بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » بــنــت بــريــدة » قِطَــاف ’ [ مشاركة ]

بــنــت بــريــدة بنت بريدة - القسم خاص بالنساء -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 31-03-2011, 05:09 AM   #1
ميـرال
حرف راقي
 
صورة ميـرال الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: حضْنُ غيْمَــة
المشاركات: 419
قِطَــاف ’ [ مشاركة ]

































صَبَاح / مسَاء يَتأنّق بملائكِيَّة الْأدب .

ومن لُجّ نُورِ الْأبجدِية ، وشَهقَات الْأقلَامِ الغزِيرة .
من أحَـادِيث الغَيْم فِي مِحرابِ الْإبْدَاع . نُعَانِق سويةً مِدَاد العُذُوبَة ، ونبحِر مَعاً إلَى بِلاد النيل .
مَع عُمق اليَرَاع .. يحلُو لِي القِطَف ، مع فاروق جويده * .
الفَرِيد أثْرَى المَكتَبَة العَربية بالدوَاوين " الزبرجَدِية " ، ولَهُ أيضاً العَدِيد مِن المسرَحِيات
نظمهَا بَرِيق عِقد بينَ قَلائِد الشعر .



























بَائِع الْأحْلَام ..

لَا تسألوني الحلم !
أفلس بائِعُ الْأحلام .
مـاذا أبيع لكم .. !
وصوتي ضـاع ، واختنق الكلام .
مازلت أصرخُ في الشوارع أوهمُ الْأموات أني لم أمت كـ الناس .
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام .!
مازلت كـ المجنون
أحملُ بعضُ أحلامي ، وأمضي في الزحـام !

**
لَا تسألوني الحلم !
أفلس بائِعُ الْأحلام .
فالْأرضُ خاوية .
وكل حدائق الأحلام يأكلها البوار ..
مـاذا أبيع لكم .. !
وكل سنابل الأحلامِ في عيني دمـار .
مـاذا أبيع لكم .. !
وأيامي انتظار .. في انتظار .

**
إني سئمتُ زمانكم .
وسئمتُ سوق البيع ..
والحلم المزيف .. والرقيق .
وسئمت أن أبقى أمام الناس دجالًا ..
أبيع الوهم في زمنٍ غريق .
كل الذي قلناهُ كان ضلَالة ..
كذبٌ وزيف ... وادّعَاءْ .
مازلتُ أسأل هل يا تُرَى
حفروا القبور ليدفنوا الموتى ..
أم الأحيَـاء ... ؟!

**
لَا تسألوني الحلم !
أفلس بائع الأحلام .
ما عادت الكلمات تجدي ..
بارت الكلمات .. وانفض المزاد
النار تأكلنا .. فهل تجدي
حكايا الوهم .. والدنيا رماد !
أأقـول صبرا ..!
ليس في الدنيَا بَلَاء .. غير صبر الأبريـاء ..
أأقول حـزنا ..!
ليس في الدنيا كـ حزنُ الأشقياء ..
أأقول مهلًا ..!
ضاعت الأيام من يدنا هباء .

**
لَا تسألوني الحلم .. !
قوموا من مقابركم ونوروا ..
أحرقوا الأكفان في وجه الطغَاة ..
كونوا حريقاً , أو دمـاراً ..
لَا تجعلوا قبري كـ كلّ الناس صمتاً , أو دموعا ..
مازلت أرفضُ أن أموت حيّاً .
كلنا موتى ..!
وليسَ الْآن للموتى حَيَـاة ..
ولتحفروا قبري عميقاً ..
وادفنوني واقفاً ..
حتّى أظل أصيحُ بينَ الناس
لَا تحنُوا الجِبَـاه ..
مُوتُوا وقوفاً ..
لا تموتوا تحت أقدام الطّغَاة ..





















الحَرْفُ يَقتلنِي ..

أنَـا شَاعِر ..
مازلتُ أرسم مِن نزِيف الجِراح
أغنِية جدِيدة ..
مازِلتُ أبنِي في سجُونِ القهر
أزمـاناً سعِيدة ..
مازلتُ أكتُب
رغم أن الحَرف يقتلنِي ، ويلقِينِي أمام الناس
أنغاماً شَرِيدة ..
كلّمَا لَاحَت أمـام العين
أمنِية عنِيدَة ..
لَاحَ سهم طَائش في الليل يُسقطها شَهِيدَة .. !
















