يبقى مسألة تعليق الصور
فهل وضع الصور في الشوارع من التعليق هذا ما نص عليه الشيخ عبد العزيز بن باز في فتواه المعروفة والتي ذكرها الأخ صاحب العنوان الذي في الأعلى ، وأيضا سألت فضيلة الشيخ خالد المشيقح فأجاب بأنها من التعليق ومسألة الإزالة التي عدها للأسف بعض الإخوة في ردودهم أنها من التخلف ووصف أصحابها بصفات قبيحة والدخول في النوايا مع أن المسلم ليس له إلا الظاهر ولذلك من فقه النووي - رحمه الله - في رياض الصالحين بوب بابا وأسماه ( باب إجراء أحكام الناس على الظواهر) أجاب الشيخ بأنها تزال لحديث علي رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفا إلا سويته)
أما إن كان هناك أذى يلحق من يريد طمسها فلا يفعل لأنه في حكم من لا يستطيع الإنكار في اليد وينتقل لمراتب الإنكار الباقية .
وهنا أسوق كلاما جميلا لابن القيم رحمه الله حيث قال ( وقد غر إبليس أكثر الخلق بأن حسن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا ، والانقطاع وعطلوا هذه العبوديات – يعني عبودية نشر السنة على العلماء وإقامة الحق وتنفيذه على الحكام ، وأداء الحقوق المالية على الأغنياء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على القادرين عليه – يقول : فلم يُحدِّثوا قلوبهم بالقيام بها ، وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس دينا ، فإن الدين هو القيام لله بما أمر به ومن له خبرة بما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه هو وأصحابه ، رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم من أقل الناس دينا والله المستعان ، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ، ودينه يترك وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان ؟ شيطان أخرس ، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على للدين ؟ وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاه أو ماله لبذل وتبذل ، وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاث بحسب وسعه ، وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم ، قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية وهم لا يشعرون وهو موت القلب ، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل ) إعلام الموقعين 2/176-177
هكذا نريد أيها الإخوة أن تكون المسائل الشرعية مصحوبة بالدليل من الكتاب والسنة وكلام السلف عليهم رحمة الله ، لا أن تكون محل تخبطات واقتراحات وأراء تدخل فيها الحظوظ النفسية
عزيزي القارئ إن كان هناك من مداخلة في المسألة فأرجو أن تكون مدعمة بالدليل والنقولات الموثقة
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
|