|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
17-02-2011, 11:45 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الفرق بين الثلج والبَرَد ..
الفرق بين الثلج والبَرَد : جاء في الحديث الشريف في دعاء الاستفتاح : " اللهم اغسِلْ خطايايَ بالماء والثلج والبَرَد " رواه البخاري . بحثت عن الفرق بين الثلج والبرد , لأن العطف بينهما يقتضي المغايرة , فلم أجد في كتب اللغة كبير فائدة في الموضوع , وذكر بعض العلماء أن الثلج هو البرد وأن العطف بينهما من باب عطف المترادفات كما قال تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } (48) سورة المائدة . وقد استعنتُ ببعض الفضلاء ممن تخصَّصُوا في فقه اللغة فكان جوابه : ( أن الثلجَ أعمُّ من البَرَد , فكلُّ بَردٍ ثلج , وليس كُلُّ ثلجٍ بَرَد ) .وكأنه فتح عليّ باباً كان مستغلقاً ! قال أبو سليمان : وجه عموم الثلج وخصوصية البرد أن البَرَد لا يكون إلا من السماء , أما الثلج فيكون في الأرض , فالماء إذا تجمد في الأرض فإنه يسمى ثلجاً , ولا يسمى برداً . ويظهر لي أن الثلج أخف من البرد وزناً , وخاصة إذا كان الثلج نازلا من السماء , لأن البرد ينزل بسرعة وشدة بخلاف الثلج فهو ينزل كالقطن لخفته . والبرد أيضاً قليل لا يغطي الأرض , بل سرعان ما يذوب فيها , وأما الثلج فهو ينزل بشكل عام , ويكسي الأرض حلة بيضاء تطول مدة من الزمن . وأما الحديث الشريف فالعطف فيه جاء من عطف الخاص على العام كما قال تعالى : {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (68) سورة الرحمن , والفاكهة عام والرمان خاص , وقال تعالى : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} (7) سورة الأحزاب . ولعل تخصيص البرد في الحديث أن العرب لم تكن تعرف الثلوج في بيئتها , بخلاف البرد الذي ينزل أحياناً على ديار العرب . وكونهما جاءا في الحديث علامة للتطهير فقد قال العلماء في ذلك كلاماً نفيساً : 1. قال الخطابي : ذكر الثلج والبرد لأنهما لم تمسهما الأيدي , ولم يمتهنهما الاستعمال . 2. قال ابن دقيق العيد : عبر بالثلاثة ( الماء والثلج والبرد ) عن غاية المحو والتطهير , لأن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء . 3. قال الطيبي : يمكن أن يكون المطلوب من ذكر الثلج والبرد بعد الماء شمول أنواع الرحمة والمغفرة بعد العفو لإطفاء حرارة عذاب النار التي هي في غاية الحرارة , ومنه قولهم : برّدَ الله مضجِعَه , أبي رحمه ووقاه عذاب النار . 4. قال ابن حجر مؤيداً كلام الطيبي : " وكأنه جعل الخطايا بمنزلة جهنم لكونها مسببة عنها , فعبر عن أطفاء حرارتها بالغَسْل , وبالغَ فيه باستعمال المبردات ترقياً عن الماء إلى أبرد منه . [ انظر الأقوال السابقة في : فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني : 2 / 269 ]
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|