مِثْل النَّـوَارِس ..

مثلُ النوارِسِ ..
حينَ يأتِي الليلُ يَحْملنِي الْأسَى
وأحنُّ للشَّط البَعِيدْ ..
مثلُ النوارِسِ
أعْشَق الشطـآنَ أحيَاناً
وأعشقُ دنْدَناتِ الريحِ .. والموجَ العنِيدْ ..
مثلُ النوارسِ
أجملُ اللحظَاتِ عندِي
أن أنـامُ على عُيُونِ الفجْرِ
أن ألهُو معَ الأطفَالِ فِي أيامِ عِيدْ ..
**
مِثلُ النوارِسِ ..
لَا أرَى شَيئاً أمـامي
غيرَ هَذَا الْأفق ِ
لَا أدرِي مَداهُ .. ولَا أرِيدْ ..
مِثلُ النوارِسِ
لَا أحب زَوَابع الشطـآنِ
لَا أرضَى سُجونَ القهرِ
لَا أرتَاح فِي خبزِ العبِيدْ ..
مِثلُ النوارِسِ
لَا أحب العَيشَ فِي سَفْح الجِبَال
ولَا أحب العِشْقَ فِي صَدْرِ الظـلَام
ولَا أحب المَوتَ فِي في صمتِ الجلِيدْ ..
**
مِثلُ النوارِسِ ..
أقطفُ اللحظَاتِ مِن فمِ الزمَـانِ
لتَحتوِيني فَرْحة عَـذرَاء
في يومٍ سعِيدْ ..
مِثلُ النوارِسِ ..
تَعْتَريني رَعْشَة ويدقُّ قلْبِي
حِينَ تأتِي مَوْجَة
بالشَّوق ِ تُسكِرنِي .. وأسْكرُهَا
وأسألهَا المـزِيدْ ..
مِثلُ النوارِسِ
تَهدأ الأشوَاق في قلبي قَلِيلًا
ثم يُوقِظهَا صرَاخُ الضوْءِ
والصبحُ الوَلِيـدْ ..
مِثلُ النوارِسِ
أشتَهِي قلباً يُعَانقني
فـ أنْسَى عِندهُ سأمِي
وأطوِي مِحنَة الزمَنِ البَـلِيدْ ..
**
مِثلُ النوَارِسِ
لَا أحلقُ في الظلَامِ ..
ولَا أحب قَوَافِل الترحَـالِ
في الليلِ الطـرِيدْ ..
مِثلُ النوارِسِ
لَا أخَـافُ الموجَ
حينَ يَثُورُ في وجهِي ويَشْطرُني
ويَبدُو في سَوادِ الليل كَـ القَدرِ العَتيدْ ..
مِثلُ النوارِسِ ..
لَا أحب حَدَائق الْأشجَارِ خـاويَة
ويطربُنِي بَرِيقُ الضوءِ
والموجُ الشرِيدْ ..
مِثلُ النوارِسِ
لَا أملُّ مَوَاكبَ السفَرِ الطوِيل ..
وحينَ أغفُو سَاعةً
أصحُو .. وأبحِرُ مِن جَدِيدْ ..
**
كَمْ عِشتُ أسألُ
ما الذِي يَبقَى إذَا انطفَأت عيونُ الصبحِ
واختنقَت شُمُوع القَلبِ
وانكَسَرت ضُلُوع الموجِ
في حزْنِ شَدِيدْ ..
لَا شَيء يَبقَى ..
حينَ يَنكسِرُ الجنَاحُ ..
يَذوبُ ضَوء الشمسِ
تَسكُنُ رفرفَاتُ القَلبِ
يَغمرنَا معَ الصمتِ الجلِيدْ ..
لَا شيء يَبقَى غَيرَ صوتِ الريحِ
يَحملُ بعضَ رِيشِي فوقَ أجنِحَة المسَـاء
يعُودُ يلقِيهَا إلى الشط البَعِيد ..
ف أعودُ ألقِي لـ الريَاحِ سَفِينتي
وأغوصُ في بحرِ الهمومِ
يشدني صَمتٌ وَئيدْ ..
وأنا ورَاء الْأفق ذِكرَى نَوْرسٍ
غَنَّى .. وأطرَبهُ النشِيدْ ..
كـل النوَارِسِ
قبلَ أن تَمْضِي تغني سَاعةً
والدهرُ يَسْمعُ مَايُرِيدْ .. !
















