|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2005
البلد: جزيرة العرب
المشاركات: 272
|
الاستفتاء المصيري
بسم الله خالق الخلق من عدم وأصلي وأسلم على أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.
من الأمور العجيبة في عالم السياسة هي الازدواجية في المعايير، فما كان حلالاً في الأمس أصبح حراماً في اليوم، وما كان ممنوعاً في الماضي أصبح مقبولاً في الحاضر، عالم مليء بالمتناقضات والعجائب والغرائب، هذه المتناقضات قد نقبل بها باعتبار أن الزمان والمكان قد تغير. لكن أن يصل هذا التناقض وهذه الازدواجية إلى أن تكون في وقت واحد ولحظة واحدة فهذا هو المضحك في الأمر، ومن هذه الأمور ما يحصل حالياً في جنوب السودان والاستفتاء المصيري المرتقب لانفصال دولة الجنوب، بغض النظر عن حيثيات المسألة وأصولها التاريخية والعرقية والدينية، إلا أن ما يجعلك تستغرب هنا هو حرص ما تسمى بالأمم المتحدة على قيام هذا الاستفتاء لكي يقوم الجنوب بتحديد مصيره، خصوصاً أن اتفاقية عام 2005م التي تمت بين الشماليين والجنوبيين لم يحصل بخصوصها شيء كما يقول الجنوبيون. المسألة ليست استفتاء وحسب بل هي أبعد من ذلك بكثير، فنظرية المؤامرة في هذا الأمر قد ظهرت على السطح، والأمر بكل بساطة هو تمزيق وحدة أمة وتقطيع دولة قائمة، فالجنوب يطالب بالانفصال ودارفور تقبع في مستنقع المشاكل والقتال الداخلي، وقد يأتيها الدور لتحديد المصير باستفتاء كما حصل مع الجنوب. الغريب في هذا الأمر كله أن هناك دولة أخرى قائمة وقد احتلت من دولتين وقد طالبت هذه الدولة باستفتاء لتحديد مصيرها إلا أن أحد الدولتين رفضت ذلك؟ تقولون كيف؟ أقولها لكم بكل بساطة إنها كشمير، هذه الدولة المسلمة التي احتلت من قبل الباكستانيين والهنود، هذه الدولة التي طالما حاربت من أجل استقلالها واستقلال قراراتها وشؤونها إلا أن أحد لم يعطها حقها، رفعت هذه الدولة الممزقة لمجلس الأمن تطلب فيه باستفتاء لتحديد مصيرها، إلا أن الهند رفضت ذلك ومنعته وحارب من أجل منعه. مع علمي المسبق بأن مجلس الأمن لن يحرك ساكناً خصوصاً أن كشمير دولة مسلمة ولن تسعى الدول الكافرة لمناصرتها، على عكس جنوب السودان فيحكمها النصارى. تقول الروايات التاريخية بأن بريطانيا حينما اقترحت على اليهود إقامة دولة لهم عرضت عليهم من ضمن ما عرضته منطقة جنوب السودان ومنطقة فلسطين وغيرها من المناطق، إلا أن اليهود فضلوا الاستقرار في فلسطين واحتلالها، وهو ما حصل بالفعل. هذه هي الحياة القوي يحكم الضعيف، ومن يقاتل سينتصر في النهاية.
__________________
"إن بوادر النصر قد لاحت في الأفق وإن دين الله منصور رضي من رضي وسخط من سخط". فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|