بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » أخـــبـــار بــريــــدة » محاضرة الشيخ صالح الونيان ( ثنائية القوة والأمانة ) الأحد 1/3 .. كتابية

أخـــبـــار بــريــــدة كل ما يهم مدينة بريدة

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-04-2005, 09:55 PM   #1
حملة د/ التويجري
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 53
محاضرة الشيخ صالح الونيان ( ثنائية القوة والأمانة ) الأحد 1/3 .. كتابية

بسم الله الرحمن الرحيم
ثنائية القوة والأمانة
المحاضرة التي ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد الونيان في مخيم الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز التويجري الانتخابي .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . .
أما بعد أيها الأخوة :
في القصص القرآني عبرة لأولي الأبصار ومنها دروس في سعادة الدنيا والآخرة :
أيها الأخوة :
ومن ذلك القصص القرآني قصة موسى مع شعيب عليهما السلام حين جاء ماء مدين ووجد ابنتين لشعيب قد منعتا من الورود بانتظار ذهاب الرعاء وفراغ المكان وما حدث من تطوع موسى عليه السلام بالسقيا لهما، وما كان من أمر شعيب حين بلغه ما قام به موسى حيث أرسل له يطلبه ليجزيه على ذلك وذكر الله لنا نصيحة ابنة شعيب لأبيها باستئجاره وعللت ذلك بقوة موسى وأمانته .
وذكر المفسرون أن شعيباً عليه السلام أثارت عنده حفيظة الغيرة من كلامها فقال وما علمك بقوته وأمانته فذكرت له أن موسى حمل حجراً من فوق فوهة البئر لا يحمله بالعدة إلا نفر من الناس ، وتلك قوته وأنه حين ذهبت فكلمته أطرق رأسه ولم ينظر إليها كما أنه أمر المرأة أن تمشي خلفه حتى لا تصيب الريح ثيابها فتصف ما لا يحل له رؤيته وتلك أمانته .
وقد صدق ظنها فهي ما رأت إلا نبياً من أولي العزم المؤتمنين على الوحي الأشداء الأقوياء، وقد قيل إن أفرس ثلاثة بنت شعيب وصاحب يوسف حين قال عسى أن ينفعنا وأبو بكر حين اختار عمر لإمارة المؤمنين.
أيها الأخوة :
قالت : ( إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) لقد أعجبت هذه الفتاة العفيفة بقوة الفتى وانبهرت بأمانته وما منعها بعد العودة لأبيها وإخباره بما رأت أن تقول يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، وأدركت بفطرتها أن من كان أميناً على العرض فهو لما سواه آمن.
أيها الأخوة :
إن القوة والأمانة وإن كانتا خير مؤهلين لتشغيل هذا الرجل في الرعي فهما في الوقت نفسه أفضل صفات الخاطب، وهذا ما تتمناه كل فتاة عفيفة مستورة في فتى أحلامها.
أيها الأخوة:
شباب الإسلام إن القوة والأمانة هي أكسير النجاح ومفتاح الاستخلاف فالقوة تعني مجموع القدرات والإمكانات المادية والمعنوية التي يتمتع بها الإنسان، والأمانة تعني حفظ ما أمر الله تعالى بحفظه ورعايته ما استرعاه الله إياه وكل بحسبه فالتكاليف الشرعية بمجملها أمانة اعتذرت عن حملها السماوات والأرض والجبال وحملها الإنسان بكل مجالاتها فالأمانة في القول والأمانة في الأموال والحقوق والشهادة والقضاء وكذلك في السمع والبصر وسائر الحواس.
أيها الأخوة:
لقد اجتمعت القوة والأمانة في يوسف عليه السلام بعد أن ظهرت قوته وأمانته فقال له عزيز مصر (إنك اليوم لدينا مكين أمين) فقال يوسف (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم).
أيها الأخوة:
إن يوسف عليه السلام حملته الأمانة على أن يعرض نفسه لتحمل المسؤولية في وقت الشدة فالأمة قادمة على سبع شداد سمتها الجوع ولما تقدم لم يقل إني نبي كريم، بل قال: (حفيظ عليم) فهذا قوام القوة في هذه المهمة.
لقد رأى يوسف عليه السلام أن تحمل المسؤولية في وقت الشدة من خصائص الرجال الذين يرون تحملها مغرماً لا مغنماً.