الجَلّاد ..

أصبَحتُ أخافُ من الأشْيَاء
.. كلّ الأشيَاء .
فـ أخبّىءُ وجْهِي فِي عيني ..
أتمدّد حِيناً في جفني ..
يتضـائلُ بدَنِي ..
أتثاءَبُ فوقَ رموش العين
فيوقظنِي شَبحٌ في العين يطارِدُنِي ..
ألمحُ جلاداً وسط العين ..
يغرِسُ فِي عيني سَيفَ الخَوف ..!
فـ يفصِلُ عيني عن جَفنِي ..
يَنطفىء الضوء عَلَى العَينين ..
أَدمَنْتُ الخَوْف ..
ففي عَيني نَـام الجلاد .. !














أحْزَان لَيْلَة مُمْطِرَة ..

السقفُ ينزِفُ فَوق رَأسِي .!
والجِدَارُ يَئِنّ
.. مِن هَولِ المَطَـرْ .
وأنَا غَرِيق بينَ أحْزَانِي
تُطَارِدنِي الشَّوَارِع
لِلأزِقَّةِ .. لِلحفَرْ !
فِي الوجه أطيَاف مِن المَاضِي ..
وفِي العَينين نَامَت .. كل أشْبَاح السَّهَر .
والثوبُ .. يفْضَحنِي
وحول يَديّ قَيْد
لَستُ أذكر عُمْرُه ..
لكِنّهُ كلّ العُمُـرْ !
لاشَيء فِي بَيْتِي سِوَى صمت الليَالِي .
والأمانِي غائمات فِي البَصَر ..
وهُنَاك فِي الركنِ البَعِيد لُفَافَة
فِيهَا دعَاء مِن أبِي
تَعْوِيذَة مِن قَلْبِ أمِّي ..
لمْ يُبَارِكهَا القَدر ..!
دعَوَاتها كانت بـ طُولِ العمر
والزَّمن البَعِيد المُنْتَصِر ..
أنَا ماحزنتُ عَلَى سِنِين العمر ..
طَـال العُمر عِندِي .. أم قَصُر !
لكِنَّ أحزَانِي على الوَطنِ الجَرِيح
وصَرخة الحلمِ البرِيء المُنْكَسِر ..

**
فالماء أغْرَق غرفتِي
وأنا غَرِيب فِي بلادِ اللهِ
أدْمَنتُ الشَّواطِىء والمنَافِي والسَّفَرْ ..
كم كنْتُ أبنِي كل يَومٍ ألف قصرٍ
فَوق أوْرَاق الشَّجَرْ ..
كم كنْتُ أزْرعُ ألف بُستَانٍ على وجْهِ القَمَر ..
كم كنْتُ ألقِي فَوق موج الرِّيحِ أجْنِحتِي
وأرْحَلُ فِي أغَارِيد السَّحَـرْ ..
مُنْذُ انشَطَرتُ على جِدَارِ الحُزْنِ
ضَاع القَلبُ منِّي .. وانْشَطَر .
ورَأيتُ أشْلَائِي دُموعاً فِي عُيُونِ الشَّمسِ
تَسْقطُ بَيْنَ أحْزَانِ النهَر ..
وغَدَوتُ أنهَاراً من الكلِمَات فِي صمتِ الليَالِي تَنهَمر ..
قَد كُنتُ فِي يومٍ بَرِيء الوَجْه
زَار الخَوفُ قَلْبِي .. فانتَحَرْ .
وحدَائِقِي الخَضْرَاء مَا عَادت تُغَنِّي
مِثلَمَا كَـانَتْ ..
وصَوتِي كانَ فِي يومٍ عَنِيداً .. وانْكَسَرْ .
ولَدَيَّ مِن عمْرِي وذِكرَى الأمْسِ بَعضٌ مِن صُوَرْ .
فلتَنظرِي صُوَرِي
فَإنَّ الأمس أحيَاناً .. يكون عَزَاء يومٍ .. يَحْتَضِرْ .
هَلْ تسْمحِين
بِأن يَنَامُ على جُفُونِكِ لحظَة طِفلٌ
يُطَاردهُ الخَطرْ ..!
هَلْ تَسْمحِين لمن أضَاع العُمرَ أسْفَاراً بِأن يَرتَاح يَوماً ..
بَين أحْضَانِ الزهَـر ..
إنِّي لَأفْزَعُ كلّمَا جَاءَت خُيولُ الليْلِ نَحْوِي ..
يَحتَوِيني الهَمّ ..
يَخنُقنِي الضَّجَر ..
اعتَدْتُ أن تَعْوِي كِلاب الصَّيْد
فِي قدمِي تُحاصِرنِي ..
وتَعْبثُ في عيونِي ..
كٌلّمَا الجلادُ - في سَفهٍ – أمر ..
إنّي أخَافُ على ثِيَابكِ مِن ثِيَابِي
كلُّ مَا أرجُوهُ بَعضُ الأمن ..
عِطْـرٌ
دَنْدَناتٌ مِن وَترْ ..

