|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
ثَـــوْرَةُ حَنيــنْ .. وَ خَيْبَــةُ المُفْسدين ..!
![]() ثَوْرَةُ حَنينْ .. وَ خَيْبَةُ المُفْسدين ..! قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلْ : [ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ] . *** لَمْ تَكُنْ تَهْدَأُ الأَنْفَاسُ الغَيَورَةُ عَلى أَوْضَاعِ الأُمَّةُ العَربيَّةُ وَالإسلاميَّة مِنْ لَفَحَاتِ فِتَن عَصَفَتْ بِهَا ، ِإلاّ وَ شَمَّرَ صَاحِبُ كُلّ حِسَابٍ عَلى هَذهـِ البِلادُ المُبَارَكَة لِيُصَدِّرَ هَذهـِ الثَّورَات عَلَّ شَيئًا مِنْهَا يُحْرِقُ ثَوْبَهَا الذيْ سَتَرَهَا بِطُهْرِ دُسْتُورِهَا وَ قدَاسَةِ أَمَاكِنٍ في أَحْضَانِهَا . للأَسَفْ أَنَّ هَذهـِ الثَّوْرَةَ كِذْبَةُ خَائِنٍ صَدَّقَهَا بَعْضُ المَسَاكِينَ الذِّينَ جَرَفَتْهُم الأصْوَاتْ وَدَغْدَغت مَشَاعِرُهم الشِّعَارَاتْ ، فَمَا فَتئِوُا غَيْرَ بَاحِثِينَ عَمَّا يَنْقُصُهُم في حِيَاتِهِمْ ، وَ يُحَجِّمُوا المَظْلَمَةَ لِيَزْدَادَ حَمَاسَهُم ، وَكَأنَّ أَحَدٍ أَخْبَرَهُم أَنَّ هَذا الزَّمَن لا بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذهـِ الدَّولَةُ كَامِلَةً طَاهِرَةً مُنزَّلَةً مُنَزَّهَةٍ يَنْزُلُ غَيْثُ مُلْكُهَا مِنْ فَوْقِ السَّمَاء ، فَامْتَلأتْ عُقُولُهمْ وَتَسَرَّبَتْ إِلى نُفُوسُهمْ نَشْوَةَ الفَوْضَى وَدَعْوَى الإصْلاح ، فَعَميَتْ بَصيرَتُهمْ وَإنْ بَانَتْ أَبْصَارُهم ، وَ رَخُصَ عَليْهِمْ نِعْمَةُ أَمْنِهِمْ وَاسْتِقْرَارِهِمْ مِنْ أَجْلِ مَظْلَمَةٍ يُرَدّدونَهَا وَ هِتَافَاتٍ مُسْتَورَدَةٍ يُكَرِّرُونَهَا . اليَوْمَ يَوم الإمْتِحَانَ الصَّعْب للدُّولِ مِنْ شُعوبِهَا ، وَيَومُ الثَّبَاتِ الحَقيقيُّ فِيْ أَوْقَاتِ المِحَنِ وَ شُررورَها ، يَوْمُ الوَعي وَ الإِدْرَاكْ ، وَالتَّأنيَ وَ الوِحْدَة . مَا إِنْ لَوَّحَتْ ثَوْرَةُ الخِيَانَةِ حَنينِ بِشِعَارَاتِهَا ، وَ حَشَدَ رُعَاتُهَا وَمُؤَسِّسُهَا أَصْواتًا أَجْنبيَّةٍ تَغْريبيَّةٍ وَأَجْنَبيَّةٍ عَمَيلَةٍ وَأَجْنبيَّةٍ طَائِفيَّةٍ وَ حَتَّى أَصْوَات وَطَنيَّةٍ خَائِنَةْ ، اتّحَدَ الأعْدَاءُ لَيْسَ توَافُقَاً في مَنَاهِجِهمْ وَمَطَالِبِهِمْ وَعَقيدَتِهِمْ ، إِنَّمَا وُحْدَة عِدْوَانيَّة ، وَ لا يَهُمُّهمْ الوَسيَلَةُ إِنَّمَا الغَايَةْ وَهي إِسْقَاط هَذهِـ البِلاد – خَيَّبَ اللهُ ظَنَّهُم -. وَمَعْ هَذا الضَّجيج كَانَ لِزَامًا عَلى أَهْلِ البِلادِ أَنْ يُوَحِّدُوا الصُّفُوف عُلمَاءَ وَ أُمرَاءَ وَعَامَّةْ لِمُوَاجَهَةِ مَدِّ الفَوْضَى وَ العَبَثْ ، وَإنْ كَانَ تَحْتَ تَزْييفِ الشِّعَارَاتِ السِّلميَّة وَالوَحْدَةِ الوَطنيَّةِ وَالمَظَالِمِ وَالإصْلاحْ ، فَوَ اللهِ لا أَظُنُّ عَدُّواً يَقْبَعُ بَيْنَ ظَهْرَانيّ دَوْلَةٍ كَافِرَةٍ وَيَحْتَمي بِحُمَاتِهَا ، وَلا دَوْلَةً