بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ::: أحقاً رحلتي يا أمي :::

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 05-03-2011, 10:48 PM   #1
&بعيد المدى&
عـضـو
 
صورة &بعيد المدى& الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 140
::: أحقاً رحلتي يا أمي :::

فجعت برحيلك يا أمي فبدأت اكتب وما ادري ما اكتب
فحقاً هل رحلتي يا أمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رحلتي ورحل معك العطف والحنان رحلتي ورحلت معك تلك الدعوات الصادقة التي كنت تبعثينها من قلبك الطاهر إلى كل من عرفتيه
رحلتي وقبل رحيلك بساعات قليلة كنت تتقربين إلى الرب عز وجل بفعل عبادة من أجل العبادات وهي زيارة احد الأقارب مريضاً فكنت تواسينه تقرباً إلى الله تعالى حتى تبعثين له الأمل بأن يحيى بهذه الحياة وما كنت تعلمين بأن رحيلك قد آن وكتب وأن ملك الموت كان بأنتظارك حتى تفرغين من زيارة أحد ابنائك وتهنئيه بمنزله الجديد وترحلين عن هذه الحياة التي قضيتيها بالعبادة الصادقة مع رب العباد من صوم وصلاة وذكر ودعاء فنحن شهداء الله في ارضه ولا نزكي على الله احد فلقد شهد لك القاصي والداني بالخير والصلاح والناس شهداء الله في أرضه فلن انسى لك يا أمــــــــــــــــــــي الغالية حينما قطعتي احد زياراتك من اجل أن تطمئني على ابنتي ((ميرال))
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهاه من يعوضنا ذلك كله ؟؟؟؟؟
ولكن صبر جميل والله المستعان
.. نعم الصبر .
إنهُ صبر ملاذ كُلّ حزين مؤمن ,, ومع الصبر والتصبّر أدفن همي ,, همي الذي يزداد
كلما تابعت مواكب الراحلين ,, الذين كانوا يملؤن حياتي بكل ما هو جميل
ولكن ....!
ما العمل ؟ فهذا هو الأحرى بأن أكتب عن ذلك الرحيل الأبدي الذي لا مردّ لهُ .
مأســـــاة ... أن يتحوّل الراحل إلى ذكرى للحُزن وسفح للدموع ..
ومأســــاة .... أن نتحول أو نوصف بمن يمزّق الجيوب ,, ويلطم الخدود ,, ونجرح أعيوننا بالدموع
ليس من الوفاء بعد رحيلك يا أمــــــــــــــــــــــــــــي .. أن نُحيي ذكراكِ
بالعبارات
المُثقلة بالحزن ,, والكلمات المُثقلة بالأسى ,, والحروف المُرهفة
بل حقاً علينا بأن نكون ذريةصالحة ندعوا لك ونتصدق عنك
من بعد رحيلك كما وعدنا بذلك رسول الهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن أبن آدم ينقطع عمله الإ من ثلاث وذكر منها الولد الصالح والصدقة الجارية.
رحلتي يا أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
أنه رحيل قاسي .. يكادُ يقتلني ,, ويُمزّق أحشائي ..!
آآآآآآآآه .. كم سبحت الدمعة في عيني قبل النوم .. كلما تذكّرت أمــــــــــــي الراحلة
كم يقتلني الهم والحزن حينا اخرج على عادتي ماضٍ إلى أمـــــــــــــــــي
كان الحزن رابظاً في قلبي ,, وكنت أحمل بين ضلوعي ..
حُزناً عميقاً ,,,,, وأسى صامتاً دفيناً .... يتجدد كُل يوم
قنديل الفرح المطّفأ في عيني .... يحكي كـــــــــــامل قصتي ..
قصتي مع تلك الجنة التي وهبني إياها رب العزة والجلال في حياتي الدنيا
وفجأة رحلت الجنة ورحل معها البركات والدعوات
فصرت يا أمي ابكيك كما يبكي الطفل الصغير
فلا لذة أحس طعمها من بعدك يا أمـــــــــــي