**
لَاتخجَلِي إن كانَ عِندكِ بعضُ أصحابٍ
وجِئتُ بثوبِي العَارِي
ببَابكِ انتَظِرْ ..
لَكِنَّهُ حزنُ الصَّقِيع ..
وَ وحشَةِ الغُرَبَاء
فِي لَيْلِ المَطَرْ ..
فالناسُ حولي يُهْرعون ، وفِي ثِيَابِي نهرُ مَـاءٍ ..
فِي عيونِي بحرُ دَمعٍ
بَيْنَ أعمَاقِي حَجَرْ ..
وأرِيدُ صَدراً لَا يُسَاومنِي على عمْرِي
ولَا يَأسَى على ماضٍ عَبَر ..
فالعري أعرِفه ..
وأعرِف أن مِثْلِي فِي زمَانِ الرِّق مَطلوب ..
وأن الحِرص لَن يجدِي
وَلَنْ يُغْنِي لحَذَرْ ..

**
إنِّي سأرحَل
عِندَما يَأتِي قِطار الليل
لَا تبكِي لِأجلِي ..
لَا تلُومِي الحَظ إنْ يَوماً غَدَرْ ..
فـ أنا وحيدٌ في ليَالي البرْد ..
حتّى الحزْن صَادقنِي زَماناً
ثُمَّ فِي سَأمٍ ../ هَجَرْ .!
إنِّي أحِبكِ ..
رغْمَ أن الحب سلطَانٌ عَظيم ..
عَاشَ مطرُوداً
وكَمْ داسَتهُ أقْدَام البَشَرْ ..!
إنِّي أحِبكِ
فاتركِينِي الْآن في عَينيكِ أغفو
إن خَلْفَ البَاب أحزَاناً وعمراً يَنتَحِر ..!
كل العَصَافِير الجميلَة أعدموهَا
فَوق أغصَانِ الشَّجَر ..
كل الخَفَافِيش الكَئِيبَة
تَملَأ الشُّطآن ..
تَعبثُ فَوق أشْلاء النَّهَر ..

**
لَاتحزنِي ..
إن الزمَان الراكِع المهزُوم لَن يَبقَى
ولَن تَبقَى خَفَافِيشُ الحفَر ..
فغداً تَصِيحُ الأرْضُ
فالطوفَانُ آتٍ ..
والبرَاكين التِي سجنَتْ ، أرَاهَا تنفَجِر ..
والصُّبح .. هذَا الزائِر المنفِيُّ من وَطنِي
يطلّ الْآن .. يجرِي .. ينتشِرْ .
وغَداً أحبكِ مثْلَما
يوماً حلِمْتُ بدونِ خوفٍ
أو سُجونٍ .. أو مطَرْ ..












العُيـونُ الحَزِينَة ..

عيُونكِ بحرٌ مِن الحزْنِ يجرِي
وقَلْبِي يخَافُ العيون الحَزِينَة ..
تُعَانِق قلبِي
فَيَجرِي إليْهَا ..
وآهٍـ منَ الشَّوقِ لَوْ تَعرِفينَه ..
على أيِّ أرضٍ سَـ ألقِي الرِّحَال
وقَدْ كسَّر المَوج قلب السفِينَة ..
قِلاعٌ تَوَارت
وبحرٌ عَنِيد ..
وعمرٌ مِنَ الحزْنِ جَافَى سِنينَه ..
أخَافُ عليكِ غداً مِن جِرَاحِي
فَقَد أدمَن الجرحُ يوماً .. أنِينَه .
لماذَا أحبُّكِ
ما دمتِ ضَوءاً سَيوقِظ عَينِي
.. ولَنْ أستَبِينَه .!
لماذَا أحِبُّكِ .. مَـا دُمتِ سَهماً
يُطارِد قَلبَاً ..
يَودّ السكِينَة .!
دَعِي الموجَ يَهدأ فَوق الرمَال
وَيَنسَى على الشَّط يَومَاً .. حنِينَه .














