|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
24-04-2005, 12:36 AM | #1 |
كاتب متميز
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 320
|
عمر / حاطب / ضعينة/ علي /
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة من أروع وأعجب القصص التي قرأتها شدتني أثناء قراءتي في تفسير ابن كثير لسورة الممتحنة ، فكانت هذه الوقفات الخمس التي اقتصرت فيها على ما يحتاجه العامة ، فركزت على الوقفات التربوية ، ولم أعرج كثير على المسائل الشرعية سواء عقدية أو فقهية فهاك رطباً حان لها القطاف كان سبب نزول صدر سورة الممتحنة قصة (حاطب بن أبي بلتعة)، وذلك أن حاطباً هذا كان رجلاً من المهاجرين وكان من أهل بدر أيضاً، وكان له بمكة أولاد ومال، ولم يكن من قريش أنفسهم، فلما عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على فتح مكّة لما نقض أهلها العهد، أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم، وقال: "اللهم عمِّ عليهم خبرَنا"، فعمد حاطب هذا فكتب كتاباً، وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة يعلمهم بما عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من غزوهم ليتخذ بذلك عندهم يداً. روى الإمام أحمد، عن علي رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها"، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجن الكتاب، أو لنلقينّ الثياب، قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب، فأتينا به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين، بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يا حاطب ما هذا؟" قال: لا تعجل عليّ، إني كنت امرأً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنه صدقكم"، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل اللّه اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". وفي رواية : ( قال عمر : الله ورسوله أعلم ، فبكى ونزلت:{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه). 1- حفظ النبي صلى الله عليه وسلم حقه يوم أن قال : ( إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل اللّه اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) لم أراد عمر رضي الله عنه قتله ، فللمدرس في المدرسة وإلى معلمي الحلق في محاضنهم التربوية وإلى الأمة تجاه علمائها ( رسالة تقول : الرفق الرفق ، احفظوا الحقوق ) فطالب متميز في مؤسسة تربوية على الصعيدين الأكاديمي والاجتماعي ، وزلَّ في موقف ، فما بالنا نعنفه من أجل أننا نحرص عليه ، والعالم الذي يزل ، ألا نحفظ له حقه ونقوم بنصحه ، فكثير هم الذين يرمون السباب ، ويكيلون الشتائم ، وليتهم أخسروا الميزان ! أما محمد صلى الله عليه وسلم فرجل مغاير جدا ، أي عجب يشدك ؟!! ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) . 2- في إحدى الروايات ( ورد أن حاطب أعطى المرأة 10 دراهم ) لتوصل الكتاب إلى المشركين في مكة وفي ذلك عظيم فائدة أنه ينبغي أن نعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا أن نؤجل أشهرا ، بل تسمع عن من لايعطي ريالا البتة ، فليتقوا الله في هؤلاء الضعفة ، ولو أحببت أن ترسل هذه الرسالة للمعلم حينما يعد الطالب بالمكافأة ثم يؤخرها حتى يصبح طعمها مرا وغير سائغ شرابها لجاز ذلك . 3- بعد النظر المأخوذ من فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما منع عمر من قتل حاطب ، فعمر رضي الله عنه أخذته الغيرة لهذا الدين ، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان واسع الأفق بعيد النظر مترو لايعرف العجلة ، فلو عرضت هذه الحادثة على أحدنا لرأيت عجبا عجابا في التعامل معها ، وقل مثل ذلك في الهدنة أو المعاهدات مع دول الكفر ، فحين تجد أن بعض علمائنا المتضلعين يرى ضعف حال المسلمين وضعف شوكتهم ويقول بالمعاهدة من أجل حفظ أمن المسلمين انطلاقا من الحماس للدين وحقن دماء المسلمين والنظر في المصالح والمفاسد ، تجد من يخرج حماسا للدين ويصمهم بالتزلف للسلطان والغش لهذا الدين والمداهنة لملل الكفر ، فأي الفريقين أحق أن يتبع ، فتأمل! 4- لم أجد استبداد عمر رضي الله عنه في رأيه كصنع بعض الناس من التعصب للآراء وخصوصا في مسائل شرعية ، ولا يحمل في جعبته أي دليل ، وإنما عواطف طغت على العقل ، فمباشرة رجع وقال ( الله ورسوله أعلم ) وأعلنها ( أمام عدد من الصحابة ) تجردا من الحظوظ الشخصية ، وبكى رضي الله عنه ، وهو القوي المهاب الذي يفر الشيطان من الفج الذي يسلكه ، بل والظروف تجعله يغتر برأيه ويصر عليه ، فهو الذي نزلت على رأيه آيات كالحجاب والاستئذان وأسارى بدر ، فتنبه لذلك . 5- التثبت في المسألة ( حينما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم حاطبا "يا حاطب ما هذا؟ ) مع أنه عاين الكتاب ، لكنه أراد التثبت خشية أن يكون ألفق تهمة ، فمن منا تعامل مع الأحداث التي تجري في الساحة والأخبار المتناقلة بمنهج اسمه ( فتبينوا) ( فتثبتوا) أن تصيبوا قوما بجهالة . وينبغي للإنسان إذا حصل له موقف كموقف حاطب رضي الله عنه أن يبادر بكلمة قبل أن يبادر بلكمة كأن يقول ( لا تعجل ) كقول حاطب رضي الله عنه ، أو يقول ( تريث) من أجل إخماد حرارة الموقف . هذه خمس وقفات وعندي الكثير الكثير حول القصة ولكني أخشى إملالكم ، فادع لكم قطف الجنى من هذه القصة تم المقال ولله الحمد والمنة أخوكم مؤمن آل فرعون Immune_10@hotmail.com
__________________
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله |
الإشارات المرجعية |
|
|