[ابن عبدالوهاب]

من الغريب اننا اصبحنا نتعجب اليوم ممن ينام الليل بل ننظر اليه على انه ذو مثالية يمكن ان يكون مضرب مثل وقدوة واننا بالإمكان ان نتجاوز عقدة السهر وبهذا نثبت انه لا صحة لمن يقول اصبحنا لا نقدر على النوم الا متأخريين ,هذه هي النظرة التي ننظر بها الى هؤلاء.
ثم يزداد إعجابنا حين نراهم قد أدركوا صلاة الفجردون ان يكملوا منها شيء.
وبعملهم هذا برهان لكل من يتوانا عن صلاة الفجر بحجت العجز ان اكبر معين بعد الله هو النوم المبكرمن الليل .
نعم انها نظرة في مكانها ولكن السؤال هل يستحق هؤلاء المدح على صنيعهم هذا ؟
في حين ان أقوم منا يقضون الليل قياما سجدا لله ربهم يتقلبون بين ساجد لله وراكع . اكبر أعدائهم نوم الليل الا قليلا وكأنك تنظر اليهم في قوله تعالى (تتجافا جنوبهم عن المضاجع ) ياله من تصوير بليغ ( تتجافا) يقال جفا الشي عن الشي اذا لم يلزمه ونبا عنه اي ارتفع , قال ابن كثير " يعني بذلك تر ك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة .
كم هو جميل ان يترك العبد الذ ما يطلب من أجل محبوبه بحثا عن رضاه وكم هي ممدوحة لذلك العبد ان ينظر اليه محبوبه بعجب وهو يثأر من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عند ربه .......
وكم أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انه من أعظم مايدخل الجنة .
هكذا كونوا يقضون ليلهم وهذا الذي يستحق الغربة .