مقولة أعجبتني ( مارأيك ) ؟
مقولة أعجبتني للإمام ابن القيم رحمه الله ، وكثيرا ما كنت أرددها يوم أن كنت صغيرا ، حتى حفظتها عن ظهر قلب ، فهاك المقولة وأعطني رأيك .
قال ابن القيم رحمه الله : ( وقد غر إبليس أكثر الخلق بأن حسن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا ، والانقطاع وعطلوا هذه العبوديات يعني عبودية نشر السنة على العلماء وإقامة الحق وتنفيذه على الحكام ، وأداء الحقوق المالية على الأغنياء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على القادرين عليه يقول : فلم يُحدِّثوا قلوبهم بالقيام بها ، وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس دينا ، فإن الدين هو القيام لله بما أمر به ومن له خبرة بما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه هو وأصحابه ، رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم من أقل الناس دينا والله المستعان ، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ، ودينه يترك وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان ؟ شيطان أخرس ، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على للدين ؟ وخيارهم المتحزن المتلمظ ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاه أو ماله لبذل وتبذل ، وجد واجتهد واستعمل مراتب الإنكار الثلاث بحسب وسعه ، وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم ، قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية وهم لا يشعرون وهو موت القلب ، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل )
إعلام الموقعين 2/176-177
|