[لسـ المواطن ـان]

الأحبة ، والأخوات .. .
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته .. وبعد
لن أُذكّر ولا أظن أن أحداً قد نسي بهذه السرعة .. ما جرى ولا يزال يجري من أحداث هزت تونس الخضراء برمتها .. ! وكلنا يتذكر هذه الهزة حين ألقت بالرئيس التونسي رأساً على عقب .. !!
فأبدله الله ذل بعد اعتزاز .. وبدل الله حال الأمن بهذا الخوف ، والوجل .. ! واستبدل شعبه الذل بالرفعة والخوف أمن .
فسبحان الله مقلب الأحوال ..
وهذا جاء بعد وضوح الصورة لهذا الرئيس و ذاك .. ، و انجلاء الغمة عن أعين الشعوب المضطهدة ، والبائسة التي أهتزت الأرض بهم في تونس .. وأمتدت تموجاتها الى فرعون مصر الذي طغى وتجبر على أهل الكنانة ..!! فها قد حررهم الله من ظلمة وجبروت زمرته ..
فطالما قتلوا ونكل بالبؤساء من الناس .. لا بل حتى الأعزة من أهل مصر حولتهم عصابة الرئيس إلى أذلة وعبيد .. !!
ولا تزال هذه الموجة الثورية على الحكام مستمرة تتزايد وتمتد نحوى من أحس الطغيان في نفسه والجبروت .. ولم ينتهي ، ويعدل بمن استولاه الله عليهم واسترعاه .
فإلى اليوم وذاك التبجيل والتسبيح بحمد الرئيس لا يزال يتلى في إعلام البعض وفي نفس الوقت نراه يمارس التجويع على شعبه ..!! وتركهم يتسربون وتشردون عن أوطانهم ..!! تائهين بين الدول عالة على الشعوب ، والحكومات المكتفية ، والمنكفية على حالها .. ..!!
وليس النظام اليمني بمأمن من هذه الثورة أو عما أقوله ببعيد ..!
وهذا يتضح عندما نبحث عن المواطن اليمني بين جاليات العالم .. فهو المتشرد الأغلب بعد متشردي فلسطين .. - وعذراً لاستخدمي كلمة (( متشرد )) - ولكن هذا هو اللفظ الذي لا يريده بعض المستبدين .. ونحن نريد استخدامه عله يحرج كل طاغية هذا إن كان في نفوسهم مكان للحرج ..! لأن ما فعله حسنى من يمسك بالحطكم لهو أكبر دليلاً على أن الحياء والعزة بيعداً عنهم ..!!

فكان حافزاً لتأكيد أن الشعوب التي حكم عليها الرئيس بالتشرد والفقر .. والتيّه في الأرض .. لها الحق وكل الحق أن تبحث عن مصالحها ,, وأحلامها .. مدام هؤلاء الحكام والسلطة قد همشموا الشعب واسمتاتوا بالبحث عن مصالحم ومكاسبهم المالية للحاكم ولأنسابه وأنساب زمرته يتمتعون بقوت شعب شردته سياستهم ..!
وما جرى للمواطن في تونس ومصر واليمن أظنه أشنع طرق الإذلال والتنكيل .. ولا يزال يتكرر اليوم في اليمن اليوم .. وأستشف أن هذه الموجة الثورية سوف تقفز أو تنوي القفز إلى بلاد الشام ..!
فقد أعلنها المواطن اليائس حرباً عليه وعلى أعداءه ..
حيث أن المواطن التونسي حسب الحسبة فتأكد أنه خاسر إن أنتظر وصبر على ذاك الظيم .. فأعلن العصيان المدني بذكاء امتزج فيه طلب الحق .. مع التطور الذي اكتسبه من دول الجوار الأوربي .

فماكان للرئيس الطاغية إلا أن فر بلحمه .. وخوفاً على حياة يحبها وهو من أرخصها عند الشعب بدأ يشعل النيران في نفسه واحد تلو الآخر .

فلم يكن للشعب المصري إلا أن ركب هذه الموجة السلسة والمرهبة للدول أشد من إرهاب الدم .. لأن حرجها كبير جداً .. .
مما جعل في هذا الإحراج الخانق سلاح شعبي صنعته التجربة التونسية ، وتنجح وتكون واقعاً في مصر فرحل ثاني رئيس وهو كان واقع قد فرض نفسه على أرض مصر .. ولكن طار وبمدة أقصر .. !
وهذه الرحى تدور ..!
فالمفيد الذي يجب أن يعلمه كل متجبر .. أن هذه الثورات ليس إلا كشف لأ ستار كانت تخفي ضعف الطغاة بجهلهم وغبائهم .. أمام صمت الشعوب واعتصامهم .. !

لذا أقول وأتمنى من كل حاكم عاقل حريص على طلب محبة شعبه وخدمتهم .. ( أن يتدارك الوضع معهم ويطلب ودهم بالقيام على مصالحهم كما أمره الله .. ) .
لأن هذا الرئيس وذاك في تونس والقاهرة !! كنا نظن أنهم أشد تمكين في الأرض .. ولكن اتضح أن هذه العروش أوهن من بيت العنكبوت .. كيف لا ؟ أليست هي من أنبطح للأعداء عقود من السنين .,.؟!

فعلى من ظلم أن يسابق الزمن وأن يعيد حساباته .. وليس شرط أن يكون حاكماً أو ملك .. ولكن على الجميع أن يتقي الله فيما ولاه الله عليه ..
فلربما كان أصغر مسؤول سبباَ لشرارة أو ضياع حكم .
حمى الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل سوء أو مكروه .
وقيض ربي لوالينا البطانة الصالحة ، الناصحة . التي عينه على طاعة الله ولا تعين عليه ..!