|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
20-01-2011, 08:41 PM | #1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
::: أسعد لحظاتي مع أتعس الناس :::
عفواً هو ليسَ أتعسَ الناس ، و لكننا نحن كلنا نراهـ أتعس الناس ، و أنا من هؤلاء كنت أراه كذلك ، إلا أنه أكثر الناس إشراقًا و سعادة ، لأن قلبه قلب حي .. حي بما أفاض الله عليه من الصبر و السلوان ، و حي بما عمره به من الرضى و الإيمان ، و حي بتجدد المعاني الروحية المتألقة الباعثة على الآمال و طي الآلام و عدها في صفحات النسيان .. لي صديق قد تناوبَتْ عليه نوائب الدهر ، فكلما استجمع قواهُ ناهضًا من فاجعة ، جاءته الأخرى و انقضت عليه و قصمت ظهره ، و لم تستقر به الدنيا على حال ، إلا أنه هو هو لم يتغير منذ أن عرفته في سن طفولتي ، و لم يذبل أبداً بل أصبح كالزهرة في بهائها و إسعاد الناظرين لها و إضفاء السرور و البهجة عليهم ، لقد كانت صحبتي له من أجل نعم الله علي ، حيث رأيتُ مصائب لم أكن أتخيل أن قلبه سيصمد أمامها لا سيما و أنه قد فقد عدداً من أفراد عائلته .. صحيح أنني لا أدري هل هو ضاحك في ظاهره باكٍ في خلوته و باطنه ، إلا أنني أرى أنه شجاع حينما يتجلد و يُظهر جبروته أمام أقرانه ، ليس جبروت الطغيان و القسوة ، و إنما جبروت يُستمد من قوة داخلية ، و إلا فإني لا أشك أنه يبكي كالطفل في أول الأمر ، بل قد سمعته هكذا .. و لكن سرعان ما كان يستجمع قواه و يزيل أثر هذا الشعور ، و يبدأ صفحة جديدة ، ترتبط بسابقتها ارتباطًا يحفز على المضي في هذه الحياة بتفاؤل و إصرار على تخطي كل عقبة .. كم سمعنا من الكلمات التي تحض على النجاح و التفاؤل و التجدد الروحي ، إلا أنني بصفة خاصة ، تعلمت من صاحبي هذا قدراً كبيراً يُغنيني عن كثير من الكلمات و الخُطب و المواعظ .. هذه هي الحياة ، تجري بنا في أفراحها و أتراحها ، و تتقلب بنا الأحوال ، إلا أن قلب المؤمن كالبوصلة ، يعرف اتجاهه إلى أين و إن تقلب به الحال في كل الاتجاهات ، هذا الزمن زمن انكسارات نفسية بسبب البعد عن دلائل الحياة الربانية ، و فراغ القلب من المحفزات الإيمانية ، و تعلقه بماديات لا بد و أن تنتهي ، و إذا انتهت شعر المرء بعدها بنهايته .. في هذا الزمن .. رأيتُ الرجال على قوتهم و صلابتهم و شدهم في الأغلب ينكسرون انكسار الهزيمة الذي يُخلدهم إلى الأرض ، و يكسوهم رداء الموت ، موت الروح و موت القلب ، و لكنني كذلك رأيتُ رجالاً لانت قلوبهم و رقت و انكسرت انكساراً طبيعيًا لا خلاص لها منه ، و لكن انكساراتها كبوة جواد سرعانَ ما تهبّ بعده عاديةً في مضمار الحياة لتنافس و تنجز و تفوز في النهاية .. أيها المحزونون ..
أيها المكلومون .. يامن جربتهم مرارة الإخفاق .. و لوعة الهزيمة .. و ألم الانكسار النفسي .. التفتوا إلى هناك .. حيث الطريق إلى الله .. و احذروا من ( ثقافة الطريق المسدود ) .. صديقي .. قد اشتقت إلى ابتسامتك .. رغم ما أعلمه في داخلك من ألم .. أخوكم / عبدالله
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) |
الإشارات المرجعية |
|
|