|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-04-2005, 03:11 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2005
البلد: واحة النجوم
المشاركات: 3,304
|
آه لو صبرت على قتيلك يانهر ؟!
وقف أبو أحمد على أحد ضفاف نهر المدينة في شيءٍ من حب الانتقام وشيءٍ من العجز
وفي النهر كان الماء يجري في أنفة وكبرياء ويـهـدر في عنف .. قال أبو أحمد لأخيه خالد الذي كان يقف في الضفة الموازية له : ترى هل أستطيع أن أنـتـقـم من هــذا النهر؟ وبيأس رد عليه خالد « ربما ».. كان يزمجر ويرعد لماذا أبني فقط؟ لماذا يقتله دون ذنب؟ آه يانهر .. لو كنت بحراً لأرسلت موجة تضمك إلي.. آه يانهر .. لو كـنت ريحاً لأرسلتك رذاذاً يتطاير في الهواء ليقع على يابسة فتشربه وتكون نـهايتـك .. آه يانـهـر .. غير أن النهر لم يسكن من جـراء ذلكم التهديد ، بـل لا زال يجـري في عـنف يـجرف كل شيء أمامه يذكره بفعلته بالأمس .. وفـجاءة سكن النهر وظل يجري بهدوء وبطء فـصرخ في غضب لِمَ لمْ تهدء بالأمس كما الآن؟.. آه يانهر لو كنت .. وراح يتمنى .. آه يانهـر .. حاول أن يعيد شريط الذكريات لا يريد إلا حادثة الأمـس .. لقد كان أبني يسبح في النهر، وفجأه جرفه النهر دون استئذان مع حجارة كان قد جرفها قـبله ، شاهدته وهـو يقاوم ، قفزت إلى الماء لأساعده ولكن كان النهر شـديد الـجـريان فـأصبـحت أتـهـاوى وأرتجف كطير أبتل بماء بارد ، وأصبحـت أحـاول إنقــاذ نفـسي فضلاً عن أبني ثم تحاملت على نفسي حتى نجوت فإذا أبني قد سبقني لليابسة ، ولـكن بـعد أن وافـته المنية ومات غـرقاً فألقاه الماء على الشط .. كان أبني قبل أن يجرفه النهر يردد أبياتاً غـنائية حـفـظت منها قوله : أبعتذر عن كل شيء أبعتذر إلا الهوى فللهوى عندي عذر لعل أحمد يفكر في الهوى ، آه يانهر مات أبني وهو مـنـحرف وأنا السبب ، لـقـد كـنت لاأنصحه ولا أوجهه ولم أجلس معه أصارحه في مراهـقـتـه وكنت أنا السبب ليـس النـهر لما رأى خالد تعـابـيـر الـنـدم بـاديـة على وجــه أخيه خـاض النـهـر بحذر ، وجــاء إليه وربت بين كتـفـيـه وقـال صارخا في وجـهـه : لقـد قتـله النهر جسديا وقتلته أنت روحياً فليس الملوم النهر إنما أنت الملوم، صرخت من أعماق قلبي والكون يسمع :صدقت أخي أنا الملوم وسحقاً لرجل مثلي همه في زواجـه قـضاء وطره وليس تربـية ولـده وحـنانـه الصادق عليه ،، همس خالد في أذني وولى ولم يعقب : هذا ما جـنته يـداك فـأدرك بقية أبناءك .. قذفت بحجارة كانت في يدي نحو الماء في أسى وحزن وتمتمت شفتاي بعد أن رجعت أدراجي إلى بيتي .. آه يا نهر .. لو صبرت حتى يستقيم أبني ويرجع إليك بعد أن يردد قوله تعالى : الحمد لله الذي هدانا لهذا .. آه لو صبرت على قتيلك يا نهر ؟!!..
__________________
(يابني أركب معنا ) .. لم أعد أكتب بمعرف [ أبوفارس الخالدي ] وذلك لوجود من انتحل هذا الاسم في منتديات كثيرة وهو ليس لي مع فائق الود والتحية . آخر من قام بالتعديل أبوفارس الخالدي; بتاريخ 26-04-2005 الساعة 03:16 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|