مَجُوسيَّةٍ رَافضيَّةْ ، يُريدُونَ العِزَّ لِرَايَةَ التَّوحِيدِ والعَقيدَةِ الصَّافيَةِ والسُّنَةِ المُطَهَّرة ، غَيْرَ أَنَّ هَؤلاءِ الأَعْدَاءْ ، قَدْ اسْتَغْفَلوا حَمَاسَ بَعْضِ الشَّبَابِ ، وَ تَقْصيرِ الدَّولَةِ فِيْ بَعْضُ أُمورِ العَامَّةْ ، وَ إِلبَاسِ الثَّوْب النَّرجسيّ والوُعودُ التيْ سَتأَتي بِهَا الثَّورَاتْ ، لِيَبْدَأ مَعَهَا تَصْديقُ بَعْضُ الغَافلينَ لِهَذهِـ الكَذْبَةِ ، لِتَفُوحَ رَائِحَةَ الجَهْلِ والدَّعْاوى الفَوْضَويَّةِ بَلْ حَتَّى الخِيَانَة بَيْنِ زِقَاقِ الشَّبكَاتِ العَنْكَبُوتيَّةْ مِمَّا يُسْتَغْرَبْ عَلى فِئَةٍ تَرَبَّتْ في كَنَفِ بِيئَةٍ مُحَافِظَةٍ مَنْهَجُهَا الكِتَابُ والسُّنْة لَمْ يَتَشَعَّبْ إِليْهَا غِثُّ العَالَمِ وَفَوْضَويّتهُ وَإنْ غُيَّرَتْ هَذهِـ الفَوْضويَّةُ إلى مُسَمَّى حُريَّةً وَُدِيمُقرَاطيَّةْ ، إِلا أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعالى لا يُصْلِحُ عَمَل المُفْسِدينْ ، فَجَاءَ يَوْمُ الثَّوْرَةِ وَ الغَضَبِ المَزْعُومِ لِيَنْقَلِبَ يَوْمُ الرِّضَا ، وَتُنَكّسُ تِلْكَ الأعْلامُ الخَدَّاعَة ، وَيَضِيعُ صَدَى تِلْكَ الأصْوَاتُ بَيْنَ أَصْواتِ العُلمَاءِ وَأَهْلِ الحِكْمَةِ والرّأي وَالدِّين ، وَيَعودُ أُولئِكَ الذينَ أَشْغَلُوا أَنْفُسَهُم باجْتِمَاعَاتٍ وَدَعْمٍ مَاليٍّ وَمْعنُويّ لإسْقَاطِ هَذهـِ البِلادْ مُطَأطؤ رُؤوسَهُم خَائِبينَ مُفْلسينْ . إِنَّ الثَّورَاتَ لِبِلادٍ تَنْعَمُ بِالأَمْنِ و الاسْتِقرَارِ لَنْ يَتْرُكَ فيِهَا إلا الفَوْضَى وَالدَّمَارْ ، وَ مَا نَاصَرَ هَذهِـ الثّورَات عَلى هَذهِـ البِلادْ إلا مَنْ حَسَدَهَا عَلى أَمْنِهَا وَأَمَانِهَا الذيْ إمْتَنَّهُ اللهُ عَليْهَا أَوْ أَنَّ أَحَدًا حَالَتْ مَصَالِحُهُ دُونَها . إِنَّ هَذهِـ الأَحْدَاثْ كَفيلَةٌ بِأنْ تُوقِظَ الغَافِلْ وَتُقَويّ الضّعيفْ وَ تُعَلِّمَ الجَاهِلَ وَ تَدُلَّ الحَيْرَانْ ، وَخُصوصًا مَنْ اسْترْعَاهُم اللهُ عَلى هَذهـِ الأُمَّة ، وَ جَعَلَ شُؤونَ العِبَادِ في رِقَابِهِمْ ، بِأنْ يُعيدوا الأُمورَ إِلى مَنْبَعِهَا وَ أَصْلِهَا ، وَ يَسَدُّوا الثَّغَرَاتَ التيْ يُحْدِثُهَا الدُّخلاءُ عَلى هَذهِـ البِلادْ لَيْسَ فَقْط بِجِنسيَّاتِهْم بَلْ بِأفْكَارِهِمْ وَمُخَطَّطاتِهِمْ ، مِما يُحَارِبوا بِهِ عَقِيدَةَ هَذهـِ البِلادْ ، فَإنَّهُ وَاللهِ أَنَّ الجِرَاحَ التيْ تُصِيبُ المُؤِمِنَ في مَعيشَتِهِ يُصْبَرُ عَليْهَا وَإنْ ازْدَادَتْ أَوْجَاعُهَا ، إِلاّ أَنْ جَرْحَ المُؤمِن في دِينِهِ لَهُو الجُرحُ الذيْ تَفيضُ مَعَهُ الرُّوحْ . قَالَ أَحَدُ العَامَّة .. لَئِنْ أَغَاظَنَا بَعْض مَا نَرَى مِنْ فَسَاد ، وَأَهَمَّنَا مَا يُحَاكُ مِنْ تَغْرِيبْ ، وَأَرْهَقَنَا عَنَتُ الحَيَاة وَغَلاء المَعِيشَة .. فَلَيْسَ بَابُ الفِتْنَة هُو دَرْبُنَا لِنَرْفَعَ عَنْ كَوَاهِلِنَا