كَانت لَنَا .. أوْطَـان .

يَا عاشِق الصبحِ
وجهُ الشمسِ يَنشطرُ ..
وأنجم العمر خلفَ الأفقِ تَنتَحِرُ ..
نهفو إلى الحُلْمِ
يحبو فِي جَوانحنا ..
حتَّى إذَا شَبّ ..
يَكبو .. ثمَّ يَندثِرُ .
يَنسَابُ فِي العين ضَوءاً ثم نلمَحهُ
نهراً من النـارِ فِي الْأعْمَاقِ يَسْتعرُ ..
عمرٌ من الحزنِ قَدْ ضَاعت مَلامحهُ
وشردتهُ المُنَى .. واليَأس .. والضجرُ .
ما زِلتُ أمضِي ..
وسِربُ العمر يَتبعُنِي ..
وكلما اشْتَدّ حلمٌ
عَاد يَنكسِر !
فِي الحلمِ مـوتِي ..
معَ الجلاد مقصلتِي ..
وبَيْنَ موتِي وحلمي يَنزِفُ العمر .
إن يحكم الجهل أرضاً ..
كيفَ يُنقِذها
خَيط من النورِ .. وسط الليلِ ينحسرُ .!
لَنْ يطلع الفجْرُ يوماً من حناجِرِنـا
ولَن يَصُون الحِمَى
مَن بـ الحِمَى غَدرُوا ..
لَن يَكْسر القَيْد من لَانت عزائمهُ ..
ولَن يَنَـال العلا
من شلَّهُ الحذرُ ..
ذئبٌ قَبيح يصلي فِي مساجدِنـا
وفوق أقْداسِنَا يَزهُو وَ يَفتَخِرُ !
قَد كانَ يمشِي على الأشلاءِ منتَشِياً
وحولهُ عصبَة الجرذان تأتمرُ ..
من أينَ تأتِي لوجهِ القبحِ مكرمةً ..!
وأنهر الملحِ هَلْ ينمو بها الشجرُ ..!
القَاتِـلُ الوَغد "
لاتحميه مسبحةٌ
حتّى إذَا قام وسط البيت يعتمرُ .
كم جاء يَسعَى وفِي كفيهِ مقصلةٌ
وخِنجرُ الغدرِ فِي جبِينهِ يَستترُ .!
فِي صَفقَة العمر جلاد وسيدهُ
وأمة في مزادِ الموتِ تنتحِرُ ..
يعقوب لَا تبتَئِس
فالذئبُ نعرِفهُ من دمِّ يوسف ..
كل الأهلِ قَد سكروا !
أسمـاء تبكِي أمام البيت في ألمٍ ..
وابنُ الزبير على الأعنَاقِ يُحْتضرُ ..
أكاد ألمحُ خلف الغَيبِ كارثةً
وبحرُ دمٍ على الأشلاءِ .. ينهمرُ .
يوماً سيحكى هنا عَن أمة هلكت
لم يبقَ من أرضِهَا زرعٌ .. ولَا ثمرُ .
حقت عليهم من الرحمنِ لَعْنتهُ ..
فعِندمَا زادهم من فضلهِ .. فجرُوا .
يا فارِس الشعر ..
قُلْ لـ الشعرِ معذِرةً
لَنْ يسمعُ الشعر من بالوحي قَد كفروا .
واكتب على القبرِ .. هذي أمة رحَلَتْ
لم يبقَ من أهلهـا
ذكرٌ .. ولَا / أثرُ ..















كُنتِ يوماً ..

