَّ أُنَاسٌ لَهُمْ اتِّصَالاتٌ بِجِهَاتٍ أَجْنَبيَّة ، وَمَعَ هَذا فَمَا زَالَ الإعْلامُ وَرُؤوسَهُ يَضَعُونَ الشِّبَاكَ وَيْحِفِرُون الحُفَر لإسْقَاطِ مُجْتَمَع المَملَكة العَربيَّة السُّعوديَّة ، والذي سَلِمَ مِنْ عَادَاتِ وَتأثيرِ الإستِعمَار المَيدَانيُّ لَهَا ، لَكِنَّهُ بَقيَ مُسْتَعْمَرًا فِي مَيْدَانِهِ مِنْ قِبَلِ جِهَاتٌ أُخْرَى .

وِيكليكس لَمْ يَصْدُمنَا بِهَذهِـ التَّقَارير ، وَلِكنَّ أُنَاسٌ لا يُصَدِّقُونَ أَبَداً الشَّيءَ حَتَّى وِإِنْ كَانَ أَمَامَ أَعْيُنِهِم إِلاَّ أَنْ تَقُولُ بِهِ جِهَةٌ غَرْبيَّة .

يَسْتَطْرِدُ وِيكليكسُ بِوَثيقَتِهِ يَقُولُ فيهَا :
" وقد سجلت البرامج الأميركية -في قنوات "أم بي سي" و"روتانا"- تفوقا في اجتذاب المواطن السعودي العادي لم تستطع تحقيقه قناة الحرة وكل وسائل الدعاية الأميركية.

وأكد أن هذا التأثير جارف بحيث يتمنى كل فرد الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، وقد بهروا بالثقافة الأميركية بطريقة لم تحدث من قبل بالمطلق.

وبسبب تأثير هذه البرامج القوي فإن هناك اعتقادا سائدا بأن الحكومة الأميركية وراءها، ويعتقد البعض أنه لا بد من أن تكون هناك أيدولوجيا وراء هذه البرامج بسبب علاقة الأمير الوليد بن طلال بنيوز كورب التابعة لروبرت مردوخ وشقيقتها قناة فوكس. "


هُنَا يَبْدأُ الخَبَثُ وِمِنْهُ يَنْتَشِر ، وَقَدْ صَدَقَ مَنْ حَذَّرَ المَشَائِخَ مِنْ جَعْلِهِم وَسيلَةً لِجَذْبِ المُشَاهِدينَ لِهَذهِـ القنَوَاتِ المُنْحَلَّة وَهُم – المَسَاكِينُ – يَتَذَرَّعُونَ بِأنَّهَا وَسيلَةٌ دِعَائيَّة ، فَالغَالِبُ مِمَّنْ أَحْنَى ظَهْرَهـُ وَادَّعَى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُتَابِعٌ لِبَرَامِجَ دِينيَّة ، وَ بِالأخِيرِ تُغْريِهِ مَشَاهِدُ السُّورِ والحَيَاةِ الغَربيَّةُ المُزَيَّفَة ، وَهُم مَنْ أَدْخَلوا قَنَاةً فَاسِدَةً بِسَبب بَرَامِجَ دِينيَّة لا تُمَثِّلُ فيهَا سِوَى وَاحِدٌ بِالماِئَة ، وَتَرَكوا بَرَامِجَ دِينيَّة رُبَّمَا يُمَثِّلُ الأخْطَاءُ فيهَا صِفر بِالمِائَة ...!
إِلى هُنَا سَأضَعُ مُقْتَطَفَاتٍ مِمَّا جَاءَ فِي الوَثيقَة :
" ووصفت البرقية المتحدث السعودي بأنه يمثل اتجاها يقوى في الصحافة السعودية، ويتولى مهام تحريرية، وهو الجيل المساند للولايات المتحدة من الذين أكملوا تعليمهم فيها، وحصلوا على درجات جامعية في الصحافة "

" كما تطرق اللقاء إلى أسلوب الدعوة الجديد الذي تنتهجه قناة "أي آر تي"، إذ يتولى في أحد برامجها مسؤولية الإرشاد الديني شاب سعودي حليق في ثياب أوروبية، يتحدث بهدوء ويقدم نصائحه بطريقة ودودة "

رُبَّمَا عُرِفَ مَنْ هُو وَقَضيَّة النِّسْبَةِ التي وَضَعَهَا لِفَتَيَاتِ المُسلمينَ اللاتي لَهُن عِلاقَة غَيْرَ شَرعيَّة .

" وأشار المتحدث السعودي إلى أن التحرك نحو الاعتدال والتقارب الخارجي يلقى مقاومة من المحافظين، فهم يسمون صحيفة الوطن -التي يمتلكها الأمير خالد الفيصل- الوثن، ويطلقون على جريدة الشرق الأوسط "خضراء الدمن" نسبة للونها.

واتفق المتحدثون على أنه على الرغم من أن "العناصر المتطرفة" أبعدت على نحو كبير من وسائل الإعلام والتلفاز وقلصت قوتها ونفوذها، فإنها لا تزال تشكل قوة في السعودية. "

وَفي خِتَامِهَا قَالَت الوَثيقَة :
" يشار إلى أن البرقية تطرقت لأكثر من لقاء جمع دبلوماسيين أميركيين في السفارة الأميركية بالرياض والقنصلية الأميركية في جدة مع إعلاميين سعوديين في أوقات وأماكن عديدة. "

***

أَنْصَحُ بِقِرَاءَة مَا كَتَبَهُ أَخِينَا الفَاضِل إِبْرَاهِيمَ السَّكرَانْ حَفظهُ الله تَحْتَ عِنْوَان : " عمالة التغريبين السعوديين " وَرَبطِهِ بِالخَبَر لِهَذهِـ اليَوْم الذي جَاءَ بِعْنوَانْ :

" ندوة (خاصة) تقيمها القنصلية الأمريكية الأربعاء لتثقيف رجال وسيدات المجتمع في جدة "

كُلَّنَا أَمَلٌ بِاللهِ ثُمَّ بِعُلمَائِنَا وَوُلاةِ أَمْرِنَا .. أُمورٌ للهَاويَةِ تَقُودُنَا

أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