|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
08-05-2005, 10:47 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
( تفكير بصوت عالٍ)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفكير بصوت عال الرؤية التأريخية المنصفة (التي تكسربوتقة الواقعٍ الذي انصهر فيه كثير من المنظرين والمحللين للمرحلة الراهنة) لابد لهامن الخروج عن ضيق نظرة المتأثر بالأحداث التي تعركه تارة ويعركها تارةأخرى وإن كان في الوقت ذاته قد لايلام على ضيق النظرة لما يفرضه الواقع والحدث من رؤية محددة أو محصورة في إطار معين. والرؤية التأريخية أوقراءة الحدث التأريخي (سياسياً واجتماعياً وفكرياً-أي ثقافياً-) من زاوية تنظيرية له ضوابط ومحددات يجدربالقارئ المحلل الوقوف حيالها وقفة المتأمل الناظر بعين الإنصاف والواقعية المتجردة من الضغوط والمؤثرات ... فالإنسياق وراء توهيمات العاطفة أو بهرجة الحماس يحدث خللاً أكيداً في تصور الأحداث واستخراج المقدمات المطلوبة للمراحل القادمة ( للحدث ذاته أو حتى ما بعد الحدث ) مما ينتج عنه ولا بد خللاً في الاستعدادات ومعرفة حجم التحديات القادمة ... وأنفذ من خلال هذه الرؤية - إن كانت صائبة- إلى أن التشخيص الصحيح والمعالجة الدقيقة للأحداث واستنطاق التجليات البعدية والقبلية لتلك الأحداث من خلال رؤية منصفة غير متأثرة عاطفياً بحرفية واقعية الحدث وطبعه من أهم الأمور المعينة والمساعدة على مواجهة مراحل ما بعد الحدث وذلك من خلال ترسية مناهج اجتهادية جديدة تواكب المتغيرات الطارئة ولا تمس الثوابت واضرب لذلك مثالين فقط قريبين من بعضهما: الأول في مجال الحكم الشرعي وعليه يتأسس كل شيئ والأخر في الجانب التربوي (وهو جزئية لاتتجزأ منه) وضربي لهما كمثلين من باب الإشارة السريعة غير المباشر لما قد يكون فيهما من خلل (الفتوى*) إذ أن صورة الفتوى والأحكام الشرعية عموماً و الحادثة (النوازل) على وجه أخص لا بد أن تأخذ مسارها الصحيح المتزن بعد تأرجح ليس باليسير وبعد هجمات - لازالت مستمرة- على بعض القواعد الفقهية لأجل توسيع المتنفس على بعض الفتاوى التي ضيق عليها الخناق بسبب تلك القواعد... أو حتى الاستنباطات التي يراها أولئك الإخوة أنها على غير هدى بسبب أنها تضيق أوتحجر أو تعسروتنفر... ومع اختلاف فريقين في منهجية الفتوى فالفتوى لابد أن تجمع بين خيوط : القوة والعمق وقصد الحق مع مراعاة حال المستفتي والناس من بعده ومراعاة ماجاءت به الشريعة من يسر بعيداً عن التمييع أو التمييع المقابل** كما تأخذ في الوقت ذاته مبدأ الاحتياط المقدر والمعتبر في الشرع. كل ذلك من خلال بعث وإحياء المناهج العلمية الرصينة التي تنهل من المعين الصافي والنبع الذي لاينضب (الكتاب والسنة) فلا أظن والله تعالى أعلم أن من يرسي في فتواه منهج المتقدمين في الحديث ويأخذ بقواعد الفقهاء المستمدة من الكتاب والسنة الصحيحة مع مراعاة مقاصد التشريع(مقصد الأمر والنهي) القائم على الدليل إلا وتوافق فتواه الحق - بالجملة- كما لاأنس أهمية السعي الحثيث إلى تكوين الوعي الصحيح لدى عموم المستفتين لأن هذا الأمر له أهمية قصوى في تحرير الفتوى من رق صرفها بلا خطام ولا زمام بدعوى عامية المستفتي وعدم تخصصه. (لاحظ كلمة عموم) وأما تأسيس الفتوى الجماعية التي تصدر عن تجمع أورابطة أوجماعة أوهيئة من العلماء فهذا عين المراد... (الأحكام والتصورات الأولية للأفكار والقضايا) وهذ في ظني يعنينا جميعاً إذ أن الأفكار والأحكام(التي وصل إليها إجتهاد الأخرين) تصطرع وتتسابق أمام ذهنية المتلقي فأيها أسرع وصولاً يكون له الصدارة والمصداقية... وهنا فقط تبرز أهمية تأسيس المنهج العلمي للبحث بمفهومه العام الشامل الواسع لتلافي خلل التفكير والتطبيق لدى المستقبل أو المتلقي ولست هنا أعيب على المقلدين ،إنما عين مرادي أولئك الذين أمكنهم الله تعالى من ألة الاجتهاد وأقدرهم سبحانه على البحث العلمي المتجرد والنزيه سعياً وراء آفاق أوسع ورؤى أرحب وانظر معي إلى بعض الفتاوى حول بعض المستجدات تجد أن الحكم فيها للسابق بعيداً عن ما استحدث واستجد ولايفوتك النظر كذلك إلى بعض أحكاماً وتصوراتنا عن الأفكار والقضايا والمشاريع والشخصيات...إلخ و التي يتبين لنا غلطها مع الزمن أحياناً وفي كثير من الأحيان لاتتبين وما ذلك إلا بسبب التصور الأولي الذي قد يصح أو لايصح. [line] هوامش *أقصد هنا وضعية الفتوى عامة في كافة أرجاء العالم وليس حديثي منصب على إقليم بعينه. **التمييع المقابل أقصد به الانتقال إلى ضفة التعسير والتشديد كرد فعل للتهاون والتمييع في الفتوى. [line] حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله آخر من قام بالتعديل جدس البأس; بتاريخ 25-11-2005 الساعة 12:34 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|