|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
حُكَّامٌ يَبيعُونَ كَرَامَة شُعوبِهِم ..!
![]() حُكَّامٌ يَبيعُونَ كَرَامَة شُعوبِهِم ..! يَقُولُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلا لهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةً تَأْمُرُهـُ بِالخَيْرِ وَتَحضّهُ عَلَيْهِ، وَبِطَانَةٍ تَأْمُرُهـُ بِالشَّر وَتَحضّهُ عَلَيْهِ، فَالمَعْصُومُ مَنْ عصم اللهَ تَعَالَى”، رَوَاهـُ البُخَارِيْ. وَقَالَ فِيْ حَدِيثٍ آَخَر: “مَا مِنْ وَالٍ إلا وَلَهُ بِطَانَتَانِ:" بِطَانَة تَأْمُرهـُ بِالمَعْرُوف وَتَنْهَاهـُ عَنْ المُنْكَر، وَبِطَانَة لا تَألُوهـُ خَبَالاً، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيْ، وَهِيَ من التي تغلب عليه منهما”، رَوَاهـُ النَّسَائِيْ. ضَيْمٌ غَرْغَرَ بِالأروَاحِ عَلى مَشَانِقِ الحَيَاة ، وَغلاء مَعيشَةٍ زَادَتْهَا بَلاءًا وَمُعَانَاةْ ، وَآلامُ شُعوبٍ تَكْتُبُ المَنيَّةَ عَلى جُدْرَانَ الصَّمْتِ والهَيْمَنَةِ والظُلِّمِ واللامُبَالاَةْ .! شُعوبٍ ذَنْبُهَا أَنَّ قُلوبَهَا طَيِّبَةٌ وَبِهَا لأوْطَانِهَا مَحَبَّةٌ وَعِشْقٌ وَوَفَاءْ ، وَ تَتَجَرَّعُ مَصَائِبَ حُكومَاتِهِم بِتَنَهدَّاةٍ مَعَهَا زَبَدُ البُكَاء ، وَ أَفْوَاهـٌ وُطِئَ عَليْهَا فَمَاتَ صَوْتٌ للضُّعَفَاء ..! زَفَرَاتُ شُعوبٍ أُنْزِلَ عَليْهَا البَلاءْ ، وَ شُقَّ لَيْلَ هُدوءِهَا حَتَّى مَاتَ الضَّميرُ وَنَزَلَ حُكَّامِهَا بِكُلِّ بُرودَةِ دَمٍّ وَاسْتِعْلاء ..! " الشَّعْبُ خَائِنٌ حِينمَا يَطْلُبُ حَقَّهُ ، وَشَريفٌ حِينمَا يُطْغى عَليْه " هَكَذَا فَهِمَ فَرَاعِنَةُ الدُّول العَربيَّة مِنْ مَعْنَى السِّيَاسَة ، وَتنَاسَوا مَا لِحَقِّ الرَّاعي للرَّعيَّة ، وَ كَيْفَ يَصُونُ الرَّاعِيَ كَرَامَةَ شَعْبِهِ ، وَ يَجْعَلَ نَصْبَ عَيْنيهِ أَرْوَاحٌ بَريئَة عَلى عَاتِقِهِ ..! كُنَّا نَعْتَقِدُ أَنَّ الفَرْعَنَةَ لَمْ تُوجَد سِوى بِدَوْلَةٍ بَدَا سَقْفُهَا هَشٌّ حِينمَا اهْتَزَّ عَرْشُهَا عَلى مَسَائِلِ التَّوريثِ وَ جَبَرُوتُ السُّلطَة – وَهَذا لَيْسَ بِمُعَارَضٍ إِنْ أَخَذَ كُلُّ شَعْبٍ حَقَّه – غَيْرَ أَنَّ الصّمْتَ وَلَّدَ فِي نُفوسِ الأحرَارِ انْفِجَارْ ، فَصَعَّدَ الشُّرَفَاءُ الأَمْرَ فِي تُونِسَ وَ أَلْحَقُوا الأضْرَارْ ، وَ رَمُوا حِجَارَ الصَّمْتِ لِيَصْرَخُوا بِأعلى صَوْتِهِم ، لَقَدْ كَفَانا اَنْتِظَار ..! شُعوبٌ عَرَبيَّة بَاعَة كَرَامَةَ أَرْضِهَا وَشَعْبِهَا وَحَتَّى دِينَها لِدُولٍ تَفْرِضُ عَليْهِمِ الذُّل وَ الانْكِسَار ، وَ شُعوبُهَا تَأكلُ الفَقْرَ فَقْرًا أَخْضَرًا وَيَنَامُونَ بِلا قِطعَة خُبْزٍ وَ لا إِفْطَارْ ، وَ شَبَابُهَا ضَاعَ بَيْنَ عَطَالَةٍ تَأْخُذُ أَصْحَابَهَا لِزِقَاقِ البُلْدَانِ وَطُرق الانْحِدَار ، وَ غَلاءُ مَعيشَةٍ وَفُحْشٍ وَعَلى فِرَاش الهَنَاءِ والطَّمَانينَة قَدْ نَامَ السِّيَاسيُّونَ والتُّجَار ..! إيهٍ يَا للعَارْ .. حُكَاَّمٌ بَاعُوا أَوْطَانَهُم بدِينَارْ وَ زَادُوا عَلى ذَلِكَ وَطَنٌ عَربيٌّ آَخَرٌ هَديَّة وَ " اسْتِفهَار " شُعوُبُ الفَرَاعِنَةُ العَربيَّة : فِرْعُونٌ مَاتَ وَفِرْعُونٌ آَخَرَ قَدْ حَضَر ، شَعْبُهُ يَمُوتُ جُوعٌ وَفَقْر ، بَاعَ ثَرْوَةَ بِلادَهـُ لِصَهَايَنَةٍ بِجَوَارِهـِ بِسِعْرٍ زَهيدٍ وَ حَفَرَ بِثَمَنِهَا لِشَعْبِهِ قُبورٌ وَحُفَرْ ..! آَخَرٌ فِيْ أَقْصَى المَغْربِ يَحْشُدُ جُنودَهـُ وَيُحَاصِر ، وَ يَغْتَالَ أَرْوَاح بَريئَة مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تَبْحَثُ لَهَا مِنْ مَآسي بِلادِهَا أَيُّ مَفَر ، وَ لتُزَحْزِحَ هَمَّا في جَوْفِهَا قَدْ أَوْجَعَ قَلْبَهَا وَبِهَا قَدْ غَدَر ..! يَا أَيُّهَا الحُكَّامُ خَافُوا اللهَ إِنَّ شُعوبَكُم لَيْسُوا دُمَى بِلا إِحْسَاسٍ وَلا ثَمَنْ ، وَ لولاهُم بَعْدَ اللهِ لَمَا بَنَوا لَكُم أَوْطَانٌ وَ قَصْرَ رِئَاسَتِكُم ازْدَهَر .! أَيُّهَا الحُكَّامُ مَا لِشُعوبَكُم بَدَأتْ تَحْتَضِرْ ، وَ لَمْ تَجِدْ لَهَا فِي قَوَامِيسَكُم أَيُّ كَرَامَةٍ وَقَدْر ؟! عَامُلوا شُعوبَكُم كَمُعَامَلِتُكم لأبْنَائِكُم لِيُعَامِلُوكم كَأبَائِهِم ، وَ كُونُوا رَحْمَةً عَلْيِهِم لا عَذَابًا يُذِيقُهم مِنْكُم المُرَّ والضَّرَرْ ، كَأنَّ مِنْ أَعْيُنِكُم تَطَايَرَ الشَّرر .! لَقَدْ انْتَفَضَتْ تُونِسُ تَبْحَثُ لَهَا عَنْ كَرَامَةْ ، وَ سُمِعَ صَدَى صَوْتِهَا الذيْ غَيَّبَهُ ضَمِيرُ السِّيَاسَة ، وَ هِيَ اليَوْمَ بَيْنَ خِيَارَيْنِ إِمَّا حَيَاةٌ عَزيزَة أَوْ مَوْت دِفَاعًا عَنْ كَرَامَةْ .! لِمَاذَا يَنْتَظِرُ الحُكَّامُ انْتِفَاظَةٌ ، وَ فَوْضَى تَهُزُّ أَرْكَانَ السُّلْطَة ، وَاخْتِلالُ مَوَازِينٍ رُبَّمَا تَجُرُّ العَالَمَ العَربيُّ الإسْلاميُّ إلى التَّهْلُكَة ..! لَمَاذا لا يَصُونُ الحُكَّامُ كَرَامَةَ شَعْبِهِمْ ، وَعِزَّةَ رِجَالِهِمْ وَعفَافَ نِسَائِهِمْ ، وَيَجِدُوا لَهُم هَنَاءَ مَعيشَتِهِم فِي اليَمَنْ بَكيْتُ حَتَّى بَعْثَرَةِ الدُّموعُ حُروفًا في دَاخِليْ ، رَئيسُهُ يَفْتَتِح القِمَّةُ الرِّيَاضَيَّةُ الخَليجيَّةُ عَلى حِسَابِ فَتَيَاتٍ بِيْنَ فَقْرٍ عَاجِزٍ وَ بَرَاءَةٍ بِلا حِيلَة ، وَ كَأنَّهُ يُقَدِّم للحُضُورِ وَجْبَةً دَسِمَةٍ ضَحَايَاهَا بَرَاءَةُ فَتَيَاتٍ ضَائِعَة ، وَضَميرٌ – أَشْبَهُ –بِالخَائِنٍ وَأنْفُسٌ مَريضَة ، يَا أَيُّهَا العَرَبُ أَضَاعَتْ عُقُولُكم بَيْنَ سَرَادِيبِ عَوْرَاتُكم ؟! أَتَعْتَقِدُونَ التَّحَضُّرَ بِـ المُتَاَجَرَةِ بِأعْرَاضِكُم ، وَ التَّقَدُّمَ يَأتيْ بِـ كَرَامَةِ شُعوبِكُم ، وَرِضَى الغَرْبِ عَنَّا بِـ إذْلالِ ضُعَفَائِكُم ..! وَحَاكِمٌ كَأنَّ حَيَاتَهُ ضَاقَتْ بِهِ ذَرْعًا وَلَمْ يَجِدْ لَهُ قَبُولاً بَيْنَ رُؤَسَاءِ الدُّولِ إلا أَنْ يُقَدِّمَ زَوْجَتَهُ أَوْلاً ، وَ بِكلِّ مَحْفَلٍ يَبْتَسِمُ مَعَهَا كَأنَّهُ حَقَّقَ انْتِصَارًا عَالميًّا وَ دَكَّ حُصُونَ الصّهَايَنةِ وَفَكَّ الحِصَارْ ، يَا لِخَيْبَةِ الأَمَلْ ، أَنْ يُصْبَحَ الرّجُلَ المُسْلِمُ يُتَاجِرُ بِعِرْضِهِ بَيْنَ المَحَافِلِ والأُمَمْ . هَمْسَةٌ لَكِ أَيَّتُهَا الشُّعوبْ ، لا تَدْفَعي ضَرَرُكِ بِضَررٍ أَكْبَرْ ، وَدَافِعْي عَنْ كَرَامَتِكِ بِمَا يَنْفَعْ ، وَ حَاذريْ أَنْ يَنْطَوي عَليْكِ مَا انْطَوى عَلى الدُّولِ الأُخْرَى بِأنْ يُحيوا الانْقِلابَاتِ العَسْكريَّة ، وَ يُهَيْمُونوا عَلى الشُّعوبِ كَقَطيعٍ رَخيصَة ، أَمَا سَمعتي مَنْ يَقُول " جَوِّع شَعْبَكَ يَتْبَعُك " هُم هَؤلاءِ الذينَ يُقَيِّمُونَ سِيَاسَاتُهُم بَعْيدًا عَنْ مُرَادِ اللهِ والشَّريعَةْ .! حِينمَا حَيَتِ الأمَّة العَربيَّةُ الإسْلاميَّة مِنْ مَوْتِ الاسْتِعمَارِ حَسَبْتُهَا قَدْ اسْتَعَادَتْ قُوَّتهَا ، غَيْرَ أنَّ مَا خَلَفَ الاسْتِعمَارَ هُو " اسْتِحمَار " وَللقُرَّاءِ الكَرَامَة . يَقُول النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ عَمَلاً؛ فَأَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرًا صَالِحًا إِنْ نَسِي ذَكَّرَهـُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ”، رَوَاهُ الإِمَامَ النَّسَائِيُّ فِيْ سُنَنِهِ. *** عَسَى اللهُ أَنْ يُدِيمَ عَلى بَلَدِنَا وَالبُلدَانِ المُسْلِمَةَ الأَمْنَ والأَمَانْ ، وَيَهْدي كُلَّ ضَالٍ طَريقًا وَحيْرَانْ
اللَّهُم أَصْلِحْ ولاةَ أُمورِنَا ، وَارْزُقهم البِطَانَة َالصَّالِحَةَ النَّاصِحَةْ ، وَ وَفِّقْهُم لِمَا فِيهِ خَيْرٌ للبِلادِ والعِبَادْ * إِنْ سَمَحْتُم لِيْ أَنْ أَضَعَ بَيْنَ أَيْدِكُم مَا سَبَقَ سُقوطِ نِظَامِ تونِسَ وَ مِصر أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
__________________
![]() إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|