|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
18-03-2011, 05:58 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
ولاؤنا وولاؤهم
بسم الله الرحمن الرحيم
ولاؤنا وولاؤهم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله واله وصحبه ومن والاه وبعد مرت الجمعةُ الماضية بسلام وأمان والحمد لله ، وتراجعت مؤشرات الفتنة، وخاب المبطلون ، وكشفت مُجريات الأحداث إيمان الناس بقيمة الوحدة على كلمة التوحيد، ونبذهم للفرقة والطائفية ، التي تريد بالبلاد والعباد سوءً وبلبلة . كما انكشف زيفُ المواطنة عند فئة من الناس صمتت فلم تستنكر بوادر الفتنة، ولم ترفع بذلك رأساً أو تخط حرفاً ، رغم كثرة دعاويها بالمواطنة ورفع عقيرتها بالوطنية المزعومة، وبرغم كثرة كتاباتهم وانتقاداتهم إلا أن هذه المظاهرات المزعومة لم تلفت أنظارهم ولم يكن لها حظٌ من اهتماماتهم وكتاباتهم .. أي وطنية تلك ؟ وبأي محجة يعتذرون؟ . إن الأزمات مرتكز لكشف الولاء والبراء والانتماءات ، وإن المواقف الصعبة هي التي تكشف عن توجهات الناس وأهدافهم ومعادنهم ، وفي حال الرخاء كل يدعي وصلاً بليلي!. لقد كان العلماء والدعاة والخطباء في مقدمة الركب المستنكر .. ومع الإنكار لعوامل الفتنة استنكاراً لكل مظاهر الفساد ، ودعوةٌ لتقديم النصيحة لولي الأمر ، وبيانٌ لحق الراعي والرعية . إن العلماء الذين يُستمع إليهم ويصدر عن فتاويهم أوقات الشدائد ، حريون بأن يستمع إليهم في أوقات الرخاء ، وجديرون باعتماد فتاويهم في كل شؤون الحياة ، وفي جميع الأحوال والأوقات ، وحيثما نصح الدعاة والخطباء فهم يبغون الخير للأمير والمأمور، وكذلك نحسبهم والله حسيبهم . أما أصحاب الجعجعة بلا طحين .. وأصحاب الريب والتشكيك والتغريب فحريون أن يُوضعوا في المكان الذي يستحقون ، وأن يوقف مدّهم ، ويوضع حدٌّ لتجاوزاتهم وإثارتهم، شرذمة الفساد ودعاة التغريب وتحرير المرأة المزعوم لا يمكن أن يُدعوا في الملمات، ولا يمكن أن يُعتمد عليهم في الأزمات ، ليسوا أهلاً لتسكين الفتن إذا أقبلت، وليسوا حكماً عدلاً إذا ما الأفكار شذّت ، والرؤى والمواقف تقدمت أو تأخرت ، بعكس غيرهم من العلماء والدعاة وطلبة العلم . ولم يكن من فراغ أن يتحدث سمو النائب الثاني حين أثنى وشكر العلماء والخطباء، بل هو يعني ويعيي ما يقول ، ونتطلع إلى مزيد من التلاحم والتشاور والثقة بين الولاة والعلماء والدعاة والخطباء لصالح البلاد والعباد. وبرغم انطفاء نار الفتنة ، فيظل تحت الرماد وميضُ نارٍ ، ولا بد أن نحذر المفاجئات ، وأن نستعد لأي حماقة من الحماقات ، لا بد أن نتحسس مواطن الفتن ومؤشرات الدخان ، وأماكن الريب ، وأفكار المتربصين ، وتجمعات أو تحركات المشبوهين حتى لا نؤخذ على حين غرة . ولا بد كذلك من استدامة الإصلاح، وسدّ الثغرات ، ونشر العدل، وبذل المعروف، وإرساء دعائم الفضيلة ، ومحاربة الرذيلة ، والحفاظ على أنظمة البلد ، وفي مقدمتها النظام الأساسي للحكم ، ومنع أي تسلل واختراق له . ولا بد من استكمال مشاريع الإسكان للمحتاجين ، وبذل الطعام للجائعين، وتوفير فرص العمل للعاطلين ، وكم تعجب من وطنية شاب يخرج في يوم الوطن وهو عاطلٌ عن العمل ، ويفتش في جيبه فلا يجد إلا دراهم معدودة ، وربما اشترى بها أو بنصفها علماً للوطن يُلوِّح به ويثبت وطنيته ، وإن مسته البأساء ويردد : تحيا السعودية ، عاش الوطن، أليست تلك وطنية تستحق التقدير والبذل لهؤلاء الشباب؟ . وانطلاقا من هدي المصطفى صلى عليه وسلم في الموقف من ولي الامر فيما يخص الدنيا بالصبر(0,, وان جلد ظهرك واخذ مالك ,,,,) فلسنا نحن الذين تحركنا المناصب او المجاعات فأهل المبادئ تهون عندهم الدنيا اذا سلم الدين, وفي المقابل – وفي جيراننا ومن حولنا شعوب يُغدق عليها ، ويُمكن لقادتها في الوزارات والجامعات ، بل ويتغلغل أبناؤها في أدق مرافق الدولة ، ومع البذل والعطاء والأعطيات والرخاء يتظاهرون .. بل ينقلبون على من مكّنهم مطالبين بإسقاط النظام، ومعطّلين لمصالح البلد ، ومثيرين للرعب ، ومعتدين على الأمن، بل ومسقطين للقتلى والجرحى ، وأسوأ من ذلك منع العلاج واحتلال المستشفيات ، وتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات ، ورافعين لافتات وصوراً غريبة ، ومردِّدين لعبارات صفوية ومجوسية، حتى إذا بلغ السيل الزبى ، وضج الناس من الفوضى جاء نصر الله وكان فرجه، وكانت خطوة درع الجزيرة ضرورة لا بد منها ، وحسماً لفتنةٍ طائفية بغيضة لم تخطر على أهل البحرين بهذا المستوى ، وكادت أن تهلك الحرث والنسل . ولئن كانت هذه الحركة الطائفية درساً لأهل البحرين بشكل خاص، فهي درسٌ لمن يتجاوز الحدود إلى غيرهم ، ويدعون للاعتبار والحذر ، وعدم تكرار التجارب الخاطئة، والسعيدُ من وعظ بغيره ، والعقلاء يتبصرون في المآلات قبل إقدامهم على الموبقات والمهلكات. ولئن لوحت ايران بخطوات فهي تبرهن على صلتها المباشرة بكل مصادر شغب لدول الخليج وبلاد الحرمين خاصة , وهنا يظهر الولاء الدولي فها هي باكستان وتركيا تعدان بمد اللسان والبيان والمال وهي لحمة ذات ابعاد ففي كل واد لنا صدى ,ولئن كان الاستعداد والوعود من كل جانب فان دين هذا البلد الامين وسياسته الخارجية يعكسان حضور العالم الاسلامي وعقلاء الغرب ومنصفو الخلق في قضايانا أيها المسلمون : بقي شيء مهم يُقال ، ونتيجة منطقية تقول : إن صحة المنهج العلم والعمل بنصوص الوحيين هما الضمانة الكبرى من الانحراف والإخلال بالأمن، وإن أهل السنة والجماعة من أطوع الناس لأئمتهم ، ومن أرحم الناس بإخوانهم، إنهم عناصر مسكنة للفتنة إذا أججها غيرهم ، وهم أقرب الناس وأوفاهم للبيعة الشرعية إذا نقضها غيرهم، وهؤلاء جديرون بالاحترام والثقة ، والتمكين والمشورة ، وتسنم الولاية ، وتقدير المسؤولية، وكم في الحادثات من عبر لمن عقل وجزا الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي، وأبلغ من ذلك وأصدق : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتم ، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون [آل عمران/ ]. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أ, د سليمان بن حمد العودة / استاذ التاريخ في جامعة القصيم د . صالح بن عبد العزيز التويجري /استاذ العقيدة في جامعة القصيم
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
الإشارات المرجعية |
|
|