لا .. لم تعودِي
ذلكَ العصفور يَسْكن عش أيامِي
ويَتركنِي وحِيداً للظِلال ..
**
لا .. لم تعودِي
قَطرة المـاءِ الخجولَة
تَسْتَبيح الزهرة البَيْضَاء
ثم تَعُود تلقِي نفسها فوقَ الرِّمَـال ..
**
لا .. لم تعودِي
ذلكَ الحلم المعربدُ بين أعماقِي
يُمنِّينِي ويتركنِي وحِيداً لـ السؤال ..
**
لا .. لم تعودِي
قِطعة منِّي , إذَا ما جِئتُ أشطرها
يُمزّقنِي المحـال ..
**
لا .. لم تعودِي
تَوْبة القلبِ المعذَّب
بين أشبَاحِ الغِواية والضلال ..
**
فالْآنَ أنتِ أمام عَيْني
لَوْحة سَوداء ..
مـات اللون فِيهَا .. والخَيَال ..
فـ أنا دَفنْتكِ مِن سِنينٍ
بين أعماقِي .. و/ كفّنت الجمال ..












لَيَالِي الخَرِيـف ..

هَلْ كل حلم فِي الحيَاةِ يُطَالُ ..!
والدربُ صَعْبٌ ، والوصول مُحَالُ ..
لم يَبقَى للروضِ الحزِين .. سِوَى الْأسَى
لحنٌ قَدِيم ..
دَمعةٌ .. وسؤَالُ ..
آمنتُ فِي عينيكِ بعد ترددي
فذنوب عمرِي كلها .. أثقَالُ .
فِي القلبِ حلمٌ
خَاننِي منذُ الصِّبَا
أيامُ وَصلٍ .. ما لهنَّ زَوالُ ..
قَلبٌ أخبِّىءُ حزْنَ أيامِي بهِ ..
العَين بيتٌ .. والرموش ظِلالُ ..
يَا روضة بالضوءِ لَاحت فِي المدَى
مَازال عِطْركِ بالمنى .. يختَالُ ..
قَدْ جِئتُ فِي الزمنِ اللقِيطِ وقَد مَضَى
عَهْد البرَاءة ِ .. ملَّنِي الترحَالُ ..
فحوائِط الأحزَان تَصفحُ جبهَتِي
وبرِيقُ عمري .. كلهُ أطلالُ ..
وغداً أراكِ على المدى أنشودةً ..
فالحبُّ وَهمٌ ..
والقصُـور رِمَـالُ ..
تعبت مِنَ الترحالِ كل سَفائِنِي
فالحب فِي الزمنِ الردىءِ ../ ضلالُ ..













اِبْتِسَـامَة ..

بِاللهِ يَا مولَايَ قلِّي
كَيفَ تَنبُت فِي جبينِ الحزنِ
أطيَافُ اِبتِسَامة ..!
وأراكَ يامولَايَ تَضحكُ
والصِغَار على رَصِيفِ الجوع
يَلْتَقِطون شَيئاً
مِن صَنادِيق القمـامَة !
ويطلُّ وجْهكَ فَوقَ أورَاق الصّحِيفَة يَبتسِم ..!
أيقَنتُ يَامولَاي ..
أنَّ الجهلَ مِن .. خَيرِ النعَمْ .










وجْهَانِ فِي المرْآة ..

وجهَان يلتقِيَان فِي المرآةِ ..
تَرحلُ ذِكرياتُ الأمس ..
تَسقطُ مِن مآقينا الصوَرْ ..
يتَقَاربُ الوجهَانِ بَينَ الناس
يَبتسِمان .. يَرتعِشَان .. يَقترِبَان
يَغلبُنَا الحَذرْ .. !
الوَجه أعرِفهُ أراهُ الآن مَحْفُوراً
على قلبِي كَـ أيامِ العُمرْ ..
والناسُ حَولِي ..
والزحَـام سَحابة سَوْداء
والأجسَامُ أكوام مبعْثرة
نُسمِّيهَا .. بَشَرْ !
والأفقُ أشبَاح مُحنطَة تَطُوف كؤوسَ عمرٍ فَارِغَاتٍ
أغنِيَاتٍ شَاحِبَاتٍ ..
أمنِيَاتٍ ضَائِعَاتٍ ..
وارتِعَاشاتٍ على وجهِ الوَتر ..
هذي الوجوهُ رَأيتهَا .. وعرفتهَا ..
والكل فِي صمتٍ .. عبرْ ..
وأراكِ فِي عينِي
بَريقُ فراشةٍ بَيْضَـاء
تلقِيهَا الرِياحُ .. إلى المطَـرْ ..

