[البلح]

ما قاله إمام جامع قرطبة اليوم عن المظاهرات

--------------------------------------------------------------------------------

قدْ ظهرتْ تقاريرُ يصدقهَا الواقعُ أن هذه المظاهراتِ تدارُ بالخفاءِ من قبلِ زعماءَ الكفرِ الذين يريدونَ تفكيكَ البلادِ الإسلاميةِ ليسهلَ وضعَ اليدِ على ثرواتِها وخيراتِها باسمِ حمايةِ الحرياتِ والشعوبِ ، فهو استعمارٌ بثوبٍ جديدٍ. ولذا بلادنا تواجه فتنةً عظيمةً ، فاليوم أذاعتْ الوكالاتُ العالميةُ عن اجتماعٍ سريٍّ بينَ كلابِ لندنٍ النابحةِ السفيةِ والمسعرةِ الغير رشيدة التي تقفُ خلفَ فتنةِ هذه المظاهراتِ وبين مسؤولٍ كبير في المخابراتِ الإيرانيةِ لتنسيقِ حصولِ الاضطراباتِ في المملكةِ ودعمِها ، وبلادُ الغربِ المنافقِ وعلى رأسِه رأسُ الكفرِ والطغيانِ الذي يدّعي الحرصَ على الحرياتِ يدعو بلادنَا إلى عدمِ التعرضِ للمظاهراتِ ، وكأن به حرص على الشعوب وهو الذي فعلَ ما فعلَ بالعراقِ وأفغانستانِ وغيرها فافتعلَ الحروبَ الطاحنةَ لأجلِ مصِ الخيراتِ في هذه البلادِ ، وهو الذي يدّعي عداءَ إيرانَ المجوسيةِ في الظاهرِ ، مع أنه هو الذي مكّنَ لها في العراقِ واليمنِ ويريد ذلك في البحرينِ والسعوديةِ لخلخلةِ أمنِ البلادِ العربيةِ. ليست شريعتنا مستمدةٌ من أمريكا ولا الغرب ، شريعتنا مستمدة من كتاب الله القائل }وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ{ وسنة رسوله e الذي يقول (فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ ، أَوْ يُرِيدُ يُفَرِّقُ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ e كَائِنًا مَنْ كَانَ فَاقْتُلُوهُ) ، ولذا فعقيدتُنا أن من خرجَ في المظاهراتِ خروجاً يدعو في لمنازعةِ الحاكمِ في ولايتِهِ أو لإثارةِ الفتنِ وإراقةِ الدماءِ فإنه يجبُ دفعُه بالأسهلِ فالأسهلِ ، فإن لم يندفعْ إلا بالقتلِ فإنه يقتلُ. ولا يفوت أن ننوه على عدوٌ ثالثٌ هم الليبراليون التي أثبتتْ هذه الأحداثُ أنهم متمكنونَ ولهم أنصارٌ مرتبطةٌ بالسفاراتِ الغربيةِ كما صرحَ النائبُ الثاني ووزيرُ الداخليةُ حفظه اللهُ بمعرفتِهِ بزوارِ السفاراتِ ، وأنه سيقطعُ ألسنتَهم ، هؤلاء أثبتوا في هذا الأسبوع بما لا يدعُ مجالاً للشكِ أنهم العدو الباطنِ }هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ{، فحينَ تواجه بلادَنا أخطرَ فتنةٍ ، والفتنُ من حولِنا في كلِّ مكانٍ يصعدونَ من الهجومِ في الصحفِ على المتدينينِ ويصورنهم برسومٍ مقززةٍ ، والشعبُ كلُه متدينٌ مما يدلُ على أن قصدَهم الأولُ والأخيرُ هو خلخلةُ أمنِ البلدِ وإيجادُ الفتنِ بينَ الراعي والرعية ، لكن سيثبتُ الشعبُ السعوديُّ وإن تأذتْ عيونَه مما يكتبُ وتقرحتْ أكبادُه مما يقرأُ أنه ملازمٌ لشعارِ أهلِ السنةِ والجمعةِ من لزومِ الجماعةِ والسمعِ والطاعةِ. يجبُ أن لا نساومَ على دولةٍ قامتْ على التوحيدِ والسنةِ مهما ظهرَ من الأخطاءِ ، إن في أعناقِنا بيعةً يجبُ الوفاءُ بها طاعةً للهِ ورسولِه ، يدُنا بيدِ ولاةِ أمرِنا في هذه الفتنةِ هم منَا ونحنُ منهم ، سلمُنا سلمُهم وحربُنا حربهم ، فنحنُ نناصحُ وهم يقبلونَ ، نحن نخطئُ وهم يحلمونَ. هكذا سارت سفينة البلاد على مدار قرونٍ مضتْ. حفظ الله بلادنا وشعبنا من كلِّ سوءٍ ومكروه. وجنبنا الفتن ما ظهر وما بطن.