مَا يُرْهقنَا ، وَلَئِنْ صَلّيْنَا الرَّمْضَاءَ فَلَنْ نَسْتَجِيرَ بِالنَّار وَعِنْدَنَا ظِل الأَمْر بِالمَعْرُوف وَالصَّدْع بِالحَقْ وَبَذْل النَّصِيحَة وَالصبر في سَبِيلِهَا عَلَى العَنَت وَالمَشَقّة . مَعْشَرَ العَامَّة .. إِنَّ المَشَاكِلَ بِجَميعِ أَنْوَاعِهَا وَأَصْنَافِهَا لَنْ تَسْلَمَ مِنْهَا المُجْتَمَعاتْ ، وَ لا يُهْدَمُ وَطَنٌ وَمَنْبَعاً للعَقيدَةِ وَمَنارًا للإِسْلامْ بِسَببِ مَشَاكِلَ رُبَّما أَنَّ طُرُقاً أُخْرَى لإصْلاحِهَا تَكُونَ أَيْسَرَ وَأَنْفَعْ ، وَ إِنْ كُنَّا نُريدُ إصْلاحَ مُجْتَمَعَاتِنَا عَلينَا أَنْ نَبْدأ بِأنْفُسَنَا ثُمَّ بُيوتنَا ثُمَّ مَا حَوْلَنَا . مَعْشَرَ العُلمَاء .. أَنْتُمْ حَلَقَة الوَصْلِ بَيْنَ الرَّاعيْ والرَّعيَّةْ ، وَأنْتُم حِبَالُ العِلْمِ التيْ لَفَّهَا الشّعْبُ عَلى قُلوبِهِمْ ثِقَةً بِكْم – بَعْدَ الله – فلا تُخَيِّبُوهُمْ وَلا تُغَيِّبوا أَصْوَاتَكُمْ ، وَلا أَقُولُ هَذا مِنْ تَقْصيرٍ مِنْكُم – حَاشَا واللهِ –إِنَّمَا في الأخْذِ بِأَيْديِهِمْ نُصْرَةً لِمَظْلُومِهِمْ ، وَتَقْويَةً لِضَعيفِهِمْ . مَعْشَرَ الحُكَّامِ والسَّاسَةْ .. مَا وَهَبَكُم اللهُ الوُلايَةَ إِلا إِنْ شَاءَ الله أَنَّكُمْ أَهلاً لَهَا ، فَهِيَ أَمَانَةٌ عَظَيمَة ، وَ أَحْمَالُهَا ثَقيلَةْ ، فَكُونوا عَوْناً لِشُعوبِكُمْ ولا تَكُونوا عَوْناً عَليْهِمْ ، أَحسِنُوا لِمُحْسِنَهُمْ وَتَجَاوُزوا عَنْ المُقَصِّرِ مِنْهُم ، وَ خُذُوهم بِالرِّفْقِ تَمْلِكُوا قُلوبَهُمْ ، وَلا تَقْسُوا عَليْهِمْ فَتَتَصَدَّعُ رِقَّة مَشَاعِرِهِم . وَللهِ أَقُولُ مَا قَالَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعالى : [ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ] ، فَجَنِّبُوا أَسْوَارَ الدَّوَلَةِ هَؤلاءِ المُتْرَفينَ الذينَ مَا فَتِئوا يَلِمزُونَ وَيَغْمِزُونَ بِأهْلِ الدِّينِ والفَضِيلَةِ لِيَنَامَ الحَاكِمَ قَريرَ العَيْن . أُهْدِيكُمْ هَذا اللِّقَاء لِيُعيدَ الصّفوفَ وَيُوحِّدَهَا وَكَيْفيَّةِ الإصْلاح الحَقيقي : *** كُلُّنَا أَمَلٌ بِاللهِ ثُمَّ بِعُلمَائنَا وَحُكَّامِنَا .. أُمُورٌ للهَاويَةِ تَقُودنا
نَسْأل اللهَ العَظيمَ بِمنِّ وَكَرَمِهِ أَنْ يَحفَظَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَفِتْنَة ، وَيَحْفَظَ أَمْنَنا واسْتِقْرارَنَا وَيَكْفينَا شَرَّ مَنْ بِهِ شَرٌّ عَلينَا بِديننا وَحيَاتِنَا وَأمْنِنَا وَاعْرَاضَنَا الكَلامُ طَويلٌ ، وَمَا خَشيتُ إلا الإطَالَةَ والمَلَلْ إِنْ صَوَابًا فَمِن اللهِ وَإِنْ خَطأَ فَمِنْ نَفْسي والشَّيْطَانْ دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايتهِ
__________________
![]() إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 12-03-2011 الساعة 02:57 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|