هذا حالنا في الدراسة ... ولكنه أيضاً هو مثل !!

د/ بريدة · 27-02-2011, 04:26 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-

يبدأ العام الدراسي الجديد فينقسم الطلاب الى أقسام

القسم الأول مشمرون عن ساعد الجد فهم مثابرون مجتهدون يدرسون أولاً بأول دون كللٍ أو ملل

القسم الثاني مقتصد يدرس ولكن ليس بإجتهاد ومثابرة إنما دراسة من يريد النجاح فقط

القسم الثالث أخذوا من الجد شيئاً ومن الهزل واللعب شيئا ...

القسم الرابع مسوف كل يوم يقول غداً سوف ندرس وإذا أتى الغد قال غداً وهو غارقٌ في الملذات مجانبٌ للجد والإجتهاد ...

القسم الخامس لم يخطر بباله الجد ولا الإقتصاد بالدراسة مطلقاً وليس هناك صوت داخلي خفي يناديه ويقول له " إجـتـهـد أو إقـتـصـد أو خذ من هذا شيئ وذاك شيئ " ... فهذا القسم لا يشبه القسم الرابع مطلقاً لأن القسم الرابع لديه مادة أخرى تطلبه بالإجتهاد ولكنه يسوف ويخدع نفسه بالتسويف ... أما هذا القسم فهوا ميتٌ حي ... ميتُ القلب حي البدن ... هذا لن ينتبه ولا يتنبه إلا بإعانة من الله وتوفيق منه تبارك وتعالى

بعد إنقضاء العام يأتون جميعاً في صفٍ واحد ولكن بينهم تفاوت بالدرجات كتفاوت القمر والنجوم عن الأرض وكتفاوت السماوات مابينها لبين يأتون و كلٌ بحسب عمله فالقاعدة تقول من جد وجد ومن زرع حصد ...

ما أريد أن أوصله لعامة الناس هو أن حال الناس مع الدراسة كحالهم في سيرهم لدار الآخرة سواء بسواء

فالقسم الأول المذكور أعلاه أشبه بالسابقين للخيرات

والقسم الثاني أشبه بالمقتصدين

والقسم الثالث أشبه بالذين قد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئا

هذه الأقسام ذكرها الله تبارك وتعالى في قوله ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) الآية

والقسم الرابع فحالهم كحال من عرف الحق ولكنه لم يقدم عليه ويخدع نفسه بالتسويف وهذا الحال هو مع الأسف حال الكثير منا ولن نتنبه إلا بعد فوات الأوان

والقسم الخامس فهذا أشبه بالكافر الغافل ميتُ القلب الذين قد وصفهم الله تبارك وتعال بقوله ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) الآية

----------------------------------------------------

فائدة شاطحه عن الموضوع وهي في قول الله تبارك وتعالى

( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) الآية

قالوا أهل العلم أن هذا الترتيب أراد الله عز وجل أن يعلم الظالم لنفسه رغم ظلمه إلا أنه قريب من الله ولكن عليه أن يتوب وأما وضعه المقتصد في الوسط لأنه هو مابين هذا وذاك أما وضعه لسابقين في الخيرات في آخر السلم فهوا من أجل أن لا يغتروا بأعمالهم ولا ينخدعوا ... هذا في معنى كلام العلماء و ليس هو نصاً ...

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

27-02-2011, 04:26 PM	#1
د/ بريدة عـضـو تاريخ التسجيل: Jun 2007 المشاركات: 1,080	هذا حالنا في الدراسة ... ولكنه أيضاً هو مثل !! بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:- يبدأ العام الدراسي الجديد فينقسم الطلاب الى أقسام القسم الأول مشمرون عن ساعد الجد فهم مثابرون مجتهدون يدرسون أولاً بأول دون كللٍ أو ملل القسم الثاني مقتصد يدرس ولكن ليس بإجتهاد ومثابرة إنما دراسة من يريد النجاح فقط القسم الثالث أخذوا من الجد شيئاً ومن الهزل واللعب شيئا ... القسم الرابع مسوف كل يوم يقول غداً سوف ندرس وإذا أتى الغد قال غداً وهو غارقٌ في الملذات مجانبٌ للجد والإجتهاد ... القسم الخامس لم يخطر بباله الجد ولا الإقتصاد بالدراسة مطلقاً وليس هناك صوت داخلي خفي يناديه ويقول له " إجـتـهـد أو إقـتـصـد أو خذ من هذا شيئ وذاك شيئ " ... فهذا القسم لا يشبه القسم الرابع مطلقاً لأن القسم الرابع لديه مادة أخرى تطلبه بالإجتهاد ولكنه يسوف ويخدع نفسه بالتسويف ... أما هذا القسم فهوا ميتٌ حي ... ميتُ القلب حي البدن ... هذا لن ينتبه ولا يتنبه إلا بإعانة من الله وتوفيق منه تبارك وتعالى بعد إنقضاء العام يأتون جميعاً في صفٍ واحد ولكن بينهم تفاوت بالدرجات كتفاوت القمر والنجوم عن الأرض وكتفاوت السماوات مابينها لبين يأتون و كلٌ بحسب عمله فالقاعدة تقول من جد وجد ومن زرع حصد ... ما أريد أن أوصله لعامة الناس هو أن حال الناس مع الدراسة كحالهم في سيرهم لدار الآخرة سواء بسواء فالقسم الأول المذكور أعلاه أشبه بالسابقين للخيرات والقسم الثاني أشبه بالمقتصدين والقسم الثالث أشبه بالذين قد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئا هذه الأقسام ذكرها الله تبارك وتعالى في قوله ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) الآية والقسم الرابع فحالهم كحال من عرف الحق ولكنه لم يقدم عليه ويخدع نفسه بالتسويف وهذا الحال هو مع الأسف حال الكثير منا ولن نتنبه إلا بعد فوات الأوان والقسم الخامس فهذا أشبه بالكافر الغافل ميتُ القلب الذين قد وصفهم الله تبارك وتعال بقوله ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) الآية ---------------------------------------------------- فائدة شاطحه عن الموضوع وهي في قول الله تبارك وتعالى ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) الآية قالوا أهل العلم أن هذا الترتيب أراد الله عز وجل أن يعلم الظالم لنفسه رغم ظلمه إلا أنه قريب من الله ولكن عليه أن يتوب وأما وضعه المقتصد في الوسط لأنه هو مابين هذا وذاك أما وضعه لسابقين في الخيرات في آخر السلم فهوا من أجل أن لا يغتروا بأعمالهم ولا ينخدعوا ... هذا في معنى كلام العلماء و ليس هو نصاً ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . __________________ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم قال الله تعالى ( والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) العنكبوت :69 علق سبحانه الهداية بالجهاد,فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً,وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى,وجهاد الشيطان,وجهاد الدنيا,فمن جاهد هذه الأربعة في الله,هداه الله سبل رضاه الموصله إلى جنته,ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد. ابن القيم الفوائد,ص:58 أتشرف بزيارتكم لقناتي http://www.youtube.com/user/shanan00