|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
23-04-2002, 06:59 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: عشت حمام
المشاركات: 70
|
محاولة في تجديد اصول الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
محاولـة في تجـديد أصـول الفقـه مقدمة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد أعترف بداية أن هذا الموضوع شاق وشائك وحساس ، وقد غدا كذلك من المواضيع التصنيفية عند البعض ، بمعنى أن كل طرف يصنفك معه أو ضده حسب موقفك من هذا الموضوع ، وإذا دخلت مواضيع البحوث هذا النفق التصنيفي المظلم فقل على الحقيقة والموضوعية والمنهجية السلام ، إلا أنه وبرغم هذا العائق الكبير وعوائق أخرى تسانده فإن الباحث المنصف يدرك بسهولة أهمية وضرورة عمليات الاجتهاد والتجديد في كل شؤون الأمة العلمية والعملية . وإذا كانت مهمات التجديد في التاريخ قد قصرت على علماء الشريعة ، أو هكذا نقل لنا في الكتب التي اهتمت بذلك ، فإن المهمة اليوم ملقاة على عاتق جميع المهتمين برفعة الأمة وتقدمها ، علماء الشريعة وعلماء النفس والاجتماع والسياسة والفلك وغيرها ، ورجال الأعمال والسياسة وغيرهم ، وكل شرائح الأمة ، فالجميع مطالب بالمشاركة الفاعلة ، كل في مجال إبداعه وتخصصه ، سعياً إلى تظافر الجهود لتحقيق حلم اللحوق بركب الحضارة وصناعتها من جديد . وإذا كان التجديد مهماً جداً ، فإن أهم خطواته هي الفصل بين المقدس وغير المقدس ، في تراثنا الكبير ، والتفريق بين الوسائل والقوالب وبين المعاني والمضامين ، فلئن كان هناك مجموعة من القوالب كانت توصل الإسلام غضاً طرياً للناس في زمن من الأزمنة ، فإن هذه القوالب جهد بشري يشيخ ويبلى ويحتاج للنقد والتجديد وإعادة البناء . إن مناهج الفكر تشكل في تاريخ الأمم أحد أهم عوامل نهوض الحضارات وسقوطها ، وثبات هذه المناهج وتحنيطها عند فترة معينة ، يعني بالضرورة شيخوخة الحضارة وهرمها والحضارة التي تحمي نفسها من عوامل التجديد والنقد وإعادة البناء تحكم على نفسها بالموت الحضاري والتبعية المذلة . في حضارتنا الإسلامية يأتي في مقدمة مناهج التفكير ، ( الفكر الأصولي ) المبني على علم أصول الفقه ، الذي يمثل أحد أهم مناهج التفكير التي صاغت العقل المسلم ، واستمرت معه قرونا طويلة . لذلك فإن الجمود في هذا العلم يعني إصابة الأمة في مقتل ، وعرقلة حركة النهضة وتكريس التخلف والتبعية . بناء على ذلك ، وعلى أن العلوم البشرية كلها إنما هي وليدة للهيئة الاجتماعية والظروف الزمكانية التي تحكم صياغتها وترتيبها ووضع منهجياتها ، بناء على ذلك فإننا اليوم في ظل أضخم تغيرات تشهدها البشرية على كل المستويات العلمية والواقعية ، نجدنا أكثر حاجة إلى إعادة النظر في مناهج التفكير تلك والتي يقف على رأسها – كما تقدم - علم أصول الفقه . نعيد النظر في نتاج عقول بشرية جبارة توالت على هذا العلم عبر حقب زمانية متطاولة ، نعيد النظر لا انبهارا بما قدموه ، وهو يستحق الإشادة بلا شك ، ولكن إعادة النظر درسا وتحليلا ونقدا وتمحيصا بل وزيادة ونقصا ، وذلك ما يسميه البعض تجديد أصول الفقه . والمشكلة الكبرى التي تواجه الباحث هنا ، كما تقدم ، هي أن كثيرا من المخلصين أصبحوا ينظرون إلى كل محاولة في هذا الاتجاه في التفكير نظرة الشك والإرتياب ، بل إنهم أصبحوا لا يطيقون تقبل أية محاولة ترمي إلى تجديد فهم الوحي في ضوء الحركة العلمية الموارة على المستوى الفكري والسياسي والاجتماعي ، حتى لو كان ذلك بغرض إعادة قيومية الوحي على الواقع وقيادته بقبس منه !!. وهذه الفئة تعتقد أن أي تفكير في إعادة النظر فيما يسمونه العلوم المعيارية سواء في تجديد مباحثه وموضوعاته ، أوفي مراجعه بعض مسائلة المتأثرة بالظروف والأحوال ، ينظر عامتهم وكثير من خاصتهم للأسف ، إلى هذا التفكير على أنه تفكير في تجديد ومراجعة نفس نصوص الكتاب والسنة ، في خلط غريب بين نصوص الوحي المقدس ومناهج البحث البشرية المتأثرة ضرورة بالظروف والأحوال المتغيرة . وكان لتلك الصورة القاتمة من وضع الفكر في الأمة آثار كبيرة في سائر مناحي التفكير الإسلامي والتي تتجلى عوارضها في صور متعددة من همز بالتكفير والتفسيق والتبديع ، أو على الأقل اللمز بالتأثر بالغرب والخضوع له لكل من رام تجديد منهجية العقل المسلم ، ومحاولة العودة بتلك المنهجية لتصبح مطابقة للشرع ، ومواكبة ومخاطبة للعصر . لذلك كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أبدأ هنا بتحديد مجال البحث وهو أصول الفقه وكذلك تحديد المراد بتجديده . ثم أ تساءل هل مرّ هذا العلم بمراحل تجديد ودعوات لذلك أم لا ؟ وهل هو قابل للتجديد ؟ أم أن الأمر كما قيل ليس في الإمكان أبدع مما كان ؟ على حد قول الشاعر الجاهلي هل غادر الشعراء من متردم ؟ ، العلماء .. وهل هذا العلم مقدس أم بشري ؟ ثم لماذا الدعوة لتجديده ؟ وهل هي ترف أم ضرورة ؟ ثم نتحدث عن بعض المطالبين بالتجديد ، وبعض الطرق المطروحة للتجديد ، ثم نبحث في أسباب الخوف من هذه الدعوات عند بعض المخلصين ثم نذكر بعض الخصائص التي لابد منها في الدعوة التجديدية ثم نذكر بعون الله بعض آفاق التجديد . وبالله التوفيق .
__________________
[l]قاطع [/l] : 12 : 12 :S :S : 12 : 12 [gl]عزوز كسر البزبوز يا ويله من العجوز[/gl] |
الإشارات المرجعية |
|
|