بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عُلَمَائُــنَــا .. سُلْطَانيُّونَ طَالِبَانيُّونَ خَــوَنَـــةْ ..!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 08-03-2011, 02:01 AM   #1
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
عُلَمَائُــنَــا .. سُلْطَانيُّونَ طَالِبَانيُّونَ خَــوَنَـــةْ ..!



عُلَمَائــنَــا .. سُلْطَانيُّونَ طَالِبَانيُّونَ خَــوَنَـــةْ ..!

قَالَ اللهُ تَعَالى : [ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ]
وَ قَالَ سُبْحَانَهُ : [ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ]
وَقَالَ عَزَّ وَجَل فِيْ الحَديث القُدْسي : ( مَنْ عَادَى لِيْ وَلِيًّا فَقْد آذَنْتُهُ بِالحَرْب )

***

إِنَّ العُلمَاءَ بِهِم يُشَقُّ ظَلامُ الفِتَنِ ، وَ خَيْرُ دَليلٍ في أَوْقَاتِ المِحَنْ ، وَ المَلجْأ الوَحيدُ بَعْدَ اللهِ إِذَا اشْتَدَّتِ عَوَاصِفُ الشُّبَهَاتِ والشَّهوَاتِ وَاغْبَرَّ الزَّمَنْ ، إِنَّهُمْ صَمَّامُ الأمَانِ وَسِيَاجُ الحِمايَةِ لِكُلِّ مُؤْمِن ..!
لَمْ يَكُنْ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالى أَنْ يَبْسَطَ لَهُ مِنْ شَريعَةٍ في أَرْضِهِ وَيُميتُهَا بِمِيتةِ الأَنْبيَاءِ ، بَلْ جَعَلَ مِنْ وَرَثَةٍ يَصُونونَ الشَّريعَةَ وَيَنْشُرونَ الخَيْرَ والفَضِيلَةْ ، فَرُغْمَ أَنَّ الأرْضَ بِخَيْرِ مِيَاهِهَا تَنْضَبْ ، وَعُروقُ أَشْجَارِهَا تَجِفُّ وَثِمَارِهَا تَتَسَاقَطْ ، فَيَبْعَثُ اللهِ لَهَا مَنْ يُحِييَها وَيُجَدّدْ .

إِنَّ العُلمَاءَ بِمَوقْفِهِم الإيمَانيُّ لَيَنْصِبُوا أَنْفُسَهُم دُروعاً حُمَاةً عَنْ الدِّينِ وَأهْلِهِ ، وَيَتَلَقُّونَ السِّهَامَ الجَارِحَةَ بِصَبْرٍ وَثَبَاتٍ وَعَزيمَةْ ، فَدينُ اللهِ للهِ حَقُّ أَنْ يُصَانَ وَيُحْفَظْ ، إِلاَّ أَنَّ أَهْلَ الشَّهوَاتِ وَ الأهَوْاءِ لَيَجِدُوا الدِّينَ بِعُلمَائِهِ هُوَ الحِصْن المَنيعُ لِرَغبَاتِهِمْ وَشَهَواتِهِمْ وَمَكْرِهِمْ ، فَشُغْلَهُم الشَّاغِلُ إِسْقَاطِهِمْ لِيَبُثَّوا وَحَلَ أَفْكَارِهِمْ ، وَيُمَهِّدوا الطَّريقَ لِشَهَواتِهِمْ ، وَ يَنْقَادوا لأَهْوَائِهِمْ لا لِدِينٍ شَرَعَهُ اللهُ لَهُمْ .