**
يتَبَاعدُ الوجهَانِ فِي المرآه
يَنشَطِرانِ كـ الأورَاق
يَنزعُهَا الخرِيفُ مِن الشجَرْ ..
الوجهُ يَخبُو فِي ضَجيجِ الناسِ
أسرِعُ خلفَهُ ..
فأرى عيونَ الناسِ أظلالًا مِن الذكرَى لعمرٍ ضَائعٍ
مَن بَاعَ مِنهم ..
مَن تخَاذلَ .. مَن غَدَرْ ..
يَخبُو بَرِيق الضوءِ فِي المرآه
يَطفُو ألفُ وجهٍ فَوقَ أشلاءِ النهَرْ ..
تَبدُو الدمامةُ فِي الوجُوهِ
أتوه فِي الأشبَاحِ ..
تَرصدنِي ابتِسَامات كفِيفَات
يبعثُرهَا الضجَرْ ..
وَوقفتُ بينَ الناسِ
أسألُ صمتُ نفسِي فِي أسَى
مَنْ يَاترى سرقَ القَمـرْ .. !
قَدْ كانَ مُنْذُ دقائقٍ
يَسرِي على العينين
نُوراً كابتِهَالَاتِ السحَرْ ..
قَد كانَ فِي المرآةِ
يَرسمُ فِي عيونِي
ألفَ طيفٍ للربيعِ ، وألفَ لونٍ للزهَرْ ..

**
أشتَاقُ وجهكِ فِي زحَامِ الناس
أعرِفُ أن هذا الوجه
يحملُ ألف سِرْ ..
هوَ دمعةُ الموجِ المسَـافر
وارتِعاشةُ لؤلؤٍ
سَجنوهُ قَهراً .. فانكَسَرْ ..

**
الوجهُ فِي المرآة
يَبدو ثم يخبُو خلفَ ضوءٍ بَاهِتٍ
وأعود أرصِدهُ ويخذلنِي النظَرْ ..
وجهِي على المرآة مَصْلوب
يحدقُ فِي الوجوهِ .. وينتظر ..
ياأيهَا القمرُ المسافِرُ
أينَ أنتَ الآن .. !
من أغرَاكَ بعدِي بالسهَرْ .. !
قَد تاه وجهكَ فِي الزحَـامِ
فأينَ أنتَ الآنَ منِّي ..!
مَنْ ترى أغرَى اللآلىءَ بالسفَرْ .. !

**
يتجمعُ الوجهَانِ يقترِبانِ ..
يَبتعِدانِ
ثم يعُود وجهِي يَنشطِرْ ..
يَتَقَاربُ الوجهَانِ فِي المرآةِ
يَلتقِيانِ ..
يَتّحِدانِ ..
يَبتسِمَانِ للأيـامِ .. لكن فِي حَذَرْ ..
ما زِلتُ ألمحُ فِي عيونِ الليلِ
أشبَاحاً .. نسمّيهَا .. بَشَرْ !
ما كانَ قبلكِ قَد عبرْ ..
لم يبقَ من أحدٍ أثَرْ ..
وجهِي وَ وجهكِ باقِيَانِ ..
وكل ما قَد كان
ولّى .. وانْدَثَـرْ ..














رسُـوم فَوق وَجْه الريح ..

جلَسنَا نرسمُ الأحلام
فِي زمنٍ بلا ألوَان ..
رسمنَا فوقَ وجهِ الريح
عصْفُورينِ فِي عش بِلا جدرَان ..
أطل العشّ بينَ خمائِل الصفصَافِ
لؤلؤةً بلا شُطـآنْ
نسينَا الاسمَ .. والميلادَ .. والعُنوَان ..
ومزقنَا دفَاترنا
وألقينَا هموم الأمسِ فوقَ شواطيءِ النسيَان ..
وقلنَا .. لَنْ يجيءُ الحزنُ بَعْدَ الـآن ..
رأينَا الفَرح بينَ عيوننا يحبُو
كَـ طفلٍ ضمّهُ .. أبوَان ..
رسمنا الحب فَوقَ شِفاهنَا الظمآى
بلونِ الشوقِ .. والحِرمَـان ..
رسمتكِ نجمةً فِي الأفقِ
تكبر كلما اِبتَعدت
فـ ألقَاها ../ بكل مكَان ..
رسمتكِ فِي عيونِ الشمسِ
أشجاراً متوجَة ب نهرِ حَنَان ..
رسمتكِ واحةً للعشْقِ
أسكنهَا .. وتسكننِي
ويَهْدأ عندهَا .. قلبَان ..