رحلتي أيتها العزيزة .. من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة,, ومن نكد الحياة
إلى رحمة رب الخلق التي وسعت كُلّ شيء..
نحنُ أيتها العزيزة طارئون على هذه الغبراء ,, وراحلون عنها .. طال الزمان أم قصُر
إنها الرحله الأخيرة والنهاية للجميع ..
للفقير والغني
لصاحب القصر ,, وصاحب الكوخ .
لمن امتلك جاهاً ,, ومالاً ,, وعقاراً ,, ولمن لم يمتلك سوى قوت يومه
ولمن تسيّد فبطش ,, ولمن حكمُ فعدل .
حياتنا يا أمـــــــــــــــــــــــــــي .. رحلة قصيرة لمواجهة إقامة طويـــــــــــــلة
طويلة حيث لا ينفعُ جاه ولا سلطان ,,, ولا أرصدة في البنوك ,,, ولا بنون ..كثروا أم قلواّ...!
..... لقد رحلتي عنّا دون أن تقولي لنا كلمة وداع
فهل سيطيب العش من دونك أم هل سنضحك ونسلى من بعدك.
كان رحيلاً قاسياً على قلوبنا المتعبة
فلن انسى وداعي الأخير لك حينما انزلتك في لحدك ولن انسى ذلك التراب الذي حثوته على قبرك .
فلن انسى ذلك الموقف حينما كنت اقف على رأسك في المستشفى وارجو من الله بأن يعافيك وتعودي إلى بيتك
ولكن قدرة الله تمت بأن ترحلي
رحلتي وصرتُ

لهول الصدمة أُقبلّكِ وأبكي ,, وأبكي وأبكي
أمــــــــــــــــي ... لقد أصبحت الحياة بعدكِ لا تُطاق .. كنتي معي بالأمس
تضحكين وتمازحينني وأمازحك

واليوم ذهبتي وراء حُجب الغيب ,, وانطويتي ضمن طيّات الدهور العابرة
التي كرّ عليها الزمن ,,, وأقسمت ألاّ تعودي .
لقد أصبحت ... لا يهمني أن تطلع الشمس أوتغرب ...
أن تصفوا السماء أو تعتم ,,,
أن يدلهمّ الليل أو ينبلج الصبح....
فليس لي مطّمع في اليوم ,, ولا مُرام في الغدّ.
شعرت بالدماء تغلي في رأسي ,,, وشيء في داخلي يفتت حواسّي
وبين شفتي شهقةٌ مكتّومة ..! تجمّدتُ بمكاني كما رأيت كُلّ شيء متجمّد..
إلى أن توقّفت عندذلك الكرسي الذي كنت تعدينه للصلاة وتلك السجادة التي كنت تضعينها امامك وجهاز الرادو الذي كنت تسمعين من خلاله القرآن والبرامج التي تبثها إذاعةالقرآن ...

أمسكتُ بها بكلتا يديّ ,, وظلتُ واقفاَ عندها وأنا أضغط عليها
بعنف ,, وأُركّز انفعالات نفسي في أناملي..لأفرغ روحي في تلك الجمادات
التي كانت يوما مُلكاً لحبيبة قلبي .. أمـــــــــــــــــــــي .
ليتني مُتّ قبل أن أفقدكِ ,,, لقد سلبتني بموتكِ لباب حياتي
واستنزف قلبي دماً ,,, وقد ربض الحزن وراء حجب سعادتي
وصارت المرارة ثُمالة راكدة في أعماق قلبي ..!

أيُها القبر .. ترفّق بجثمان أمــــــــــــــــــــي
لقد كانت أتمم النساء حُسناً وخُلقاً ,, كانت بالأمس ابتسامة في ثغر الدهر
تزدهي بها الحياة ,, وتفخر الدنيا بطيبها وكرمها ,, وقد أصبحت اليوم سراً غامضاً في جوفك
نعم لقد ذهبت إلى من هو أرحم بها مني ومن غيري لقد ذهبت إلى رب العزة الجلال والذي وعد عبادة المتقين بجنات عرضها السموات والأرض رحلتي يا أمــــــــــــــــــي ,, وزرعتي في فؤادي شجرة الأحزان..

وها أنا الآن .. لا أملك إلاّ دمعة لا أستطيع إرسالها ,, وزفرة لا أستطيع تصعيدها .
إبكي أيتها العينين على رحيل أمــــــــــــــي الأبديّ ,, وسفرها الطويل الذي لا عودة له.
إلي جنة الفردوس يا أمــــــــــــــــــــــــــــــــــي
فأنت من السابقون ونحن بك إنشاء الله لآحقون
اللهم اجبر كسر قلوبنا من بعد فراق الغالية (أمــــي)
وأرزقنا الصبر والسلوان
&بعيد المدى& غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)