أيها الأخوة:
إن القوة والأمانة من صفات أكارم الخلق الأنبياء والمرسلين فكلهم قالوا: (إني لكم رسول أمين).
وكان لديهم من قوة الحجة وفصاحة البيان وقدرة الصبر والتحمل ما جعلهم يحوزون عناصر القوة في مقام التبليغ وجبريل عليه السلام سفير الوحي كان قوياً أميناً (ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين).
أيها الأخوة:
فعندما نبحث عن كفء لعمل من الأعمال في أعمالنا التجارية أو في المجالس البلدية فلا بد من القوة والأمانة ولنعلم أن الأمانة والقوة ليستا متلازمتين تماماً فقد تجد أميناً غير قوي أو قوي غير أمين وبينهما أصناف فأمين فيه بعض القوة وقوي أمانته ليست كما ينبغي وهناك من لا أمانة عنده ولا قوة وهذا الانفكاك في هذه الثنائية من مشكلات الأمة على تعاقب الأجيال إذ جرى التفاضل في كتب الفقه والسياسة الشرعية بين هذه الأصناف فمن يقدم من هؤلاء إذا تعذر وجود القوي الأمين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وتقتضي السياسة الشرعية المستمدة من السيرة النبوية استعمال الأصلح في الولايات وإن كان في الرعية من هو أفضل منه في العلم والإيمان.
إن مراعاة المصلحة العامة في هذا التفاضل تحتاج إلى قوة وأمانة أيضاً تعلوان على صلات القرابة والصداقة والمصالح الخاصة.
إن انعدام البحث عن ثنائية القوة والأمانة في واقع الناس جعلهم يفشلون في كثير من مشاريعهم الخاصة والعامة فلنحرص على تولية الأقوياء والأمناء فإنهم أبعد نظراً وأقوى تخطيطاً وعلى المؤسسات التعليمية والمهنية على اختلافها أن تقوم بدورها في تدعيم عناصر القوة في الأمة وبالمقابل فإن على المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية بكل أنشطتها أن ترفع من مكانة الأمانة والإحساس بالمسؤولية وهذه المؤسسات يجب أن تتكامل في أدوارها لا أن تتعارض وتتصارع، كما يجب على أولياء أمور الشباب الاهتمام بهذين العنصرين في تربية الناشئة.
أيها الأخوة:
إن الأمانة قيد القوة وضابطها ومرشدها، لنتصور مثلاً مملكة سليمان وهي من أعظم الممالك قوة وتسخيراً فقد عرض أحد جنودها أن يأتي بعرش بلقيس من آلاف الأميال ببرهة من الزمن (فقال أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين)، ثم قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ، لنتصور تلك القدرة والقوة التي سخرت لسليمان إذا لم يكن لها ضابط من دين أو قيم فما الذي بإمكانها أن تفعله، لقد قابل سليمان هذا التسخير العظيم بقوله (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه).
أيها الأخوة:
إن سليمان عليه السلام نبياً مسدداً نبياً مهلماً وملكاً مسدداً، والناظر في قصته مع الهدهد يلمح كثيراً من عناصر التفوق القيادي:
أولاً: تفقد الأتباع فمع أن سليمان حشر له جنوده من الجن والإنس والطير حتى ذكر بعض المفسرين أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة، ومع هذا لم يفته غياب الهدهد وتنبه له وهذا التفقد له أثر كبير، فلو أن كل أب تفقد أبنائه والمعلم تفقد تلميذه وإمام المسجد تفقد جماعته ومدير العمل تفقد من تحت يده وسأل كل منهم عن المتخلف لكان لذلك التفقد الأثر التربوي العميق ، وكان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتفقد أصحابه ويسأل عمن غاب منهم ولا يمكن وصف الأثر الذي يحصل في قلب الفرد حين يعلم أو يشعر أن المسؤول تفقده وسأل عنه وإن كان في السؤال متابعة على حد قول الشاعر:
لئن ساءني أن نلتني بمسألة سرني أني خطرت ببالك
ثانياً: الحزم والصرامة ويتجلى ذلك في موقف سليمان مع الهدهد، (لأعذبنه عذاباً شديداً، أو لأذبحنه).