**
جلسنَا نرسم الأحلام
فِي زمنٍ بلا ألوان ..
وعدنَا نذكرُ الماضِي .. وما قَد كان ..
وَوحشُ الليل يرصدنا
ويهد خلفنَا الطوفَـان ..
شَرِبنَا الحزنَ أكواباً ملوثَة
بدمِ القهرِ .. والبهتَـان ..
وعِشنَا الموت مرات
بلا قبرٍ .. ولا أكفَان ..
وجوه الناس تُشْبهنَا
ملامحهُم ملَامحَنا ..
ولكن وجهنَا .. وجهَان
فوجه ضَاع فِي وطنٍ
طغت فِي أرضهِ الجرذَان ..
ووجه ظلَّ مسجُوناً بداخِلنَا
بلا قضبَـان ..

**
جلسنَا نرسم الأحلام
فِي زمنٍ بلا ألوان ..
نسينَا فِي براءتنَا بلاداً تعبد الأصنَام
تسجدُ فِي رِحَابِ الظلمِ
تَرتَعُ فِي حمَى الشيطَان ..
نسينَا فِي براءتنَا .. وجوهاً علمتنَا القَتْل
مُذ كنا صِغَاراً
نُطعِمُ القِططَ الصغِيرة فِي البيوتِ
ونعْشَق الكَروان
نسِينَا فِي براءتنَا
وجوهاً طاردَت بالموتِ أسرَابِ النوارس
حطمت بالصمتِ أوتَار الكمان ..
نسينَا فِي براءتنَا
بلاداً تصنعُ الصبارَ فِي لبنِ الصغَار ..
وتطعمُ العصفور .. للغربَان ..

**
جلسنَا نرسمُ الأحلام
فِي زمنٍ بلا ألوان ..
توحّدْنَـا ..
فلم نعرِف لنَا وطناً مِن الأوطان ..
تَنَاثرنَا
فصِرْنَا فِي ربوعِ الأرضِ
أغنية لكل لِسَان ..
أحبكِ ..
قلتهَا للفَجرِ حينَ أطلّ فِي وجهِي
وعَانقتنِي
وحطمَ حولِي الجرذَان ..
أحبكِ ..
قلتهَا للبحرِ والأمواجِ
تحملنِي لشطِّ أمَان ..
أحبكِ ..
قلتهَا لليلِ واللحظَات تسرقنَا
فنرجو العمرَ لَوْ أنا معاً طِفلان ..
رمينَا فَوقَ ظهرِ الريحِ
أشلاء مبعْثَرة مِنَ التيجَان ..
وقلنَا نشترِي زمناً
بلا زَيْفٍ ..
بلا كذِبٍ ..
بلا أحزَانْ ..
وقلنَا نشترِي وطناً
بلا قهرٍ ..
بلا دجلٍ ..
بلا سَجَّـانْ ..

**
جلسنَا نرسم الأحلام
فِي زمنٍ .. بلا ألوان
تَوَارى كل ما رسمَتْ
على وجهِي يد الطغيَان ..
لتبقَى صورةُ .. الإنسَانْ !!













أوجَزتُ لكم ، اِسْتظِلّوا بِهَا أنَّى شِئتُم ..
ويبقَى الْإبدَاع بكم فِي قِطَافِ الرّنْد .. ولـ تبقى أسِنَّة الرّوائِع مَحفُوظة فِي ,
" لَن أبِيع العُمر ، كَانت لَنَا ... أوطَـان ، لِأنّي أحبك ،
ألفُ وجةٍ للقمر ، زمَان القَهر علّمنِي ، عمرٌ من وَرق
آخر لَيَالِي الحُلْم ، قَـالتْ ، شَيء سيَبقَى بَيننا ، وللأشْواقِ عَودَة
طَاوعني قَلبِي فِي النسيَان ، حبيبتي لَا تَرحَلِي " ... ، والكثِير .

.. أهلًا بِكُم فِي سَماوَاتِ مَدائِنِه ../ الـ فاروق .



آخر من قام بالتعديل ما تَهَاب; بتاريخ 31-03-2011 الساعة 03:19 PM.
ميـرال غير متصل   الرد باقتباس


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)