إِنَّ زَمَننَا هَذا بَاتَ المُؤمِنُ أَسيرَ نَفْسِهِ وَبَيْتِهِ ، وَ عَلا صَوْتُ كُلُّ جَاهِلٍ عَاميٍّ وَعَدوٍّ لأُمَّتِهِ ، وَ عُلمَاءٌ ثَقُلَتْ الأمَانَةُ عَلى رِقَابِهِمْ وَ ازْدَادَتِ الرَّكَلاتُ المُعَادِيَةِ لَهُمْ ، ويَا حَسْرَتَاهـُ يُنْتَصَرُ لِعَدَّوهِمْ ، وَيُنَكَّلُ بِهِمْ رُبَّمَا حَتَّى فِي دَوْلَةٍ تُطَبِّقُ شَرْعاً هُمْ مَنْ يَقُودهـُ وَ يَفْهَموا قَوَاعِدَهـُ وَأُسسه .
لَقَدْ بَدا العُلمَاءُ بِسَاطَاً كُلٌّ يَجُرُّهـُ لِصَالِحهِ حِينمَا يَجِدُهُم خَالفُوا هَوَاهـُ وَشَهْوَتَهُ ، فَقَسَّمَهُمْ عَدُّوهُمْ ، وَاسْتُغْفِلَ عَامَّةُ النَّاسُ مِنْ أَجْلِ الإسَاءَةِ لَهُمْ وَرُبَّمَا بِاسْمِ – حُبِّ الدِّينِ – وَهَذا مِصْدَاقُ قَوْلِ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ " يُخَوَّنُ الأمِينُ وَيُؤتَمَنُ الخَائِن " فَعَوَاصِفُ الأُمَّةِ الأخَيرَة رُبَّمَا أَلْقَتْ بِشَيءٍ مِنْ شَرَارِ نِيرَانِهَا عَلى ثَوْبٍ طَاهِرٍ بِطَاهَرِةِ دِينِ اللهِ وَشَرْعِهِ ، لِيُسَاءَ لأُنَاسٍ حَيَاتُهْم وَخَلْوَتُهم وَنَومُهمْ وَصَحْوَتُهُمْ عِلمٌ وَعِبَادَةْ وَ اللهُ المُسْتَعَانْ .
عُلَمَائُنَا طَالِبَانيُّونَ ، هَكَذا يَصِفُهمْ " سَرَابيتُ " الصَّحَافَةِ وَ رِعَاعُ الغَرْبِ بِعُقولٍ وَطنيَّة ، فَإمْلآءاتِ قِبْلَةِ مَنْهَجِهمْ ، وَأُمِّهِمْ الغَير شَرعيَّةِ وَ العِشْقُ الأَمريكيُّ السِّفَاحُ جَاءوُا لِيَفْرِضُوا مُسْتَنْقَع أَخْلاق مُجْتَمَعٍ كَافِرٍ سَاقِطٍ مُنْحَلٍّ في أَرْضِ إِسلامٍ طَيِّبَةٍ مُبَارَكَةٍ عَفيفَة ، فَحِينمَا وَجَدُوا أَنَّ الأرْضَ الطِّيبَةٍ لا تَقْبَلُ إلا طَيِّباً شَنُّوا الحَمَلاتِ عَلى هَؤلاءِ العُلمَاءِ الذينَ وَقَفوا لَهُمْ وَلِمُخطَّطَاتِهِمْ ، وَفَضُحوا مَكَائِدَهُمْ وَمَكْرِهِمْ وَغَدْرِهِمْ لِدِينِهِمْ وَ أوْطَانِهِمْ ، فَلَمْ يجِدُوا شَيئًا يُصَفُّوا بِهِ حِسَابَاتِهِمْ سِوى أَنْ صَعَدُوا مَنَابِرَ " زِقَاقِهمْ " في صُحُفِهِم لِيُصَوِّبوا سِهَامَهُمْ .
وَ لَمَّا شُغْفَ أَحَدُ الوُزرَاءِ بِـ " التَّلاحُمِ الجَسَدِيُّ " وَ سَقَطَ عَقْلَهُ فِيْ عَورَتِهِ - عُنوَةً كَانَ أَوْ سَهوًا –اسْتَعْدَى عَليْهِمْ مَنْ هُم عَلى مَنْهَجِهِ لِيُصَادِمُوا وَيُشَرِّدُوا ، وَ مَا زَادَ هَذا عُلمَائَنَا إلا إِيمَاناً وَتَثْبيتا .
وَ مَا المُشْكِلَةُ بِأنْ يَكُونَ عُلمَاؤُنَا طَالِبَانيُّونَ ، وَأنْ يُرْبَطَ الحَالُ بِحَالِ طَالبَانْ ، لأَنَّ طَالِبَانْ مَازَالَتْ تُقَاوِمُ وَتُجَاهِدُ لإِخْرَاجِ مُحْتَلٍّ لأَرْضِهِمْ وَمستبيحٍ لُحرُمَاتِهِمْ وَ مُعَادياً لِدِينِهِمْ ، وَعُلمَائُنَا أَيْضاً يُقَاوِمُونَ وَيُجَاهِدُونَ لإِخْرَاجٍ مُحْتَلٍّ لإعْلامٍ دَوْلَتِهمْ ، وَمُسْتَبيحٍ للحُرُمَاتِ وَمُعَاديًا لِدينِهمْ ، إذْ أَنَّ العَامِلَ المُشْتَرَكْ هُوَ إِخْرَاجُ عَميلٍ خَائِنٍ يُريدُ تَبديلَ هَويَّتَهُم وَشَريعَةَ رَبِّهمْ .
ثُمَّ اْنَتَقَلَتْ العَدْوَى بِانتِقَالِ الأحْدَاثِ للعَامَّةِ ، حِينمَا عَصَفَتْ بِهُمْ عَوَاطِفُهمْ تِجَاهـَ ثَوْرَاتِ الشُّعوبِ ليُنَكِّلُوا بِالعُلَمَاءِ بِأنَّهُم عُمَلاءَ وَمَشَايِخُ سَلاطيِنُ ، وَ كَأنَّهُمْ يُملُونَ عَليْهِم مَا حَفَظُوا مِنْ عِلْمٍ طَوالَ حَيَاتِهِمْ .
وَااا عَجَبي مِنْ هَؤلاءِ القَوْم ، إِنْ وَافَقَ قَوْلُ العَالِمِ قَوْلَ السُّلْطَانِ وَلو كَانَ حَقًّا قَالُوا عَنْهُ – عَالِمُ سُلْطَانْ - ، وَإنْ خَالَفَ قَوْلَ السُّلْطَانِ وَلوْ كَانَ حَقًّا قَالوُا – طَالبَانيٌّ - ، فَأصْحَابُ الشّق الأوَّلِ يُريدُونَ مِنْ العَالِمِ أَنْ يُخالِفَ السُّلطَانْ وَلو كَانَ السُّلطَانُ عَلى حَقّ ، وَ أَصْحَابُ الشّق الثَّانيْ يُريدُونَ مِنْ العَالِمِ أَنْ يُوَافِقَ السُّلطَانَ ولو عَلى بَاطِلْ .

