منزلنا القديم ..

بندر 1430 · 28-02-2011, 12:19 AM

صباح غريب .. و إشراقة جديدة .. كئيبة .. ليست تلك التي إعتدت أن أستمتع بألوانها عبر نافذة غرفتي الصغيرة في منزلنا القديم ..

كل الأشياء التي يجب أن تكون جميلة في منزلنا الجديد .. لا أجد بها أي ميزة ..

أصوات العصافير لم تعد تطرب مسامعي .. ولا النسيم العليل أصبح بمقدوره إنعاش روحي ..

قطرات الندى لا ترطب أوراق الشجر .. و أوراق الشجر باتت بلا لون أو ظلّ ..

أمّا الزهور فلا أظن بأنها ستمنح النحل ولو القليل من رحيقها .. ولا قلبي شيئاً من عبيرها ..

.
.

مشاعر الحزن على فراق منزلنا القديم لم أستطع عدم البوح بها .. هنا .. وهناك ..

.
.

حملتُ بدون أن أشعر ما أستطيع حمله من جسدي إلى حيث نشأت و ترعرعت ..

إقتربتُ من شارعنا .. و إذا به نفس الأصوات .. أصوات أقربائي و أصدقائي .. وهم يلعبون .. ويتبادلون الضحكات ..

أوقفت سيارتي و ركضتُ باتجاه باب المنزل و فتحته بنفس المفتاح الذي كنت أحمله منذ أن كنتُ أدرس بالمرحلة الإبتدائية ..

نحو الفناء الخلفي .. كنتُ أسير .. حيث الأرجوحة .. و الأماكن التي ألِفت تواجدي بها و معها .. و أحببتُ أنا كل ركن من أركانها ..

لا أدري لما أحسستُ بنبضها و قد قلّ تسارعه؟ .. بدأت أتساءل ..

هل حلّ بها ما حل بغيرها من التعب؟ ..

أم أنها تطلب الموت بعد أن هجرتها دون أن أراعي مشاعرها؟

ولما هي صامدة حتى هذه اللحظة؟ يبدو أنها كانت بانتظاري حتى تودعني ..!

يا لوفائها .. و يا لقلة وفائي ..!

.
.

في داخل المنزل .. كانت الممرات لا تؤدي إلى أي مكان .. والأبواب لا تفتح إلى أي مكان ..

حتى الهواء .. لم أشعر به هناك .. بالرغم من أن رئتي في تلك اللحظة كانت ستهلك بدونه ..

.
.

غرفتي .. حيث قلبي و وجداني و كل ما يربطني بالحياة .. فيها ..

لم تستقبلني كعادتها ..

لم أشمّ فيها رائحة عطري .. ولم تمكنّي من التمتّع بالنظر إلى لوحتي المعلقة على جدارها ..

لم أجد بها حروفي التي طالما كنت أقرأها .. و أكتبها ..

.

كل شيء فيها .. رحل .. بلا أثر ..

.
.

أشعر بأني تائه في هذه اللحظة .. و أعلم بأني سأظل هكذا إلى الأبد ..

حتى قلمي هذا .. أظن بأنه يريد الرحيل عنّي .. تمرّداً و وخشية منّي ..

28-02-2011, 12:19 AM	#1
بندر 1430 كاتب مميّز تاريخ التسجيل: Oct 2009 البلد: بريدة المشاركات: 4,723	منزلنا القديم .. صباح غريب .. و إشراقة جديدة .. كئيبة .. ليست تلك التي إعتدت أن أستمتع بألوانها عبر نافذة غرفتي الصغيرة في منزلنا القديم .. كل الأشياء التي يجب أن تكون جميلة في منزلنا الجديد .. لا أجد بها أي ميزة .. أصوات العصافير لم تعد تطرب مسامعي .. ولا النسيم العليل أصبح بمقدوره إنعاش روحي .. قطرات الندى لا ترطب أوراق الشجر .. و أوراق الشجر باتت بلا لون أو ظلّ .. أمّا الزهور فلا أظن بأنها ستمنح النحل ولو القليل من رحيقها .. ولا قلبي شيئاً من عبيرها .. . . مشاعر الحزن على فراق منزلنا القديم لم أستطع عدم البوح بها .. هنا .. وهناك .. . . حملتُ بدون أن أشعر ما أستطيع حمله من جسدي إلى حيث نشأت و ترعرعت .. إقتربتُ من شارعنا .. و إذا به نفس الأصوات .. أصوات أقربائي و أصدقائي .. وهم يلعبون .. ويتبادلون الضحكات .. أوقفت سيارتي و ركضتُ باتجاه باب المنزل و فتحته بنفس المفتاح الذي كنت أحمله منذ أن كنتُ أدرس بالمرحلة الإبتدائية .. نحو الفناء الخلفي .. كنتُ أسير .. حيث الأرجوحة .. و الأماكن التي ألِفت تواجدي بها و معها .. و أحببتُ أنا كل ركن من أركانها .. لا أدري لما أحسستُ بنبضها و قد قلّ تسارعه؟ .. بدأت أتساءل .. هل حلّ بها ما حل بغيرها من التعب؟ .. أم أنها تطلب الموت بعد أن هجرتها دون أن أراعي مشاعرها؟ ولما هي صامدة حتى هذه اللحظة؟ يبدو أنها كانت بانتظاري حتى تودعني ..! يا لوفائها .. و يا لقلة وفائي ..! . . في داخل المنزل .. كانت الممرات لا تؤدي إلى أي مكان .. والأبواب لا تفتح إلى أي مكان .. حتى الهواء .. لم أشعر به هناك .. بالرغم من أن رئتي في تلك اللحظة كانت ستهلك بدونه .. . . غرفتي .. حيث قلبي و وجداني و كل ما يربطني بالحياة .. فيها .. لم تستقبلني كعادتها .. لم أشمّ فيها رائحة عطري .. ولم تمكنّي من التمتّع بالنظر إلى لوحتي المعلقة على جدارها .. لم أجد بها حروفي التي طالما كنت أقرأها .. و أكتبها .. . كل شيء فيها .. رحل .. بلا أثر .. . . أشعر بأني تائه في هذه اللحظة .. و أعلم بأني سأظل هكذا إلى الأبد .. حتى قلمي هذا .. أظن بأنه يريد الرحيل عنّي .. تمرّداً و وخشية منّي ..