ثالثاً: التثبت والتبين.
رابعاً: معرفة مواطن الضعف عند الخصم.
العمل المقبول في المعايير الإسلامية هو ما يتوفر فيه الإخلاص والصواب، والإخلاص ضرب من الأمانة، والصواب وهو هنا موافقة الشريعة ضرب من القوة هذا بصورة عامة، لكن في أحيان كثيرة يكون ما يطلب من أحدهما أكثر مما يطلب من الآخر، فالثواب يتعلق بالإخلاص أكثر من تعلقه بالصواب، فالمجتهد المؤهل ينال أجراً إذا استفرغ وسعه وإن كان اجتهاده خاطئاً، لكن لا ثواب البتة على عمل لا يراد به وجه الله تعالى، أما النجاح والوصول إلى الأهداف المرسومة في الدنيا فإنه مرتبط بالصواب أكثر من ارتباطه بالإخلاص، فكم من مؤسسة يديرها أكفاء ليس عندهم شيء من الأمانة، ثم حققت أهدافها المادية كاملة، وكم من مؤسسة أدارها أخيار غير مؤهلين فأعلنت إفلاسها.
وقد ذكر ابن خلدون أن للناس مذهبين في استخدام الأكفاء غير الثقات وتقديمهم على الثقاة غير الأكفاء، واختار هو استخدام غير الثقات إذا كانوا مؤهلين، لأن بالإمكان وضع بعض التدابير التي تحد من سرقاتهم أما إذا كان المستخدم لا يحسن شيئاً فماذا نعمل به؟ .
وقد ولى النبي صلى الله عليه وسلم أهل الكفاية الحربية مع أن في الصحابة من هم أتقى منهم وأورع، لأن القوة (البسالة وحسن التخطيط) تطلب في قيادة الجيش أكثر من الأمانة مع أنهم كانوا بكل المقاييس من الأمناء الأخيار، وطلب بعض الصحابة ممن عرفوا بالزهادة والورع والولاية على بعض أمور المسلمين فحجبها عنهم لضعفهم.
نحن في مراجعة أخطائنا نركز على جانب الأمانة ونهمل جانب القوة فإذا ما أخفقنا في عمل ما قلنا نحن بحاجة إلى تقوى وإخلاص، وإن اتباع الأهواء هو السبب في ذلك، ولا ريب أن الإخلاص مفتاح القبول والتوفيق وأن التقوى تستنزل الفرج، لكن ما هي المعايير التي تمكننا من قياس درجة التقوى ومقدار الإخلاص الموجود إذا ما أدرنا التحقق منه وكيف نستطيع التفريق بين عمل دفع إليه الهوى وآخر دفع إليه الاجتهاد؟!!.
كل ذلك مما يستحيل قياسه وبالتالي فإنه لا يمكن تحديده وما لا يمكن تحديده لا يصلح لأن يكون هدفاً.
وبإمكان الناس أن يقولوا: إلى ما شاء الله نحن أتباع هو دون أن تستطيع أن ترد على أحد منهم رداً شفهياً قطعياً!! على حين أن قياس القوة ممكن، وإدراك الخلل فيها يكون عادة ظاهراً يمكن وضع الإصبع عليه فحين يأتي خطيب ليتولى إدارة جيش، أو تخطيط لمعركة، وحين يتولى رسم سياسات العمل رجل لا يعرف الواقع، فلا يقرأ جريدة ولا يستمع إلى نشرة أخبار ولا يحسن قراءة أي شيء يحيط به، فإن الخلل لا يحتاج إذ ذاك إلى شرح حيث تتولى شرحه النتائج!.
وحين يتصدى للاجتهاد في أمور خطيرة أشخاص لا يملكون الحد الأدنى من المعلومات حولها، وتترتب على اجتهاداتهم فواجع أكبر من أي جريمة أكبر من أي جريمة ماذا تكون الحال؟!.
لقد آن الأوان لوضع الأمور في نصابها بتأهيل الشخص قبل إيجاد العمل الذي سيعمله بدلاً من أن يوجد المنصب ثم يبحث عمن يسد الفراغ ليس أكثر!.
د/ صالح بن محمد الونيان
__________________
[move=up]


خدمة الوطن شرف .. وخدمة المواطن عبادة
[/move]
حملة د/ التويجري غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)