إِنَّ العُلمَاءَ لَمْ يَكُونُوا لِيُفنوا أَعْمَارَهُمْ تَعَلُّمِ شَرْعِ اللهِ لِيُسَيِّسُوهـُ عَلى مَا يُريدُهـُ النَّاسْ ، بَلْ لِيَأخُذوا العَامَّةَ عَلى مَا يُريدُهُـ شَرْعَ اللهِ ، وَلَيَقُولوا بِالإتِّبَاعِ والتَّسليمْ ، فَما اَجْتَمَعَتْ أُمَّةٌ حَوْلَ عُلمَائِهَا إلا قَويَتْ ، وَمَا تَخَلَّتْ عَنْهَا إلا اْنْهَزَمَتْ وَذَلَّتْ .

*الغَريب أَنَّ العُلمَاءَ الذينَ يُسَمَّونَ – بِالطّالبَانيُّونْ – هُمْ نَفْسُهمْ العُلمَاءَ الذينَ يُسَمَّونَ بـ - السُلطَانيُّون - مَعْ أَنَّ المُتَّهِمُونَ بِالسُّلْطَنَةْ وَ الطَّالبَانيُّونَ أَعْدَاءُ بَعْضِهْم ، لَكِنَّ المُشْكِلَةَ لَيْسَتْ بِهِمْ بَلْ بِمَنْ يُريدُهم أَنْ يَأتُوا عَلى مَا يُريدُ وَيَشْتَهُي أَوْ أَنَّهُ سَيَنْصبُ العِدَاءَ لَهُم .


***

وَ اللهِ مَا كَتَبْتُ هَذهـِ الأَحْرُفْ إلا حُرْقَةً مِمَّا نَسْمَعُ مِنْ صَغيرٍ جَاهِلٍ أَوْ كَبيرٍ مُتَعَالِمٍ أَوْ عَاطِفيٍّ مُنْفَعلْ تِجَاهـَ هَذهـِ الفِئَة المُمْسِكَةُ بِزَمَامِ دِيننَا وَشَريعَةِ رَبِّنَا ، فَاللهُم إِنيْ أُشْهِدُكَ أَنَّ حَرْفيْ هَذا كَتَبْتُهُ لأَدْفَعَ بِهِ عَمَّا يُقَالُ لأوليَائِكَ الذينَ لَمْ يَخْلِطُوا عَلى العَامَّةِ لا شَهْوةً وَلا شُبْهَةْ ، وَنَحْسَبُهْم أَنَّهُم بِفَتَاويِهمْ يُريُدونَ رِضَاكَ وَالجَنَّةْ ، فَإنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنَّا بِأنَّ الدِّينَ أَعْظَمُ أَمَانَةْ .

قَالَ جَلَّ وَعَلا :
[ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ]


نَسْأل اللهَ العَظيمَ بِمنِّ وَكَرَمِهِ أَنْ يَحفَظَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَفِتْنَة ، وَيَحْفَظَ أَمْنَنا واسْتِقْرارَنَا وَيَكْفينَا شَرَّ مَنْ بِهِ شَرٌّ عَلينَا بِديننا وَحيَاتِنَا وَأمْنِنَا وَاعْرَاضَنَا ، وَيُصْلحَ ولاةَ اُمورِنَا وَيُوفِّقُهم لِمَا فيهِ صَلاحُ البلادِ والعِبَاد .


إِنْ صَوَابًا فَمِن اللهِ وَإِنْ خَطأَ فَمِنْ نَفْسي والشَّيْطَانْ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايتهِ
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!

آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 08-03-2011 الساعة 02:41 AM.
قاهر الروس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)