[شفق]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها سبيل المؤمنين حقيقة لست أدري لمَ نحن بعيدون عن الحكمة وبُعد النظر .. نعم خرج الظالم بن علي, لكن الظلم تضاعف وبلغ منتهاه !! فلم الفرح والتهليل !؟ هل هناك أظلم من القتل, من السلب والنهب وترويع الآمنين في دورهم !!؟ ألم نعتبر بسقوط حكم صدام القوي الظالم وما حدث بعده من فتنٍ سوداء قتلٍ وتشريدٍ وسلب ونهب وظلمٍ من الرافضة أشد من ظلم صدام مئات المرات !؟ ومن سيحكم بعد زين العابدين, أتراه أمير المؤمنين !؟ أم طامع آخر لا يرقب في مصالح الناس إلا ولا ذمة ؟! وهل سيكون من الشيوعيين أم من الليبراليين أم من الوطنيين أم ممن يقول أنه من الإسلاميين والإسلام منه بعيد !؟ سجلوا معي يا إخوان سلبيات هذه الفتنة منذ يومها الأول وحتى استقرار الحكم لمن سيتولاه .. ثم قارنوا هل الفتنة أرحم أم الصبر على ظلم بن علي .

يشعر القارئ أن كلامكم حنكته الحكمة والتجربة وآزرته آراء السابقين، ولكن عند التأمل يجد أنه في وادي والدنيا كلها في وادي آخر، والله إني أستغرب من هذه الذكاء البارد وبُعد النظر السحيق الغير مُجدي يجلس الإنسان على أريكته ويقول: يجب أن يكون، أو يجب أن لا يكون.

سبيل المؤمنين تحية تقدير لإهتمامك لما ينص عليه العلماء وارجو منك أن تتحمل رأيي

قلتَ:نعم خرج الظالم بن علي, لكن الظلم تضاعف وبلغ منتهاه !! فلم الفرح والتهليل !؟
فرقٌ يا أخي العزيز بين الظلم الذي يحصل جراء النظام الحاكم، وبين الفوضى التي تحدث لسبب عدم
وجود رئيس ومن هُنا قال الإمام علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- (لا بد للناس من إمام بر أو فاجر)
ولأن الناس لا يمكن أن يعيشوا ويأمنوا على أعراضهم وممتلكاتهم والحياة فوضى.
والفرح والتهليل ليس من أجل ما وصفته بأن الظلم قد تضاعف و إنما لسبب سقوط المستحل لكل ماحرم
مما يملكه الشعب.

ثم قلتَ:هل هناك أظلم من القتل, من السلب والنهب وترويع الآمنين في دورهم !!؟
ومن قال: بأن هذا ليس ظلماً، وأيضاً من قال: بأن الناس يعيشون بكامل حرياتهم وكفالةٍ لكافة حقوقهم
من جاء إليك من الزيتونه أو غيرها من مدن تونس وأخبرك بأن حياتهم فوق ما يتمنون وأنهم آمنون على أنفسهم وعلى كل ما يحذرون عليه، وإنما هُم يعانون من بعض الضغوط من جهة الدولة.

ثم قلت:ألم نعتبر بسقوط حكم صدام القوي الظالم وما حدث بعده من فتنٍ سوداء قتلٍ وتشريدٍ وسلب ونهب وظلمٍ من الرافضة أشد من ظلم صدام مئات المرات !؟
أظن أنه فرق بين سقوط دولة إسلامية بيد غُزاة ساعِدهم الأكبر في ذلك هم الرافضة لعنهم الله، وبين
سقوط الدولة بيد شعبها نتيجة لقهرهم والإستبداد بحقوقهم أيضاً ليس الإعتبار بعدما رأينا ما رأيناه في العراق أن نقول للحكام سمعنا وأطعنا حتى ولو أرادوا منا أن نكون خولاً وعبيداً، وحتى لو وضعوا فينا
ما نخشاه من عاقبة الإنقلاب عليهم.

ثُم قلت:ومن سيحكم بعد زين العابدين, أتراه أمير المؤمنين !؟ أم طامع آخر لا يرقب في مصالح الناس إلا ولا ذمة ؟! وهل سيكون من الشيوعيين أم من الليبراليين أم من الوطنيين أم ممن يقول أنه من الإسلاميين والإسلام منه بعيد !؟
(أم طامح آخر لا يرقب في مصالح الناس إلا ولاذمة) عفواً هذه جملة مُعترضة لو لم تذكرها في الموضوع حتى يسلم من التناقض، لكن بالنسبة لمن سيحكم؟ الذي قامت لأجله الثورة هو لأجل ظروريات الحياة وإحترام الإنسان لإنه إنسان، عفوا وهذا مكفول لهم شرعاً أما أن يكون وطنيا أو غيره المهم أن يأتي من يسوسهم كما يحبون (لأن هناك من قال لا تحتفوا بالتونسيين لأن ثورتهم ليست إسلامية وإنما دنيوية) تشعر بأنه مُرهق من هذا الإستنباط.

ثُم قلت:سجلوا معي يا إخوان سلبيات هذه الفتنة منذ يومها الأول وحتى استقرار الحكم لمن سيتولاه .. ثم قارنوا هل الفتنة أرحم أم الصبر على ظلم بن علي .
لله هذه الحكمة سوف نقوم بالتسجيل يا أخي.
بربك هل هذا منطق او توئده او ماذا، يعيش الإنسان ذليلاً منهوباً ويصبر على إنتهاك الدولة لما إتفقت
عليه كل الشرائع السماويه مخافة ماسَميتهُ فتنة.
ثُم سُقت نصوصاً وآثاراً وحملتها ما لا تحتمل ، وأنا لست مع الدعوة إلى إيجاد فتنةٍ هناك ولا هنا تأثُراً
بما يجري هناك، ولكني أسأل الله أن يبرم لأهلنا في تونس أمر رُشد يعزُ فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل
معصيته، ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.

كما أسئله سبحانه أن يثبتنا جميعاً على سبيل المؤمنين.